×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الحاج القطري و"المسرحية الهزلية"

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
الحاج القطري و"المسرحية الهزلية"


في الوقت الذي تتسابق فيه بعض الدول للإساءة لبلاد الحرمين، يحث الوطن الخطى قيادة وشعباً لاستقبال ضيوف الرحمن وتهيئة الأماكن المقدسة لاستقبالهم وأداء شعائرهم في جو من الاطمئنان تحفهم عناية المولى سبحانه وتعالى.
وتنقل حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة بكل سهولة وراحة واطمئنان ـ بفضل الله سبحانه وتعالى أولا ـ ثم بفضل الجهود الكبيرة المبذولة من جميع أجهزة الدولة، حتى أتم ضيوف الرحمن حجهم بكل يسر وسهولة، وبدأت قوافلهم بالعودة إلى أوطانهم سالمين غانمين.
وقد تجلت العفوية المطلقة لحجاج بيت الله الحرام وهم على أرض المشاعر المقدسة في التعبير عما يعيشونه ويشاهدونه من خدمات متميزة تقدمها بلاد الحرمين الشريفين ـ حرسها الله ـ للحجاج عندما أشاد حاج قطري بذلك عبر وسائل الإعلام، وهذا ما أثار غضب الحكومة القطرية فحاولت حياكة مؤامرة مكشوفة مزيفة تدعي فيها قيام أحد رجال الأمن بالاعتداء على الحاج القطري.
مسرحية هزلية قام على إخراجها سُذج يجهلون أو يتجاهلون التاريخ الطويل المليء بالإشادات العالمية والدولية قبل المحلية والعربية ـ ولله الحمد ـ حتى من غير المسلمين للدور الكبير الذي تقوم المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين قاصدي بيت الله الحرام ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. إنها سنوات طوال من العمل المضني والجهد الكبير الذي ما زالت سائرة عليه ـ بحمد الله ـ بلادنا، منذ عهد المؤسس وأبناؤه من بعده، بل لقد ارتضى ملوك هذه البلاد أن يكونوا خُداما للحرمين الشريفين ابتداء بالملك فهد ـ رحمه الله ـ حتى عهد سلمان الحزم اليوم.
وحتى لا نسيء الظن، فإن هناك خلط كبير لدى البعض ونتمنى ألا يكون خلط متعمد أو محاولة إساءة أو تحويل للحج عن وجهته أو مضمونه الديني من قبل بعض وسائل الإعلام وتحديدا الغربية، وأعني هنا الإعلاميين الذين يأتون إلى هذه البلاد من وكالات الأنباء العربية والعالمية لتغطية موسم الحج، والذين يعتبرون مجيئهم بمثابة "السياحة الدينية" وهذا ما عبرت عنه إحدى المذيعات من وكالة الأنباء الفرنسية عندما سألت الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية قائلة: ما هي خطط المملكة القادمة لتوسيع السياحة الدينية (الحج والعمرة)؟ عندها قاطعها قائلا: "ليس هناك سياحة دينية، الحج عبادة ومكة للعبادة والمشاعر المقدسة للعبادة وليست للسياحة، كل من يأتي إلى هنا يأتي ليؤدي فروض إسلامية .. إلخ".
لا غرابة أن نتلقى الإساءات الواحدة تلو الأخرى سواء من القريب قبل البعيد أو من الصديق قبل العدو، فبلادنا بفضل الله ومنه وكرمه قبلة المسلمين ومهوى أفئدة أكثر من مليار مسلم حول العالم.. فلله درك يا بلاد الحرمين الشريفين وحكامك وأبناؤك يتسابقون لخدمة وراحة ضيوف الرحمن.. لله درك يا بلاد الحرمين والصور المعبرة لأبطالنا وجنودنا وهم يساعدون الكبير العاجز أو المريض أو المقعد، وهم ينثرون الماء على الحجاج لتخفيف الحر عنهم.. لله درك يا بلاد الحرمين وقادتك يحرصون على التواجد في المشاعر المقدسة للوقوف على ما يقدم للحجاج.. لله درك يا بلاد الحرمين ولحظات الوداع المعبرة بين الحجاج وجنودنا البواسل المرابطين في الأمكان المقدسة، إذ تختلط فيها مشاعر الفرح بأن أتموا مناسكهم، والحزن على فراق أحب البقاع إلى الله.


الجنود المجهولون
تتسابق وسائل إعلامنا بكافة أنواعها لتغطية بعض الأحداث التي لا ترتقي إلى درجة الأهمية، بينما هناك جنودٌ مجهولون على الحد الجنوبي قليلون من يتذكرونهم حتى لو بالدعاء، رغم أنهم يقدمون عملاً يستحق أن يشكر ويذكر ويشاد به على كافة الأصعدة.
حفظ الله جنودنا المرابطين من كل سوء ومكروه، وأعادهم لأهلهم وذويهم سالمين، وأدام على وطننا أمنه واستقراره.. آمين.



عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  629