خواطر تُنومية في الذكرى (87) ليومنا الوطني
خواطر تُنومية في الذكرى (87) ليومنا الوطني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغُر الميامين، وعلى التابعين وتابع التابعين. أما بعد:
فانطلاقًا من أن في حياة الأمم والشعوب بعض الأيام المجيدة الخالدة في ذاكرة أبنائها؛ فإننا في هذه البلاد الغالية نفتخر بذكرى يومنا الوطني الذي نعُده مناسبةً غاليةً وعزيزةً إلى نفوسنا؛ لأنه يعني لنا الكثير، ويُمثل لنا رمزًا خالدًا وذكرىً مُتجددة. ولأننا في مثل هذا اليوم من كل عامٍ نسترجع بكل فخرٍ واعتزازٍ فصول ملحمةٍ رائعةٍ رائدةٍ، كان فارسها الأول المؤسس الباني الملك / عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله -، الذي أسس بفضل الله تعالى ثم بإيمانه وجهده وجهاده هذا الكيان العظيم المتمثل في بلادنا الغالية ( الـمملكة العربية السعودية).
وفي هذه المناسبة المجيدة فإننا في محافظة (تُنومة الزهراء) نشترك مع غيرنا من أبناء هذه البلاد الغالية في الاحتفاء بيوم الوحدة الوطنية في الذكرى (السابعة والثمانين) مهنئين لقيادتنا الحكيمة، وحكومتنا الرشيدة، ومُجددين العهد والولاء على المواصلة والاستمرار في مسيرة الخير والعطاء، والتقدم والبناء بكل صدقٍ ووفاء.
وفي هذه الكلمة أغتنم الفرصةً لتذكير إخواني من أبناء الوطن الغالي بما ينبغي أن يكون عليه احتفاؤنا باليوم الوطني بعيدًا عن تلك الـمظاهر الزائفة الـمصطنعة؛ فليس الاحتفاء باليوم الوطني محصورًا في تلك الأعلام الخضراء التي ترفعها الأيدي وتُلوح بها في الساحات والشوارع. كما أنه ليس مُتمثلاً في تلك الأشرطة والزينات الملونة التي تُزيِّن واجهات الـمحلات في الأسواق والـمجمّعات والـميادين، أو من خلال تلك الـمسيرات الجماعية وما تشتمل عليه من الرقصات الباهتة والاستعراضات التي تجوب الشوارع والطرقات، أو نحو ذلك من الـمظاهر التي أعلم يقينًا ويعلم معي كل منصفٍ أنها مظاهر (مصطنعة) وغير ناضجة؛ إذ إنها في حقيقتها تُفقد ذلك اليوم معناه الحقيقي الذي يُفترض أن نحرص على غرسه في الأذهان وتنميته في النفوس.
إن الانتماء الذي يُفترض أن ننشُده عندما نحتفي بذكرى اليوم الوطني يوجب علينا جميعًا أن نحمد الله تعالى، وأن نشكره بالقول والعمل والنية على ما نحن فيه من نعمٍ كثيرةٍ لا يمكن أن نُحصي عددها، والتي من أجلَّها وأعظمها أننا نعيش في وطنٍ واحدٍ مُتجانسٍ آمنٍ مُستقر، وأن نُدرك تمام الإدراك أن اليوم الوطني يعني بالنسبة لنا التأكيد على تمسكنا قيادةً وشعبًا بالعقيدة الإسلامية السمحة، التي نعلم جميعًا أنه لا عز لنا، ولا مجد، ولا فخر؛ إلا بالتمسك الصادق بها في كل شأنٍ من شؤون الحياة.
كما أن من معاني الاحتفاء باليوم الوطني أن يظل الإنسان السعودي محورًا فاعلاً، وركيزةً ثابتةً لكافة خطط وبرامج التنمية الشاملة في كل مجال من مجالات الحياة الثقافية، والاقتصادية، والعلمية، والتعليمية، والأمنية، والاجتماعية، والإعلامية، والفكرية، ...إلخ.
