الشنفرى ليس صعلوكًا (3)
برع الشنفرى في لاميته المجيدة والفريدة لامية العرب فيما يعرف بالمناسبة في القرءان الكريم وهي أن يطابق آخر الشيء أوله. حيث تطابق الوداع والفقد في آخر الأبيات مع مطلعها. ووافق الكثير من بلاغتها. وقالوا بأن أبياتها 68 وقالوا 69 وقالوا 70 والصحيح 68 بيتاً كما جاءت في كتاب أعجب العجب في شرح لامية العرب لأ بو القاسم الزمخشري.
1. أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
2. فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
وبعد أن كان الشنفرى يريد وداع ونصح أهله من اخوة وأشقاء .والبقاء مع الزوجة والأبناء. وعدم الشفقة عليه والتردد إليه في تركهم يقاومون وطأة الثأر والسبي. فلا أدهى منها إلا الذُل والعُري. ولا تجتمع هاتان النازلتان على كريم إلا أهلكتاه.
يقول في قصيدته. فقد حُمَّت: قُدرت وحُددت. الحاجات: جميع حاجياتكم. والليلُ مقمِرٌ: مضاء بنور القمر. وشُدّت: رُبطت وجُهزت. لطِّيَّات: لأكثر من طِية ملفوفة طويت ولفّت. مطايا: أكثر من مطية من إبل أو خيل. وأرْحُل: أكثر من رَحِل يوضَع على ظهر المطية.
والشنفرى وهو مولى الصبر والسُرى. يعظهم ولم يكونوا قد رحلوا بعد. يريد حسم ترددهم عن الرحيل. وإشفاقهم من فقد الخليل. والاطمئنان عليهم والنصح إليهم. لكن البلاء فيهم قد بلغ ذروته. وقد قدر معهم جهاتهم ووجهاتهم. وشدّ رحالهم. وحمّل مطوياتهم. وانطوى كل ما لديهم من معاش وفراش. وحان موعد الرحيل. ليسري الاخوة بليل. مُضاء بنور القمر. وينبغي لمن كانت له غاية أن لا يتمادى فيها. فمن سار إلى غير غايته انقطعت به مطيته.
3. وفـي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَـرِيمِ عَـنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَـافَ القِـلَى مُتَعَزَّلُ
4. لَعَمْرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَاً أَوْ رَاهِبَاً وَهْوَ يَعْقِلُ
وفي الأرض مَنّأى: ابتعاد. للكريم: صاحب المجد والأصالة. عن الأذى: الاهانة والاحتقار أو السبي والموت. وفيها لمن خاف: لمن أدرك وقوع مكروه. القِلى: البغض الشديد والحقد الاسود. متعزِّل وقيل متحولُ: مكان يعزله أو يتحول إليه.
لعمرك: قَسَم بالعمر. ما بالأرض: وقيل ما في الأرض. ضيق: كدر وقهر. على أمرئ: على انسان. سرى: سار في ليل. راغباً: لديه رغبة. أو راهباً: أو فيه رهبة. وهو يعقلُ: وهو يحزم أمره.
وما حملني على ذكر مطلعها وتفصيله. والاطالة فيه وتأصيله. والنظر إليه بعين فاحصة. ودقة وروية ماحصة. هو قول فضيلة الشيخ عمر بن غرامة العمروي في كتابه : الشنفرى قراءة جديدة في اخباره وشعره ( ياليت وزارة التعليم. اطاعوا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. القائل عنها: علموا أولادكم لامية العرب. فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق).
1. أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
2. فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
وبعد أن كان الشنفرى يريد وداع ونصح أهله من اخوة وأشقاء .والبقاء مع الزوجة والأبناء. وعدم الشفقة عليه والتردد إليه في تركهم يقاومون وطأة الثأر والسبي. فلا أدهى منها إلا الذُل والعُري. ولا تجتمع هاتان النازلتان على كريم إلا أهلكتاه.
يقول في قصيدته. فقد حُمَّت: قُدرت وحُددت. الحاجات: جميع حاجياتكم. والليلُ مقمِرٌ: مضاء بنور القمر. وشُدّت: رُبطت وجُهزت. لطِّيَّات: لأكثر من طِية ملفوفة طويت ولفّت. مطايا: أكثر من مطية من إبل أو خيل. وأرْحُل: أكثر من رَحِل يوضَع على ظهر المطية.
والشنفرى وهو مولى الصبر والسُرى. يعظهم ولم يكونوا قد رحلوا بعد. يريد حسم ترددهم عن الرحيل. وإشفاقهم من فقد الخليل. والاطمئنان عليهم والنصح إليهم. لكن البلاء فيهم قد بلغ ذروته. وقد قدر معهم جهاتهم ووجهاتهم. وشدّ رحالهم. وحمّل مطوياتهم. وانطوى كل ما لديهم من معاش وفراش. وحان موعد الرحيل. ليسري الاخوة بليل. مُضاء بنور القمر. وينبغي لمن كانت له غاية أن لا يتمادى فيها. فمن سار إلى غير غايته انقطعت به مطيته.
3. وفـي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَـرِيمِ عَـنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَـافَ القِـلَى مُتَعَزَّلُ
4. لَعَمْرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَاً أَوْ رَاهِبَاً وَهْوَ يَعْقِلُ
وفي الأرض مَنّأى: ابتعاد. للكريم: صاحب المجد والأصالة. عن الأذى: الاهانة والاحتقار أو السبي والموت. وفيها لمن خاف: لمن أدرك وقوع مكروه. القِلى: البغض الشديد والحقد الاسود. متعزِّل وقيل متحولُ: مكان يعزله أو يتحول إليه.
لعمرك: قَسَم بالعمر. ما بالأرض: وقيل ما في الأرض. ضيق: كدر وقهر. على أمرئ: على انسان. سرى: سار في ليل. راغباً: لديه رغبة. أو راهباً: أو فيه رهبة. وهو يعقلُ: وهو يحزم أمره.
وما حملني على ذكر مطلعها وتفصيله. والاطالة فيه وتأصيله. والنظر إليه بعين فاحصة. ودقة وروية ماحصة. هو قول فضيلة الشيخ عمر بن غرامة العمروي في كتابه : الشنفرى قراءة جديدة في اخباره وشعره ( ياليت وزارة التعليم. اطاعوا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. القائل عنها: علموا أولادكم لامية العرب. فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق).
بقلم : عبدالله بن معدي الخشرمي