×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أنت من يحدد فاتورة الاستهلاك !

ليس أصعب على النفس من تغيير الإلف والعادة في شتى مناحي الحياة ومنها قضية الاستهلاك، فالإسراف هو السائد منذ أن عرفنا أنفسنا، فلم نتعلم في مدارسنا من الترشيد في النفقات وعدم الإسراف سوى التنظير، لكننا لم نمارس التطبيق يوماً ما إلا بعد أن بدأت حياتنا تتغير في الوقت الحاضر.
تداعت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية بكثير من رسائل التذمر وعدم الرضا نتيجة الارتفاع في مشتقات الوقود والكهرباء! وهذا هو المتوقع عادةً على اعتبار أننا مجتمع استهلاكي حتى النخاع، إلا أن اللافت للنظر أن هناك عدداً من الرسائل الايجابية التي رأت أن هذا القرار فيه منافع عديدة ليس على المستوى الشخصي فحسب، بل على مستوى الأسرة والمجتمع كذلك، ما يجعلنا نعتقد أنه قد أصبح لدينا ارتفاعاً في مستوى الوعي والتفكير أكثر من أي وقت مضى.
من هذه الرسائل التي نظرت بإيجابية لهذا القرار وبدأت تفكر في البدائل وكيفية الحد من تأثير الزيادة على ميزانية الأسرة، بيع السيارات الفائضة عن الحاجة، أو الاتجاه إلى سيارات الديزل، أو السكن قريباً من مقر العمل، أو عدم الذهاب بالسيارة للتسوق إلا لحاجة ضرورية، أو اعتماد رياضة المشي للمسجد بديلاً عن ركوب السيارة، أو استخدام الدراجات الهوائية لقضاء الحاجات داخل المدينة.
تلك الرسائل الايجابية وغيرها كثير ماهي إلا فائدة من فوائد رفع الأسعار، إذ أن إعمال الذهن بدأ يتوقد تمهيداً للوصول إلى قناعات حقيقية بضرورة تعديل أسلوب الحياة الاستهلاكي المفرط الذي لم يعد مجدياً في الوقت الحاضر.
لك أن تتخيل النتائج المتوقعة من رفع أسعار الوقود والكهرباء، فالطلب على شراء المصابيح والأجهزة الكهربائية سوف يقل، فالجهاز والمصباح له عمر افتراضي ينتهي بسرعة مع كثرة الاستهلاك، ما ينعكس على سعر هذه المنتجات حيث يؤدي إلى انخفاضها بسبب قلة الطلب وزيادة المعروض.
أما أسعار السيارات! فالمتوقع انخفاضها نتيجة بيع الفائض وعدم الإقبال على الشراء، فمعظم الأسر ربما تكتفي بسيارة واحدة في الجملة، كما سوف يتحرك قطاع النقل العام بشكل أكثر من ذي قبل.
أما المدن فسوف تشهد قلة الملوثات الناجمة عن عوادم السيارات، ناهيك عن قلة الزحام الذي نشهده حالياً، ما يتيح فرصة مناسبة لقيادة آمنة للفتيات في القريب العاجل، فأنت وحدك من يحدد سعر فاتورتك.
 0  0  581