×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الإرهاب.. تقنية غسل الدماغ حقيقة أم خيال؟

الإرهاب.. تقنية غسل الدماغ حقيقة أم خيال؟



بقلم / بروفيسور عوض بن خزيم آل سرور الأسمري
كثرت العمليات الانتحارية في العالم بوجه عام وفي عالمنا الإسلامي بوجه خاص في السنوات الأخيرة من القرن الماضي، وازداد عددها في القرن الحالي. ومن أشهر العمليات الانتحارية ما كان يقوم به الجيش الكميكازي الياباني في الحرب العالمية الثانية. قد يعذر الجيش الياباني باعتبارها حربا معلنة من الطرفين، وقد تكون الطريقة الوحيدة المتبقية لليابانيين - في تلك الحقبة من الزمن - للدفاع عن المال والنفس والوطن، ولكنها كما نعلم لم تجدِ.

قبل بضع سنين لم نكن نتخيل أن يكون بيننا ومن أبناء جلدتنا بشر يقتل نفسه ومن حوله دون وجه حق مهما كانت الظروف، نعلم جميعاً أن الانتحار محرم في جميع الشرائع السماوية، وديننا الإسلام يحرم على المرء قتل نفسه، فكيف إذا كان هذا المنتحر يريد أن يقتل أنفسا بريئة ويهلك ممتلكاتهم ويسبب لهم القلق والخوف والهلع، فهذا من باب أولى أشد تحريما.

كلنا نتفق على هذه الثوابت الشرعية، ولكن عندما نصطدم بمن يخالفها من أبناء جلدتنا ، وخصوصاً أولئك الذين يتمتعون برغد العيش، ونعمة الأمن والأمان، والحب والاحترام من الجميع. أضف إلى ذلك حرمة هذا البلد، وكونه البلد الوحيد الذي يطبق المنهج الحق والشريعة السمحة، وما يتمتع به حكام هذه البلاد من أخلاق إسلامية سمحة ومحبة لأبناء شعبهم وسياسة الأبواب المفتوحة.

حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها لا يوجد لها مثيل في العلاقات الاجتماعية المبنية على المحبة والصدق والأمانة, كما أنه لا يوجد هناك ظلم - ولله الحمد والمنة - كما هو الحال لبعض الأنظمة الدكتاتورية في العالم.

كيف يقدم شخص يتمتع بهذه النعم العظيمة على قتل نفسه وأنفس بريئة أخرى لها الفضل - بعد الله - في تربيته وتعليمه؟ هذا ليس إنساناً عاقلا ولا مخلوقا له قلب - يحب ويكره -، وعقل يفرق بين الصح والخطأ.

هذا إنسان مسيّر يشبه الرجل الآلي، لا يستطيع أن يتحكم في عقله، هذه حقيقة وليست خيالا. فقد تعرض أبناؤنا لغسيل أدمغتهم، حتى أصبحوا آلات توجه و يتحكم فيها أعداؤنا.

لماذا أصبح أبناؤنا قنابل موقوتة في أيدي الحساد وأعداء الأمة؟ كيف استطاع أعداؤنا غسل أدمغة بريئة ومن أسر لا يشك أحد في ولائها وحبها للوطن ووحدته؟ هل هناك تقنيات حديثة تغسل الأدمغة ؟ أين تقع مصانعها؟ ومن المشرفون عليها؟ لابد من استئصال تلك المصانع بأي ثمن لأنها تنتج قنابل خبيثة ذات دمار شامل.

وما الجريمة البشعة التي حاولت هذه الأدمغة الضالة تنفيذها باغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية إلا أكبر دليل على توجهات هذه المصانع الخبيثة التي يعمل فيها أرباب الفكر الضال.

استمعت إلى مكالمة الأمير محمد مع هذا المجرم الذي لم يحترم العهود والمواثيق, ولم يحترم ولي أمر ولا أسرة ولا أبا ولا أما ولا إخوانا، بل لم يحترم نفسه فقد قتلها متعمداً. يجب الحذر من هذه الآلات المتحركة، ومعرفة منبعها ومصدرها ليسهل القضاء عليها.

وأخيراً ليس لدي أدنى شك بأن هؤلاء الشباب لا يملكون عقول بشر، بل هناك من تدخل وأعاد تركيبها بطريقة تخدم مصالحه.

نشر في الإقتصادية //
 0  0  3090