ثورة الجياع في إيران
خلاص .. طفح الكيل .. بلغ السيل الزبى .. فار التنور .. فاحة القدور .. انكشف المستور .. انتهى صبر الشعب الايراني المكلوم ، المظلوم ، المغلوب على امره .. لم يعد هنالك مجال آخر غير الخروج الى الشوارع وإعلان الثورة ثورة (الجياع) الذين استهلكهم نظام القمع في ايران منذ بداية حكم الخميني وحتى اليوم ، عاش الشعب الايراني طوال السنوات الماضية تحت حكم استبدادي عنجهي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى 60% من الشعب الايراني تحت خط الفقر وثرواتهم تبدد خارج ايران لزرع الفتن والإرهاب وتسليح المليشيات ، والدخول في صراعات لانهاية لها ، مما الحق العار والدمار بإيران وشعبها ، وأصبحت الدولة المنبوذة على مستوى العالم ، ايران اليوم تتوجه نحو هاوية التفكك المحتوم ، والتوقعات تشير الى انهيار النظام الفاشي في ايران ، نتيجة لتصاعد وتيرة المطالبة بالحقوق القومية من جهة ، والقمع والحرمان الممنهج الذي تمارسه طهران بحق الشعوب غير الفارسية من جهة ثانية . ومنذ سيطر نظام الخميني على السلطة في عام 1979م وإيران تصب اهتمامها على التشيع الصفوي كمدافعة وحاضنة له في المنطقة ، واعتبرته احد اهم ركائزها ومقوماتها للسيطرة على الشعوب غير الفارسية ، ومن خلال تذويب مذاهبها في المذهب الصفوي الشيعي .. الا ان السحر انقلب على الساحر ، وكشر الفقر عن انيابه فثار الجياع ثورة لن تستطيع العمائم هذه المرة ردعها ، خرج المتظاهرين في مدينة مشهد احتجاجا على غلاء الاسعار والبطالة ، وتوسعت المظاهرات الى المدن المجاورة ، وقامت حكومة روحاني بتوقيف المئات ، ثم قامت مظاهرات اخرى في مدينة(قم) شمالي البلاد ، وردد المتظاهرين هتافات ضد خامئني ومطالبته بإطلاق المعتقلين بالآلاف في السجون ، و السلطة تقوم بحشد عشرات الالاف لتأييد الحكومة (قسريا) وداخلية الملالي تهدد وتتوعد مع استخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي .. تم قطع شبكات الانترنت عن الهواتف النقالة ، وسقوط كثيرا من المتظاهرين قتلى مع تهديد المتظاهرين بدفع الثمن .. ثم كان هناك مظاهرات اخرى في كردستان ، ومدن اخرى واستمرار الهتافات ضد الحكومة وولاية الفقيه ، وتمزيق صور خامئني ورموز نظامه، مما يعني ان الربيع الفارسي اشتعل ولن يوقف الجياع احد بعد اليوم ، وهذه الانتفاضة سوف تشغل النظام الايراني الذي نسي الالتفات للداخل او تناسى و اصبح لزاما عليه التوقف عن دعم المليشيات المتطرفة والشاذة في دول المنطقة وأبرزها جماعة الحوثي اليمنية ، وحزب الشيطان المحسوب على لبنان والحشد الشعبي الذي بعثر جهود العراق في استعادة امنه ، والمليشيات الاخرى في سورية التي تشرب من دماء السوريين يوميا ، وإذا لم تعود حكومة ولاية الفقيه عن توجهاتها السابقة وسياسة الارهاب الخارجي فلن تقوم لهذه الحكومة قائمة مستقبلا .. لان هذه الحكومة ادخلت مواطنيها في صعوبات معيشية واقتصادية وأمنية بسبب الدعم الخارجي للمجهود الحربي المستنزف لموارد ايران ، وثورة الجياع سوف تستنزف قوة الامن الداخلي ، باعتبار ان مليشيات الحرس الثوري ستتوجه الى قمع التظاهرات الداخلية ، بدلا من دعم المليشيات المتمردة في دول المنطقة ، والمليشيات التي تدعهما ايران في لبنان ، واليمن ستواجه مرحلة كارثية ، نتيجة تراجع الدعم اللوجستي والعسكري الايراني لها ، بسبب الربيع الفارسي .. فلن تقف هذه المظاهرات