الناس أجناس !
يخلط كثير مناَّ بين الأجناس من الناس دون أن يعرف أن لهم مراتب أربع هم "صديق وعدو وزميل ومعرفة" وربما ظنَّ أحدنا أن كل معارفه أصدقاء، ولا يستطيع التمييز بين هؤلاء، والحقيقة التي لا تقبل الشك أن هناك بون شاسع بين الأصناف الأربع، قد لا يجد لها تفسيراً في مقرر دراسي ولا منهج تعليمي، لكنه قد يدركها وقد وخطه الشيب واعتلاه الكبر، فالحياة مدرسة نتعلم فيها المزيد مع مرور السنين والأعوام ما كنَّا نجهله في سابق العقود والأزمان.
الصديق من ينافح عنك حال غيابك، ولا يفشي لك سراً، ويذكر لك حسناتك، ويغضي عن سيئاتك، ويبذل لك نفسه وماله دون سؤال منك، فهو من يسأل عنك إذا غبت، ويحيطك بعنايته وزيارته إذا مرضت، ويتفقد أحوالك، يحزن لحزنك، ويغضب لغضبك، إن رآك مهموماً اغتم، وإن رآك سعيداً استبشر، لا تراه إلا معك في السَّراء والضَّراء وهو عملة نادرة إن وجدته فعامله بالمثل، ولا تُفرِّط فيه حيث وجدته وقد قال فيه الشاعر:
إن أخاك الحق من كان معك ..............ومن يضر نفسك لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك ..............شتت فيك شمله لينفعك
أما الزميل فليس سوى معرفة جمعت بينك وبينه مصلحة فترة طويلة، أو رافقته على مقاعد الدراسة، أو جاورته في عمل وظيفي، فلا يرتقي عالياً لمنزلة الصديق ولكنه قد يحادثك ويلاطفك ويقدر لك إحسانك له، يبعث لك برسائل الود والتهاني ويعاتبك أحياناً، قد لا تجده كل وقت بجانبك، يبسط يده لك بالسلام، قد يعتريه الحسد أحياناً عندما يراك في نعمة، أو تتغلب عليه في مرتبة ، فما عليك سوى الإحسان إليه ودرء حسده بأن لا تفشي له سرك، عامله بلطف واجتنب كثرة مخالطته إلا بقدر مصلحتك حتى يبقى الود بينكما.
وما أكثر المعرفة من الناس فهو من يراك بين الفينة والأخرى، ليس بينك وبينه معاملة إلا نادراً في بيع وشراء، يعرفك من اسمك وسحنة وجهك، قد يكون بينكما إفشاءً للسلام عند ملاقاته سيما إذا جاورته في المسكن، أو رأيته مصادفةً في سوق وغيره، قد يُسأل عنك فيذكرك بما يعرفه عنك بلا محاباة أو نفاق، هذا أبعد الناس من الإضرار بك، لا يتشوف منك مصلحة لنفسه ولا يخشى منك شيئاً يخافه.
وإن سألت عن العدو! فما أشد عداوته وما أخطر ضرره، قد يكون قريباً قرابة النسب، وقد يكون بعيداً منك لا يجمع بينك وبينه عمل ولا مصلحة، ومع هذا تمكن الشر من نفسه، يطلب العداوة ويبحث عنها لأن الشيطان قد استحوذ منه، فهو إلى الشر أقرب ومن الخير أبعد، لا يكف عنك شره إما بلسانه أو فعاله، إن جاورك في المسكن نالك منه الأذى في نفسك ومالك وعيالك، لا يهدأ له بال إلا عندما يراك وقد تنغصت عيشتك، حاسد حاقد، امتلأ قلبه بالشر المستطير، مثل هذا عامله بلطف فإن أمنت شره فكفى، وإن لم تستطع فليس سوى الهجرة والانتقال، وقد قال الأول:
دار جار السوء بالصبر فإن ...............لم تجد صبراً فما أحلى النقل.
