د/ تركي الحمد لقد تجاوزت حدك المعرفي!!
عندما يتجاوز الانسان حدوده المعرفية فإننا نحسبه قد أصيب بخلل في التفكير ويصبح يهرف بما لا يعرف والأشد جنوحا وخروجا على المألوف أن ينادي رجل مسلم بحجم وقامة الدكتور تركي الحمد في بلد الحرمين الشريفين بغربلة الأحاديث النبوية الشريفة وكأني به يريد حذف كل ما يتعارض مع أفكاره العلمانية واللبرالية وجنوحه عن المألوف وتجاوز دائرة المحظور الى دائرة المحرّم.
حتى بلغ به الأمر أن يطالب بغربلة الأحاديث النبوية الشريفة ليدخل الشك في المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم وما قرأ قول الله سبحانه وتعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فكيف يتجاوز هذا الانسان حدود بشريته ليستل قلمه الذي يصب سما زعافا لينال من ثوابت الدين الإسلامي ألا وهي الأحاديث النبوية الشريفة، وأقول للدكتور الحمد ما قاله الامام الشافعي:
فلا تكتب يمينك غير شيء تود في القيامة أن تراه
أيها الدكتور الحمد إن الإسلام تخطى كل الحدود على الكرة الأرضية حتى أصبح عدد المسلمين مليار ونصف المليار ونيف ولم يطالبوا بغربلة حديث واحد لأنهم يعلمون أنه وحي من الله حتى أن احد كبار علماء الغرب قال سوف تصبح أوروبا قريبا أمة مسلمة لعظمة الإسلام ووسطيته وعدالته واذكّر سعادة الدكتور بما قاله العالم الأمريكي مايكل هارت عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال : (كان محمد الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل اسمى وابرز في كلا المستويين الديني والدنيوي الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي مما يخوله أن يكون أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية إنه بحق أعظم عظماء التاريخ) ولولا أنه أصدق أهل الأرض قولا وعملا لما وصل الى هذه المرتبة على المستوى البشري وهو عند الله اعظمهم خلقا واجلهم قدرا وارفعهم مقاما, إنه خاتم الأنبياء وافضلهم مرتبة ومنزلة عند الله جل في علاه ، فيا أيها الدكتور الحمد اتق الله ولا تخوض في أمور الدين فالله قال: ( فسألوا أهل الذكر) ولست منهم ثم لماذا حلف اليمين وهو يعتبر يمين غموس؟!! فكل أمر أو نهي أو فعل أو تقرير للرسول صلى الله وسلم فهو حديث نقله الرواة الثقات وتواترت أسانيده ولا يوجد له نظير في تاريخ البشرية وقبل الختام أذكر الدكتور الحمد بقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : ( إن الله ليملي لأحدكم حتى إذا أخذه لم يفلته) وأقول وأكرر يا أبا حمد ابتعد عن الخوض في الشأن الديني ومارس طقوسك الدينية كما تحب أن يراك الله وواصل ابداعاتك الثقافية والأدبية دون المساس بشيء من أمور الدين التي لم تد خل ضمن تخصصك الاكاديمي فالمتابع لمسيرتكم الطويلة يلاحظ كثرة المآخذ عليكم وهذا دليل حقيقي على تجاوزاتك الغير محسوبة في الشأن الديني، واسأل لله لكم الهداية والصلاح.
والله المستعان
صالح حمدان