الإعلاميون وإسقاط قيمة الحياء في المرأة
المملكة العربية السعودية تعيش نقلة نوعية في البناء والتنمية والتطور النوعي في كل المناحي الحياتية والاجتماعية ورفع درجة الوعي لدى المواطن والمواطنة ليكونوا على مستوى الأحداث وهي أيضا تعيش حالة حرب على الحد الجنوبي وفي العوامية والقطيف إلا أن الإعلام لم يتماشى مع هذا الحراك التنموي والتعبوي وركز الأضواء على المرأة وكيف دخلت الملاعب ودور السينما والحفلات الغنائية دون أي اعتبار لخصوصية المرأة السعودية في بلد الحرمين الشريفين وإخراجها من جلبابها وكأنه إعلام غير إعلامنا.
أيها الإعلاميون ديننا لا ينتقص من المرأة بل يعظمها ويقدسها ولا يقصيها عن المشاركات المجتمعية والمشاركات الفاعلة في خطط التنمية لكن بضوابط ديننا الحنيف ليضع المرأة في سياقها الحقيقي المتوافق مع مكونها الجسدي والعقلي والعاطفي آخذا في الاعتبار أموميتها ورسالتها المقدسة في بناء الأجيال وتنشئتهم على الصلاح والتقوى والانتماء للوطن الغالي وكما قال شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
إن دخول المرأة للملاعب ودور السينما والملاهي والتجمعات الذكورية موكول لولي أمرها فإذا أسقط قوامته وأبوته وفرط في مسؤوليته فيتحمل وزر هذا العمل أمام الله ثم أمام مسؤوليته التي فرط فيها والدولة لم تدفعه وعائلته لهذا الفعل، وعلى الإعلام أن يتعامل مع هذا الوضع القائم المتعلق بالمرأة برؤية متوازنة مع كل ما يدور على الساحة، ومن السقوط الإعلامي ما ظهر على الصفحات الرئيسية لصحافتنا المحلية هذا العنوان (السيف الأجرب ودخول المرأة ملعب الجوهرة) فكيف تكون المقارنة او المقاربة مقبولة ؟!! فالسيف الأجرب هو مسمّا لتشكيل قوة أمنية وهذا التشكيل نقلة متطورة في بناء الكوادر الأمنية لحماية الجبهة الداخلية وحماية الوطن لكن أين تكون المقارنة أو حتى المقاربة؟!! إنها معادلة مرفوضة وغير مقبولة عقلا وعرفا يا صحافتنا الموقرة فاتقوا الله.
إن كل المؤشرات تقول إن هدف الإعلام هو الظهور على حساب المرأة ودفعها لدخول الملاعب لإسقاط قيم الحياء فيها، واذكّر الجهاز الإعلامي بقول الله سبحانه وتعالى: (فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) فلا داع لهذه الهالة الإعلامية والتمجيد والتهاني لارتياد هذه المجمعات الترفيهية فالأمر مقطوع به شرعا ومتروكا للمرأة وولي أمرها حرية هذا الفعل ومدى ارتباطهم بقيمهم وأخلاقهم وبضوابط العرف الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، واذكركم أيها الاعلامين بقول سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه:
فلا تكتب يمينك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
والله المستعان..
صالح حمدان