×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

العراق .. وحرب الكراسي





بقلم / ا. ناصر الشهري
لم يكن خروج القوات الامريكية من داخل المدن العراقية برداً وسلاماً على المواطنين .. مثلما لم يكن كذلك ايضاً عندما قررت امريكا غزو ذلك البلد الذي زعم بوش يومها انه سيكون موعداً للجيش الأمريكي مع باقات الورود.. ما حصل ويحصل خلال الايام الماضية من تفجيرات عنيفة حصدت أعداداً هائلة من البشر لم تكن مؤشراً على نجاح مراهنات الحكومة العراقية على السيطرة الأمنية ضد العنف حتى ان هذه المراهنات أزالت الحواجز والأسوار العازلة بين عدد من الأحياء داخل بغداد في محاولة لنجاح خطط الحكومة.. لتأتي النتائج بلا ما كانت تشتهي إدارة المالكي.
غير ان الخارطة السياسية للأحزاب العراقية والصراعات القائمة بين هذا الكم الكبير من التكتلات المشروعة وغير المشروعة كانت وماتزال تشكل عقبة في طريق الوفاق الوطني الشامل. خاصة في ظل الانسحابات من قوائم العضوية كما حصل مؤخراً من قائمة اياد علاوي.
وبالتالي انعكست هذه الصراعات الحزبية على تحريك العنف نحو الشارع العام وهو تحريك يتفاعل مع خلافات من يبحثون عن المكان وسط الأنقاض وعلى جثث ضحايا بلد لم يعد بحاجة إلى مزيد من إحصاء قتلاه وجرحاه وحصر كوارثه على مدى أكثر من 12 عاماً مضت وكأن بعض الزعامات العراقية لم تتشبع بتأثير الطائفية على مشهد الدماء.. ولا حرب اعادت العراق عشرات السنين إلى الوراء.. انشغل السياسيون في بغداد لفترة طويلة ومازالوا يختلفون حول المحاصصة وتوزيع المناصب.. لكنهم مازالوا بعيداً عن محاصصة الفقراء.
وإذا كان الامريكيون قد نفذوا بما تبقى من جلودهم إلى خارج المدن العراقية. فإنهم قد تركوا عنوة شعباً أشبه بالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.
في تأكيد على ان الوضع القائم في العراق لن يكون نهاية العنف في ظل أجندة الأحزاب وملفاتها المتناقضة والإرث من الصراع المذهبي والعشائري وحكومة مازالت تعيش حرب الكراسي. والابتعاد عن الشراكة العربية التي يمكن ان تنطلق من مشروع تتبناه الجامعة العربية في محاولة لإيقاف هذا النزيف الدموي.


صحيفة البلاد //
 0  0  2998