العبث بالأطفال
منذ عدة سنوات ونحن نشاهد مقاطع ومشاهد مؤذية للمشاعر، يتم تسجيلها وتناقلها إلى أن تصل إلينا، لأناس أقل ما يقال عنهم بأن الرحمة والشفقة نزعت من قلوبهم، نسأل الله العافية والسلامة، وإلا كيف يقوم عاقل بالتلاعب بابنه وفلذة كبده، تارة بتقاذفه ومن معه كأنه كرة أو لعبه، وتارة أخرى بضربه والقيام بتصويره عند بكاءه.
وبغض النظر عن صفة الشخص "أبا أو أخا أو قريبا"، هذا ليس مهما، ما يهمنا هنا كيف يضم هؤلاء بين جنباتهم قلوب وهم يعبثون بهذا الطفل أو يتقاذفونه أو يضربونه أو بأي تصرف أقل ما يوصف به أنه تجرد من الإنسانية والرحمة واعتداء واضح على هؤلاء الصغار الذين إن لم يجدوا من يرحمهم ويعطف عليهم وإلا فهم لا يعون ولا يدركون ما يحاط بهم.
وفي الأيام الماضية أكملت ممرضة الناقص حين ظهرت في مقطع فيديو وهي تعبث بوجه طفل رضيع في أحد مستشفيات الطائف بطريقة وحشية ومسيئة للبراءة والطفولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ووفقا للأخبار الواردة فإنه تم طي قيد هذه الممرضة وكل من كانوا يصدرون الضحكات والأصوات معها أثناء التصوير، وفي حال ثبوت التهمة سيتم تحويلهم ـ حسب صحة الطائف ـ إلى لجنة مخالفات الممارسين الصحيين لإصدار العقوبات عليهم.
لا أعتقد أننا نقف أمام حالة أجبر هؤلاء الممرضات عليها أو حصلت منهم عن طريق الخطأ، إنما نحن أمام تصرف لا إنساني أولا وقبل وكل شيء في العبث بالرضيع دون خوف على الأقل من الله سبحانه وتعالى، ثم غير مهني كون هؤلاء الممرضات لم يعملوا بقواعد المهنة ويراعوا حق هذا الطفل في الاهتمام والعناية والرعاية وليس العبث به.
إن هؤلاء الأطفال نعمة كبيرة وعظيمة من الخالق سبحانه وتعالى، يجب علينا أولا وأخيرا شكره عليها، وهم زينة الحياة الدنيا كما قال سبحانه، أما قدوتنا رسول الرحمة ـ صلى الله عليه وسلم، فكان رحيما عطوفاً بالأطفال ومن المواقف "أنه كان يصلي ويحمل أمامة بنت زينب فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها"، وغيرها الكثير والكثير من مواقف سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فما بالنا نحن.
أخيرا.. أطفالنا أمانة بين أيدينا (أباً، أماً، أخاً، قريباً، أو متؤتمناً عليه) إن لم تعلمه المفيد وتكون ودودا رحيماً به، فلا أقل من ألا تؤذيه، ثم تتباهى بهذه الأذيه عبر إرسال المقاطع والصور.. ألهذه الدرجة وصلنا من القسوة؟! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
خاتمة
من أجمل ما قيل في الأطفال والطفولة للشيخ عائض القرني:
سلامٌ على عهد الطّفولة إنّه
أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا
ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة
توفِّي جلال الطّهر ورداً ومشربا
فيا ربّ بارك بسمة الطّفل كي نرى
على وجهه الرّيان أهلاً ومرحباً
ويقول الشاعر السوري بدوي الجبل:
ويارب من أجل الطفولة وحدها *** أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها *** إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفلٍ فلا يرى *** وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيئ له في كل قلب صبابةً *** وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
وبغض النظر عن صفة الشخص "أبا أو أخا أو قريبا"، هذا ليس مهما، ما يهمنا هنا كيف يضم هؤلاء بين جنباتهم قلوب وهم يعبثون بهذا الطفل أو يتقاذفونه أو يضربونه أو بأي تصرف أقل ما يوصف به أنه تجرد من الإنسانية والرحمة واعتداء واضح على هؤلاء الصغار الذين إن لم يجدوا من يرحمهم ويعطف عليهم وإلا فهم لا يعون ولا يدركون ما يحاط بهم.
وفي الأيام الماضية أكملت ممرضة الناقص حين ظهرت في مقطع فيديو وهي تعبث بوجه طفل رضيع في أحد مستشفيات الطائف بطريقة وحشية ومسيئة للبراءة والطفولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ووفقا للأخبار الواردة فإنه تم طي قيد هذه الممرضة وكل من كانوا يصدرون الضحكات والأصوات معها أثناء التصوير، وفي حال ثبوت التهمة سيتم تحويلهم ـ حسب صحة الطائف ـ إلى لجنة مخالفات الممارسين الصحيين لإصدار العقوبات عليهم.
لا أعتقد أننا نقف أمام حالة أجبر هؤلاء الممرضات عليها أو حصلت منهم عن طريق الخطأ، إنما نحن أمام تصرف لا إنساني أولا وقبل وكل شيء في العبث بالرضيع دون خوف على الأقل من الله سبحانه وتعالى، ثم غير مهني كون هؤلاء الممرضات لم يعملوا بقواعد المهنة ويراعوا حق هذا الطفل في الاهتمام والعناية والرعاية وليس العبث به.
إن هؤلاء الأطفال نعمة كبيرة وعظيمة من الخالق سبحانه وتعالى، يجب علينا أولا وأخيرا شكره عليها، وهم زينة الحياة الدنيا كما قال سبحانه، أما قدوتنا رسول الرحمة ـ صلى الله عليه وسلم، فكان رحيما عطوفاً بالأطفال ومن المواقف "أنه كان يصلي ويحمل أمامة بنت زينب فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها"، وغيرها الكثير والكثير من مواقف سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فما بالنا نحن.
أخيرا.. أطفالنا أمانة بين أيدينا (أباً، أماً، أخاً، قريباً، أو متؤتمناً عليه) إن لم تعلمه المفيد وتكون ودودا رحيماً به، فلا أقل من ألا تؤذيه، ثم تتباهى بهذه الأذيه عبر إرسال المقاطع والصور.. ألهذه الدرجة وصلنا من القسوة؟! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
خاتمة
من أجمل ما قيل في الأطفال والطفولة للشيخ عائض القرني:
سلامٌ على عهد الطّفولة إنّه
أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا
ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة
توفِّي جلال الطّهر ورداً ومشربا
فيا ربّ بارك بسمة الطّفل كي نرى
على وجهه الرّيان أهلاً ومرحباً
ويقول الشاعر السوري بدوي الجبل:
ويارب من أجل الطفولة وحدها *** أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها *** إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفلٍ فلا يرى *** وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيئ له في كل قلب صبابةً *** وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com