×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

نعمة الأمن

نعمة الأمن

الحمد لله على نعمه التي لا تعدُّ ولا تُحصَى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسوله النبي المُصطفى.. وبعد:
فالأمنُ نعمةٌ عُظمى ومنَّةٌ كُبرى لا يعرفُ كبير مقداره وعظيمَ أهميته إلا من اكتوَى بنار فقده، فوقع في الخوف والقلق والذُّعر والاضطراب ليلاً ونهارًا ، سفرًا وحضرًا.
الأمن من أهم مطالب الحياة الطيبة المطمئنة ، ذلكم أن الأمن يعني : السلامة من الفتن والشرور ، ويعني : الاطمئنان والاستقرار والرخاء والإزدهار.
وقد حرَّم الإسلام كل فعلٍ يعبَثُ بأمن البلاد والعباد ، وحذَّر من كل عملٍ يبُثُّ الخوف والرعبَ والاضطراب بين أبناء المجتمع.
ومُنطلق ذلك كله هو الحرصِ على حفظ أجلِّ النعم وأعظمها بعد نعمة الدين ، ألا وهي نعمة الأمن والأمان.
وفي الحديثَ يقول صلّى الله عليهِ وسلّم :
( من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ).
فهذهِ الأمور وعلى رأسِها الأمن في الأوطان والأمن في البيوت هيَ مِفتاح السعادة وكأنّك عندما تملكها تملكُ الدُّنيا كُلّها.
إذا نزع الله الأمن من قوم أو من بلد ما حُرِموا من كنزٍ عظيم وخيرٍ وفير ، قالَ تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ).
فيجب على كل فرد في هذا الوطن الغالي التحلي بروح المسؤولية ، و الحرص على التلاحم ، ووحدة الكلمة ، ولمّ الشمل والسعي في حفظ هذا الوطن ، والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن ، وإثارة الفتن والبلابل ، وشق الصف.
فما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان ، وإجتماع الكلمة ، ووحدة الصف ، ولزوم الجماعة ، والوفاء ببيعة ولي الأمر وطاعته امتثالا لقول الحق سبحانه: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
وإننا هنا نؤكد أننا بعون الله تعالى وتوفيقه صفاً واحداً في المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفقهم الله وسدد خطاهم.
فالدعاء لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والصلاح هو من منهج أهل السنة والجماعة ، وهو تأكيداً لمبدأ السمع والطاعة الذي ندين الله به.
وكما ذكر سماحة الشيخ بن باز -غفر الله له بأن " الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات ".
اللهم إنا نأسألك أن تحفظ بلادنا الغالية من كل سوء ، وأن تديم علينا نعمة الأمن والآمان ، وأن توفق إمامنا وولي أمرنا لكل ما تحبه وترضاه.
اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميرا له ياسميع الدعاء.
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار ، وكيد الفجار ، وشر طوارق الليل والنهار .
اللهم إحفظ بلادنا من عبث العابثين ، وكيد الكائدين ، وعدوان المعتدين..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه:
الشيخ زاهر بن مسعود أحمد الفيفي.
خميس مشيط
وحرر بتاريخ ١٤٣٨/١٢/٢٧هجري.
 0  0  588