وليس هذا فحسب فاليوم الوطني يعني الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن، وعدم السماح لأي عابثٍ أو حاقدٍ أو حاسدٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه، واستشعار هذه المسؤولية العظيمة عند كل فردٍ من أفراد المجتمع فيصبح الجميع عيونًا ساهرةً لحماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره بإذن الله تعالى.
إن اليوم الوطني - أيها الكرام - يعني أن يعي كل مواطن صغيرًا كان أو كبيرًا، ذكرًا أو أُنثى، متعلمًا أو غير متعلم، دوره الفاعل والإيجابي في مهمة بناء الوطن انطلاقًا من قوله (صلى الله عليه وسلم): "كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته".
كما أن اليوم الوطني يعني تكريس معنى الوحدة الوطنية في نفوس أبناء المجتمع جميعًا، ولاسيما أن بلادنا معنيةٌ بتحقيق الأنموذج الرائع والمثل الحقيقي لتلك الوحدة التي دمجت شمال البلاد بجنوبها، وربطت شرقها بغربها، فكانت النتيجة وحدة الدين والأرض والفكر والمشاعر والطموحات والتطلعات والآمال.
= نعم، إن الانتماء للوطن يتحقق في أجمل صوره وأروع معانيه، عندما نعلم ونتيقن أن اليوم الوطني ليس يوماً واحدًا في العام، ولا ينحصر في وقتٍ مُتكررٍ من كل عام، كما أنه ليس مناسبةًٌ تنتهي بانتهاء تاريخها المحدد؛ لكنه عند الصادقين المخلصين يومٌ يمتد ويستمر كل أيام العام، فكان لزامًا علينا أن نُجدد التذكير فيه بما علينا من واجباتٍ تجاه هذا الكيان، وأن نعمل على تعزيز الانتماء الصحيح للوطن بأن نُترجم الأقوال إلى أفعال، وأن نحول الطموحات والآمال إلى حقائق وأعمال، فما أكثر ما يحتاجه منا هذا الوطن الغالي.
وختامًا: أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا في وطننا الغالي خاصةً، وفي أوطان المسلمين عامةً لـما يُحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال، والحمد لله رب العالـمين.
بقلم الأستاذ الدكتور/ صالح بن علي أبو عرَّاد
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
فانطلاقًا من أن في حياة الأمم والشعوب بعض الأيام المجيدة الخالدة في ذاكرة أبنائها؛ فإننا في هذه البلاد الغالية نفتخر بذكرى يومنا الوطني الذي نعُده مناسبةً غاليةً وعزيزةً إلى نفوسنا؛ لأنه يعني لنا الكثير، ويُمثل لنا رمزًا خالدًا وذكرىً مُتجددة. ولأننا في مثل هذا اليوم من كل عامٍ نسترجع بكل فخرٍ واعتزازٍ فصول ملحمةٍ رائعةٍ رائدةٍ، كان فارسها الأول المؤسس الباني الملك / عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله -، الذي أسس بفضل الله تعالى ثم بإيمانه وجهده وجهاده هذا الكيان العظيم المتمثل في بلادنا الغالية ( الـمملكة العربية السعودية).
وفي هذه المناسبة المجيدة فإننا في محافظة (تُنومة الزهراء) نشترك مع غيرنا من أبناء هذه البلاد الغالية في الاحتفاء بيوم الوحدة الوطنية في الذكرى (السابعة والثمانين) مهنئين لقيادتنا الحكيمة، وحكومتنا الرشيدة، ومُجددين العهد والولاء على المواصلة والاستمرار في مسيرة الخير والعطاء، والتقدم والبناء بكل صدقٍ ووفاء.
