مسئولية الحكومات .. أم أخلاقيات الشعوب؟
في خطاب للرئيس الراحل معمر القذافي وجهه إلى الشعب الليبي قبل سنوات من قتله.. تحدث على طريقته الخاصة قائلاً:”أنتم تشكون من ظاهرة المعاكسات في الشوارع. فمن الذي يقوم بذلك. ألستم أنتم كمواطنين تعاكسون نساءكم.. وهل تريدون من الحكومة أن ترافق الجميع للمراقبة.. وهل هذه مسؤوليتي؟. ثم أردف بقوله: الحل بسيط وهو أن تتوقفوا عن معاكسة بعضكم البعض..”أنا ما لي شغل” وتطرق إلى الخدمات. فقال أنتم تشكون وجود النفايات في الشوارع مع أنكم أنتم من يسيء للنظافة عندما تقذفون بمخلفاتكم بطرق عشوائية خارج الأماكن المخصصة للقمامة.. وعندما يتم تراكم هذه المخلفات فهناك مسؤولون عنها وهم مواطنون أيضاً بصرف النظر عن كونهم يتقاضون رواتب. أذهبوا إليهم وحاسبوهم. ثم خرج بعد الخطاب وذهب إلى بلدية طرابلس العاصمة وطلب تجهيز “جرافة” وقادها بنفسه وأزال كوم نفايات من أحد الشوارع أمام حشد من المواطنين ورئيس البلدية وموظفيه وقبل أن يغادر المكان أخذ المايكروفون ورفع صوته عالياً بقوله: هل تريدون أن يكون الحاكم زبالاً وعامل بلدية.. لماذا لا تخدمون أنفسكم جميعكم, مواطن ومسؤول.. نحن ندفع لكم مستحقاتكم من الدولة والباقي عليكم!!.هنا ورغم ما كان يوصف القذافي بالجنون.. لكنه يؤكد في بعض اسقاطاته على أخذ الحكمة من أفواه المجانين!
وهو ما يقودنا إلى التعميم من خلال قراءة المشهد على خارطة ثقافة الشعوب العربية وحجم الوعي في تحديد المسؤوليات والاغراق في إلقاء التهم على الحكام “بالفاضي والمليان” في حين أن المشكلة الكبرى مرهونة بالممارسة الخاطئة للسواد الأعظم من هذه الشعوب.. شعوب توارثت الفساد.. وتوارثت الحروب. والكراهية.. واستغلال المكان من أجل الكسب غير المشروع في قطاعاتها المتعددة. رغم النفقات الحكومية. ليكون الحاكم في نظر البعض هو الذي يتحمل نتائج تلك الممارسات.
حصل ويحصل ذلك رغم أن المسؤول في كل قطاع حكومي أو خاص وكل مستهلك على أرضه هم في النهاية مواطنون. يجب أن تكون الاصلاحات من خلال ما يقومون به من أدوار تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم لتنمية الأرض والإنسان على حد سواء. ذلك لأنه لن يكون هناك حاكم يستطيع بنفسه أو من خلال حكومته مراقبة أمانة وسلوكيات شعبه.
ليس هذا دفاعاً عن الحكام العرب جميعهم أو بعضهم. بل أنا مع ضرورة الاصلاحات الحكومية. لكنها اصلاحات لن ينجح فيها أي نظام عربي دون أن ترتقي ثقافة المواطن إلى مستوى الممارسة المخلصة والأمينة التي تبدأ من القاعدة الشعبية قبل هرم الحكم.. وهذا هو الذي يمكن أن يحقق التغيير ورفع مستوى الإنتاج.
ولعل فشل الثورات العربية أكبر شاهد على حجم التجربة ونتائجها المؤلمة في بلدان مازالت شعوبها تدفع ثمن تهمة حكامها الذين سقطوا دون أن تمطر السماء ذهباً!!
Twitter:@NasserALShehry
NSR2015@hotmail.com
وهو ما يقودنا إلى التعميم من خلال قراءة المشهد على خارطة ثقافة الشعوب العربية وحجم الوعي في تحديد المسؤوليات والاغراق في إلقاء التهم على الحكام “بالفاضي والمليان” في حين أن المشكلة الكبرى مرهونة بالممارسة الخاطئة للسواد الأعظم من هذه الشعوب.. شعوب توارثت الفساد.. وتوارثت الحروب. والكراهية.. واستغلال المكان من أجل الكسب غير المشروع في قطاعاتها المتعددة. رغم النفقات الحكومية. ليكون الحاكم في نظر البعض هو الذي يتحمل نتائج تلك الممارسات.
حصل ويحصل ذلك رغم أن المسؤول في كل قطاع حكومي أو خاص وكل مستهلك على أرضه هم في النهاية مواطنون. يجب أن تكون الاصلاحات من خلال ما يقومون به من أدوار تجاه أنفسهم ومجتمعاتهم لتنمية الأرض والإنسان على حد سواء. ذلك لأنه لن يكون هناك حاكم يستطيع بنفسه أو من خلال حكومته مراقبة أمانة وسلوكيات شعبه.
ليس هذا دفاعاً عن الحكام العرب جميعهم أو بعضهم. بل أنا مع ضرورة الاصلاحات الحكومية. لكنها اصلاحات لن ينجح فيها أي نظام عربي دون أن ترتقي ثقافة المواطن إلى مستوى الممارسة المخلصة والأمينة التي تبدأ من القاعدة الشعبية قبل هرم الحكم.. وهذا هو الذي يمكن أن يحقق التغيير ورفع مستوى الإنتاج.
ولعل فشل الثورات العربية أكبر شاهد على حجم التجربة ونتائجها المؤلمة في بلدان مازالت شعوبها تدفع ثمن تهمة حكامها الذين سقطوا دون أن تمطر السماء ذهباً!!
Twitter:@NasserALShehry
NSR2015@hotmail.com