بين قريتي و #فلسطين
قريتي هي قرية ( آل قحطان ) في هذه القرية ولدت ونشأت لسنين عده لم اكن من أسرة ثرية او حتى متوسطة الحال بل كانت أسرة تعيش الكفاف الذي لا يسأل به إلحاف،،، تعفف يعانق شاهقات الجبال ويلامس ما اعتلى فوق السحاب من عزة النفس وشموخ الذات كنت أرعى الاغنام واعمل في المزارع كما ربياني والداي وحتمت علينا ظروف الحياة أحمل هم الأمه منذ نعومة أظفاري ثم نمى هذا الهم وكبر حتى تمكن مني ،،، ففي طفولتي كنت اصطحب المذياع( الراديو) معي من ذو الصباح الباكر مغرما بسماع الاخبار وشيء من أغاني فيروز التي كانت تبحر بنا في عوالم من الخيال والآمال كانت اخبار فلسطين عبر إذاعة الشرق الأدنى تشغل الحيز الاكبر من اهتماماتي بعد دراستي والعمل في شؤون حياتنا اليومية الحتميه وعندما يسدل الليل شعر ظلامه أسرح بتفكيري في فلسطين وإليها مستمعا بشكل متقطع الى الاذاعه التي تبث من حيفا أو يافا آنا ذاك فتبث في النفس الحماس و تيقظ الظمير والهمم فأشعر انني صلاح الدين الايوبي الذي سيدحر اليهود ويحرر القدس من دنسهم ثم تخذلني الآمال وتنكفئ بي الأماني عندما أصحو من عميق تفكيري القهري في تحرير فلسطين فأجد نفسي وتفكيري لم يتجاوزا الفراش الذي ألقي بجسدي المنهك عليه بعد يوم من سطوة التعب والوصب والكدح فأشعر بشئ من الانكسار والإحباط ولكن الهمم والكرامه لعروبتي وديني تضطرم في داخلي من جديد فأعاود التفكير المتعاقب كل ليلة لعل ذلك يطفئ جذوة الانتقام من اولئك الذين سرقوا تراب فلسطين وشتتوا شعبها ومحوا تاريخها فأرتاح من وطأة التفكير وتمادي ألهم فاخلد الى النوم قرير العين إذ في كل ليلة اذهب فيها الى فراش النوم يفر النوم من عيني فرار السليم من الطاعون لتتقاذفني أمواج هموم شتى ومليار مسلم( يغطون) في سبات عميق لم يعرف له تعليل ولم يتبعه تكبير او تهليل بالنصر بل هزائم تتوالى كما يتعاقب الليل والنهار وفي هذا اليوم اي في سن ال ٤٦ من العمر لازلت أسرح بخيالي وتفكيري الى فلسطين فهل سأقضي العمر كله هكذا دون ان اكون في مقام صلاح الدين الأيوبي فيخلدني التاريخ بتحرير القدس لأموت كما يموت البعير وكما هي الأمة بأسرها في عداد الموتى أم هي أضغاث أحلام أرقتني فتماديت في أمر لا طائل من ورائه موقنا بأنني أكتب مذكراتي على هامش مقبرة حوت رفات شعوب أرادت الموت فماتت .
محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com