عند هذا الحد .. لقد طفح الكيل بشعب ايران المنكوب وهذه المظاهرات ستشهد توسعا هائلا في المحافظات والمدن المختلفة ، ووصلت الى مدن كردية ، مما دفع النظام الى ايقاف خطوط الانترنت لعرقلة وسائل التواصل الاجتماعي عن تنظيم المظاهرات وأصبح النظام يتخوف من انتفاضة الاهوازيين والأكراد الى جانب المواطنين الايرانيين الاخرين ، والأهواز تحولت الى ثكنة عسكرية للنظام ، والشوارع امتلأت بالحرس الثوري والمدرعات العسكرية اتجهت الى كردستان الحدودية مع العراق ، ووقوف العديد من رجال الامن الى جانب المتظاهرين وهي خطوة تؤكد بقوة وجود انشقاقات وتمرد امني على النظام الحاكم قادم بقوة ، وتوارد انباء عن وجود تحركات لإشعال حرب بين الجيش الايراني والحرس الثوري ، باعتبار ان الاخير كان ممسكا بزمام الامور طيلة ثلاثة عقود ماضية ، ويقمع عناصر الجيش ، نظرا لدعم المرشد الاعلى له ، والقيادات الكبيرة في الحرس الثوري باتت تخشى من انقلاب الجيش عليها ، بسبب حالة الاحتقان التي يعيشها ا فراده وقيادته ، وثورة الجياع هذه المرة تختلف عن اي ثورات سابقة ، في ظل تفاقم نسب الفقر والبطالة بين المواطنين ، وتكريس دعامة الارهاب خارجيا ، وتحويل الميزانيات الى دعم الحرس الثوري والمليشيات التابعة له ، والأخبار المتواترة عن ثورة الجياع في ايران تأتي متسارعة للغاية وهناك حالات هروب للفاسدين حيث طالت الخسائر اكثر من 30 مؤسسة في مواقع المظاهرات بمختلف المدن الايرانية وهذه المؤسسات تتبع الى رموز وقيادات الحرس الثوري ، وتتمتع بالحصانة لأنها مدعومة بشكل مباشر من المرشد الاعلى ، لكن هناك انباء تثار حاليا عن بداية هروب عدد من الشخصيات الكبيرة الايرانية ، وأبرزها ابن خامئني الى جهات مجهولة ، مما يؤكد ان النظام يحتضر وانه آن الاوان للجياع ان يجدون قوتهم على ارضهم وان يستثمروا خيرات بلدهم لابناءهم وليس للمليشيات والقتلة ، والشراذم ا لتي نهبت اموال هذا الشعب المكلوم وان كانت هذه الثورة قد تعدت 70 مدينة ايرانية فستكون في قادم الايام في كل شبر من ايران ، لان الظلم والفساد والعنجهية لن توقفها حكومة روحاني ولا زبانيته ، رغم انها تأخرت كثيرا ، وهي ثورة لايمكن الادعاء بأنها ثورة منظمة ، لان شواهدها موجودة منذ سنوات طويلة ، لكن صبر الايرانيين نفد الان بعد تمادي نظام الملالي ، ليس بسلب ثروات البلاد فحسب ، بل بإنفاقها على العصابات الخارجية ، وتحويلها الى مليشيات مسلحة على حساب قوة الشعب الايراني في اطار تنفيذ خطة نظام الملالي بتوسيع نفوذه الطائفي في المنطقة . وللحقيقة نقول ان (كرة الثلج) الايرانية بدأت بالتدحرج ولن تتوقف وان كانت في بدايتها ضئيلة ، لكنها سرعان ما ستكبر ، فمواجهة الواقع المأسوي للشعب الايراني تتطلب ثورة شعبية وهذا على ما يبدو توجه قطاع الشباب في ايران قد قرره فهو القطاع الاعرض الذي يعاني من الفقر والجوع ، والبطالة ، ويتضح من خلال الاحتجاجات ، ان الشعارات التي رفعت في وجه نظام الملالي ، هي شعارات ترفض انفاق الثروة الايرانية على مليشيات نظام الملالي في العراق ، وسوريا ، واليمن ، وغزة ، وانه ان الاوان لوقف هذا النظام الفاشي الذي لايحترم شعبه ولايحترم النظام ولا السلم العالمي ، ويتمادى في غيه وتكبره لكن الله سبحانه بالمرصاد لكل متكبر طاغي جبار وهو سبحانه يمهل ولكن لايهمل ...
عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com