هذه الأصناف من الناس وهذه مراتبها، فما عليك سوى التمييز بين هذا وذاك حتى لا تكون ضحيةً لمعرفة أو زميل في مقام أو مقال، فما كل معارفك أصدقاء ولا كل زملاءك أوفياء، فكن منهم على حذر، أنزل الناس منازلهم، واجتنب كثرة مخالطتهم واستعن بالله في كل شؤونك وأحوالك والله المستعان.
الصديق من ينافح عنك حال غيابك، ولا يفشي لك سراً، ويذكر لك حسناتك، ويغضي عن سيئاتك، ويبذل لك نفسه وماله دون سؤال منك، فهو من يسأل عنك إذا غبت، ويحيطك بعنايته وزيارته إذا مرضت، ويتفقد أحوالك، يحزن لحزنك، ويغضب لغضبك، إن رآك مهموماً اغتم، وإن رآك سعيداً استبشر، لا تراه إلا معك في السَّراء والضَّراء وهو عملة نادرة إن وجدته فعامله بالمثل، ولا تُفرِّط فيه حيث وجدته وقد قال فيه الشاعر:
إن أخاك الحق من كان معك ..............ومن يضر نفسك لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك ..............شتت فيك شمله لينفعك
أما الزميل فليس سوى معرفة جمعت بينك وبينه مصلحة فترة طويلة، أو رافقته على مقاعد الدراسة، أو جاورته في عمل وظيفي، فلا يرتقي عالياً لمنزلة الصديق ولكنه قد يحادثك ويلاطفك ويقدر لك إحسانك له، يبعث لك برسائل الود والتهاني ويعاتبك أحياناً، قد لا تجده كل وقت بجانبك، يبسط يده لك بالسلام، قد يعتريه الحسد أحياناً عندما يراك في نعمة، أو تتغلب عليه في مرتبة ، فما عليك سوى الإحسان إليه ودرء حسده بأن لا تفشي له سرك، عامله بلطف واجتنب كثرة مخالطته إلا بقدر مصلحتك حتى يبقى الود بينكما.
وما أكثر المعرفة من الناس فهو من يراك بين الفينة والأخرى، ليس بينك وبينه معاملة إلا نادراً في بيع وشراء، يعرفك من اسمك وسحنة وجهك، قد يكون بينكما إفشاءً للسلام عند ملاقاته سيما إذا جاورته في المسكن، أو رأيته مصادفةً في سوق وغيره، قد يُسأل عنك فيذكرك بما يعرفه عنك بلا محاباة أو نفاق، هذا أبعد الناس من الإضرار بك، لا يتشوف منك مصلحة لنفسه ولا يخشى منك شيئاً يخافه.
وإن سألت عن العدو! فما أشد عداوته وما أخطر ضرره، قد يكون قريباً قرابة النسب، وقد يكون بعيداً منك لا يجمع بينك وبينه عمل ولا مصلحة، ومع هذا تمكن الشر من نفسه، يطلب العداوة ويبحث عنها لأن الشيطان قد استحوذ منه، فهو إلى الشر أقرب ومن الخير أبعد، لا يكف عنك شره إما بلسانه أو فعاله، إن جاورك في المسكن نالك منه الأذى في نفسك ومالك وعيالك، لا يهدأ له بال إلا عندما يراك وقد تنغصت عيشتك، حاسد حاقد، امتلأ قلبه بالشر المستطير، مثل هذا عامله بلطف فإن أمنت شره فكفى، وإن لم تستطع فليس سوى الهجرة والانتقال، وقد قال الأول:
دار جار السوء بالصبر فإن ...............لم تجد صبراً فما أحلى النقل.
هذه الأصناف من الناس وهذه مراتبها، فما عليك سوى التمييز بين هذا وذاك حتى لا تكون ضحيةً لمعرفة أو زميل في مقام أو مقال، فما كل معارفك أصدقاء ولا كل زملاءك أوفياء، فكن منهم على حذر، أنزل الناس منازلهم، واجتنب كثرة مخالطتهم واستعن بالله في كل شؤونك وأحوالك والله المستعان.