×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الاستراتيجية الناجحة وصناعة المستقبل

تعتمد الاستراتيجية على كفاءة التخطيط مسبقا لهدف أو أهداف محددة على المدى البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة والتي يمكن الحصول عليها مع تقادم الأيام وفق قراءة دقيقة لدرجة النمو المتسارع للدولة أو المؤسسة وتصاغ الاستراتيجية على أيدي نخبة أو نخب من عدد من الخبراء الاستراتيجيين المتخصصين والاستشاريين أصحاب الخبرة والممارسة من الوطنيين المخلصين ، والاعتماد في أي استراتيجية تقوم على الإمكانيات المتوفرة والمتوقعة لضمان نجاحها وهذا ينطبق على كل وزارة ومؤسسة وشركة وتجنب الاجتهادات أو الرغبات الشخصية التي لا تستند على قواعد علمية وخبرات عملية .
والاستراتيجية أساسها المجال العسكري لإعداد الخطط الحربية وتطوير القدرات العسكرية وتحديات المستقل والتصدي للتهديدات الخارجية المعادية المحتملة وتحقيق التفوق العسكري في كل أفرع القوات المسلحة وتسخير كل إمكانيات الدولة للعمليات الحربية لتحقيق النصر، ومن الاستراتيجية العسكرية انطلقت كل الاستراتيجيات حتى أصبح لكل شركة أو مؤسسة استراتيجية للتخطيط للمستقبل تجنبا للمفاجآت الغير محسوبة.
ولهذا فعلى المسؤولين عند إعداد الخطط الاستراتيجية أن يطوروا مفاهيم الاستراتيجية لتلافي مفاجآت المستقبل واحتمالات أعداء جدد يهددون أمن الوطن وبناء الوحدات العسكرية ورفع قدراتها القتالية وأن تكون الاستراتيجية فيها من المرونة ما يسمح بالتعديل عند الضرورة دون المساس بجوهرها وتكون المرجعية لهذه الاستراتيجية العقيدة العسكرية للدولة.

إن الاستراتيجية الناجحة هي التي لا تفاجأ بقصور في التخطيط في المستقبل اثناء التطبيق والتي لم يحسب حسابها ثم يبدأ التعديل لهذا الخطأ الاستراتيجي بشيء من التخبط والارباك مما يجعل المواطن ينظر بضبابية الى المستقبل المنظور والغير منظور، والخطة الاستراتيجية الغير مدروسة دراسة جيدة ومتأنية غير محمودة العواقب وتأثيرها السلبي لا يمكن معالجته إلا بكثير من التضحيات على حساب خطط التنمية الأخرى ، وخذ مثلا من قطاع التعليم فلو أن الاستراتيجية خططت لعشرين سنة قادمة لكنها لم تحسب التزايد المتسارع للسكان فلم توفر المباني المدرسية الضرورية لاحتضان الطلاب الجدد ولم توفر المعلمين لهذا العدد الكبير من الطلاب والطالبات وكذلك المستشفيات ولم ترصد الميزانيات التي تفي برواتب المعلمين والكوادر الطبية والنفقات الأخرى لهذا فإن الخطأ في هذه الاستراتيجية مثلا سيترتب عليه خسائر باهظة وسيصيب الدولة بإرباك وخلل كبيرين في معالجة هذا الخطأ الاستراتيجي ، والقاعدة العلمية تقول : ( إن الخطأ الاستراتيجي تدفع ثمنه الأمة كلها بكل أطيافها ويصيب الاستراتيجية في مقتل) ، وهناك أمثلة كثيرة لا يتسع المكان لذكرها وللحديث بقية، والله المستعان.

صالح حمدان
 0  0  678