وفي هذه الكلمة أغتنم الفرصةً لتذكير إخواني من أبناء الوطن الغالي بما ينبغي أن يكون عليه احتفاؤنا باليوم الوطني بعيدًا عن تلك الـمظاهر الزائفة الـمصطنعة؛ فليس الاحتفاء باليوم الوطني محصورًا في تلك الأعلام الخضراء التي ترفعها الأيدي وتُلوح بها في الساحات والشوارع. كما أنه ليس مُتمثلاً في تلك الأشرطة والزينات الملونة التي تُزيِّن واجهات الـمحلات في الأسواق والـمجمّعات والـميادين، أو من خلال تلك الـمسيرات الجماعية وما تشتمل عليه من الرقصات الباهتة والاستعراضات التي تجوب الشوارع والطرقات، أو نحو ذلك من الـمظاهر التي أعلم يقينًا ويعلم معي كل منصفٍ أنها مظاهر (مصطنعة) وغير ناضجة؛ إذ إنها في حقيقتها تُفقد ذلك اليوم معناه الحقيقي الذي يُفترض أن نحرص على غرسه في الأذهان وتنميته في النفوس.
إن الانتماء الذي يُفترض أن ننشُده عندما نحتفي بذكرى اليوم الوطني يوجب علينا جميعًا أن نحمد الله تعالى، وأن نشكره بالقول والعمل والنية على ما نحن فيه من نعمٍ كثيرةٍ لا يمكن أن نُحصي عددها، والتي من أجلَّها وأعظمها أننا نعيش في وطنٍ واحدٍ مُتجانسٍ آمنٍ مُستقر، وأن نُدرك تمام الإدراك أن اليوم الوطني يعني بالنسبة لنا التأكيد على تمسكنا قيادةً وشعبًا بالعقيدة الإسلامية السمحة، التي نعلم جميعًا أنه لا عز لنا، ولا مجد، ولا فخر؛ إلا بالتمسك الصادق بها في كل شأنٍ من شؤون الحياة.
كما أن من معاني الاحتفاء باليوم الوطني أن يظل الإنسان السعودي محورًا فاعلاً، وركيزةً ثابتةً لكافة خطط وبرامج التنمية الشاملة في كل مجال من مجالات الحياة الثقافية، والاقتصادية، والعلمية، والتعليمية، والأمنية، والاجتماعية، والإعلامية، والفكرية، ...إلخ.
وليس هذا فحسب فاليوم الوطني يعني الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن، وعدم السماح لأي عابثٍ أو حاقدٍ أو حاسدٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه، واستشعار هذه المسؤولية العظيمة عند كل فردٍ من أفراد المجتمع فيصبح الجميع عيونًا ساهرةً لحماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره بإذن الله تعالى.
إن اليوم الوطني - أيها الكرام - يعني أن يعي كل مواطن صغيرًا كان أو كبيرًا، ذكرًا أو أُنثى، متعلمًا أو غير متعلم، دوره الفاعل والإيجابي في مهمة بناء الوطن انطلاقًا من قوله (صلى الله عليه وسلم): "كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته".
كما أن اليوم الوطني يعني تكريس معنى الوحدة الوطنية في نفوس أبناء المجتمع جميعًا، ولاسيما أن بلادنا معنيةٌ بتحقيق الأنموذج الرائع والمثل الحقيقي لتلك الوحدة التي دمجت شمال البلاد بجنوبها، وربطت شرقها بغربها، فكانت النتيجة وحدة الدين والأرض والفكر والمشاعر والطموحات والتطلعات والآمال.
= نعم، إن الانتماء للوطن يتحقق في أجمل صوره وأروع معانيه، عندما نعلم ونتيقن أن اليوم الوطني ليس يوماً واحدًا في العام، ولا ينحصر في وقتٍ مُتكررٍ من كل عام، كما أنه ليس مناسبةًٌ تنتهي بانتهاء تاريخها المحدد؛ لكنه عند الصادقين المخلصين يومٌ يمتد ويستمر كل أيام العام، فكان لزامًا علينا أن نُجدد التذكير فيه بما علينا من واجباتٍ تجاه هذا الكيان، وأن نعمل على تعزيز الانتماء الصحيح للوطن بأن نُترجم الأقوال إلى أفعال، وأن نحول الطموحات والآمال إلى حقائق وأعمال، فما أكثر ما يحتاجه منا هذا الوطن الغالي.
وختامًا: أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا في وطننا الغالي خاصةً، وفي أوطان المسلمين عامةً لـما يُحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال، والحمد لله رب العالـمين.
بقلم الأستاذ الدكتور/ صالح بن علي أبو عرَّاد
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد