الرد المبين على أعضاء الاتحاد العالمي من المسلمين

الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان الا على الظالمين ،
والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد اطلعت على المنشور المعلن في احد القنوات الفضائية باسم ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) والموجه علانية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله لهداه وجعل عمله في رضاه وموضوع الخطاب :التدخل السافر في سيادة دولة الاسلام - دولة الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وأرض الأنبيا.

ولما كان بيان الخطاب يتضمن فساد المحتوى ومقاصد المضمون ومخالفات قواعد الشرع الحنيف ، ومناهج علماء الإسلام من الأوائل والأواخر.
فسيكون ردي على شبهاتهم وأضاليلهم مساءالات عن نصوص شرعية تعلموها وعلموها وأراهم يتناسونها ليبلغوا مرادهم وسأبدأ بتعريف ما أسموه باتحادهم الضال فأقول وبالله التوفيق :

اولا : ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) .
هو مجلس اتحد فيه جمع من المشبوهين والحاقدين ممن اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( إنَّ أخوفِ ما أخافُ على أمَّتي الأئمَّةَ المُضلِّونَ )) .
وقوله صلى الله عليه وسلم :
(( إن أخوفَ ما أخاف على أمّتي كلُّ منافقٍ عليمُ اللسانِ)) .
وهم لفيف من كل دولة ومن مذاهب وديانات مختلفة .

وغالب أعضاء هذا الاتحاد من الرافضة و الاباضية والخوارج و المعطلة والجهمية و الصوفية السرورية والقبورية والاخوانية. ويرأس هذا الاتحاد كبيرهم المدعو : يوسف القرضاوي .
وهو كما يقول في القنوات الفضائية : اخواني خارجي تكفيري ، يدعو ويرى حل دماء المسلمين والخروج على ولاة الأمر وقتالهم. وبشهادة الثقات انه عقلاني يقدم عقله المنحرف على نصوص الوحي .وانه صوفي قبوري ومعطل جهمي. وفِي ما نعلم انه مطلوب أمني لقيامه بأعمال مخلة بأمن عدة دول عربية وتهيبجه لعامة المسلمين وتوظيفه لشعائر الإسلام لخدمة أهدافه السياسية الإخوانية .

ثانيا : منهج ( اتحادهم ) وهو : مخالفة شرائع الإسلام وقد اسس ل :
١- محاربة أهل السنة والجماعة من اتباع السلف الصالح .
٢- يدعم وينشر مذاهب الرفض والتصوف والسرورية والتعطيل بين أهل الإسلام ليصدهم عن الطريق الصحيح .

ثانيا : إنكار مجلس اتحادهم الضال على ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وعلى ولي عهده _حفظهما الله واعز بهما الاسلام _ واتحاد الضلال وتدخله في شؤون حكمهم من باب النصح المسموم كما يقولون .
وفعلهم هذا خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ((من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده وليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه ). وفعلهم هذا مضادة وتهييج عامة الشعوب على حكامهم .

ثالثا : انزعاج ( اتحادهم الضال ) من توقيف بعض الدعاة ممن استحق شرعا تلك العقوبة ممن تابع اتحادهم ، ولم ينزعجوا لتلك الدماء التي اريقت والأموال التي نهبت باسبابهم. وبفعلهم هذا يكيلون بمكيالين مخالفين للشرع .

رابعا :يصفون ( اتحادهم الضال ) بأن له ( جهود في الدعوة ) و( الوسطية) ولوقالوا : جهود في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وقتل الأنفس المعصومة وزعزعة امن الدول الإسلامية والعربية. ونقول لهم انهم ليسوا اهلا للصدق والدعوة إلى الإسلام الصحيح بل هم دعاة تكفير وضلال وفجور ودعاة انحلال فكري وفساد خلقي كبير.

خامسا : ذكروا فيما قالوا: ان سبب التوقيف لبعض رموزهم الدعوية انه ( كان يؤلف بين قلوب حكام الدول بمافيه خير شعوبهم ) ولذلك جرى ايقافه. وبسبب ذاك الداعية (المشؤوم) قام بسحب غيره من دعاة الخروج والتهييج .

سادسا : ان ولاة أمرنا الاوفيا صبروا على افعال ذاك الداعية ومن معه سنين عدة لعلهم يرجعون فلم يزدادوا إلا طغيانا وتجبرا وايقافهم وسجنهم بناء على اقتضاء المصلحة العامة التي رآها ولي الأمر وفق قواعد الشرع الحنيف وهم يعلمون ان ولي الامر على حق فيما اتخذ ضدهم. ونحن معه في كل أمر يتم فيه دفع ضر أو جلب مصلحة للمواطنين وفق الشرع الحنيف.
وولاة أمرنا هم من يطبق الشرع وينصر التوحيد والسنة بخلاف اصحاب ( اتحاد الضلال ) الذي يسعى لهدم الإسلام وتقويض بنائه ونقول لهم ولمن يساندهم ان ولي امرنا على حق (وان الله متم نوره ولوكره الكافرون) .

سابعا : يطالب ( اتحاد الشبه) عدم ( الزج برجال الدين ) .
ونقول لهم اي رجال دين يقصدون لان قولهم مصطلح نصراني لا يوجد عند المسلمين مسمى ( رجال دين ) فالمسلمون كلهم (ذكورا وإناثا ) رجال دين خاصتهم وعامتهم فالراعي والرعية في الإسلام كلهم أهل دين.

ثامنا : ان الإسلام اتى بتعميم الاوامر والنواهي على المسلمين الا ما اتى الشرع بتخصيصه. اما ما أتى من تخصيص وتقييد كهنوتي من ( اتحاد الضلال ) لطائفة دون اخرى فان الإسلام لاتقديس فيه ولاعصمة لأحد وقولهم هذا من أقوال الخوارج والروافض والصوفية واتباعهم من ملل الكفر والتكفير .
اما نحن فنقول لهم ان : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) كما جاء في السنة المطهرة .

تاسعا : يطالب ( اتحاد الضلال والفجور ) بعدم الزج ب(رجال الدين في الخلافات السياسية ) .
ونقول نحن لهم : باسباب فتاواهم ودعوات والخروج على الحكام الا يَرَوْن بأعينهم العميا ما ذا صار في تونس وليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن ، كم قتيل وكم سجين وكم يتيم وكم جريح وكم مشرد وكم من ارملة .
الا يعقلون ما يحدث أليس فيهم رجل رشيد الم يقرؤوا القران والسنة وينظروا مناهج علماء السلف الصالح من صحابة وتابعين وتابعيهم باحسان الى اليوم .

عاشرا : اني أوجه اليهم الأسئلة والاستفسارات التالية فأقول :
١- ما هو حكم البيعة لولاة الامر وهل في رقابهم بيعة لهم ؟.
الجواب : حكمها واجب ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
(( من مات بغيرِ إمامٍ مات ميتةً جاهليةً . وفي روايةٍ من مات وليس في عنقِه بيعةٌ مات ميتةً جاهليةً )) .
٢- وان كان لكم بيعة لكنها بيعة نفاق وكذب وتدليس فحكمها في قوله صلى الله عليه وسلم :
(( من خرج من الطاعةِ ، وفارقَ الجماعةَ ، فماتَ ، ماتَ ميتةً جاهليّةً . ومن قاتلَ تحتَ رايةٍ عميّةٍ ، يغضبُ لعُصبةٍ ، أو يدعو إلى عُصبةٍ ، أو ينصر عُصْبةً ، فقتلِ ، فقتلةُ جاهليّةٌ . ومن خرج على أمّتي ، يضربُ بَرّها وفاجِرها . ولا يتحاشَ من مؤمِنِها ، ولا يَفي لِذِي عهدٍ عهْدهُ ، فليس مني ولستُ منهُ . وفي رواية : لا يتحاشى من مؤمنها )) صحيح مسلم .
وهذه الأحكام تعلمونها علم اليقين لكنكم اما انكم تتجاهلونها واما ان الله اراد بكم الشر فجعل على قلوبكم الران ، فلاتعرفون معروفا ولا تنكرون منكرا ، ام ان الشيطان استحوذ عليكم فانساكم إياها. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم وفضلنا على كثير ممن خلق .

٣- وما حكم طاعة ولي الامر عندكم التي قرنها الله بطاعته وطاعة رسوله في قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )).
[النساء ٤ | الآية: ٥٩] .
ماذا تقولون أيها الدعاة في حكمها وماذا تعملون وقدامركم الله بها وخالفتم أمره ، قال الامام ابن تيمية رحمه الله : (( ان الآية فرض واجب في طاعة ولي الامر )).
كيف تعملون وقد نبذتموها وراء ظهوركم ، ووظفتموها لمصالحكم ( السياسة ) واتخذها رموزكم لنشر (الفكر التكفيري) و( اشعال الفتن ) و ضياع الحقوق الخاصة والعامة.

اما اهل حراك (١٥) من سبتمبر والداعين اليه والمنتصرين لحراكه فنقول لهم :
يا شباب الأمة لقد أطعتم الحاقدين عليكم و الحاسدين لكم على ما تعيشون من أمن واستقرار وعلى وطنكم المقدس وطن الحرمين الشريفين ، بلد الله الحرام فيه بيته الحرام والمشاعر المقدسة ، ومهبط الوحي الاول ، ثم مهبط الوحي الثاني بطيبة الطيبة التي تحتضن الثرى الطاهر ومقابر الخلفاء وال البيت والصحابة من المهاجرين والأنصار.
ونقول لكم ولكل حاقد وحاسد لبلادنا في المعمورة : ان بلاد الحرمين الشريفين تحرم فيها المظاهرات ولا تجوز فيها الأحزاب القومية ولا إقامة الكنائس ولا الحسينيات ، ولا دين فيها الا دين الاسلام الذي جاء به نبيا خاتم الأنبياء والمرسلين القائل :
(( لا يجتمعُ في جزيرةِ العربِ دِينانِ )).
أيها الشباب لا يغرنكم الأعداء دعاة التكفير والضلال بدعواتهم التكفيرية المضللة ، ولا يغرنكم اتباع ( اتحاد علماء الضلال التكفيري )، بافعالهم فانهم على ضلال.
ضللتهم ايران المجوسية ، وضللهم حكام قطر الحاقدين وامثالهم ، واشتروا ضمائر زمرة اتحاد علماء ودعاة التكفير والضلال بحفنة من المال الحرام واشتروا لهم البيوت والشقق ، وكلهم يدعونكم للخروج على ولاة امركم والتظاهر والعبث بأمن بلادك واستقراره الذي تعيشونه وهم فقراء منه ولا يملكوا لأنفسهم نفعا ولا ضرا.
ضيعوا دينهم وضيعوا عَلومهم وباعوا ضمائرهم وضيعوا أنفسهم وخسروا السمعة والمكانة والوظايف وأصبحوا احقر أبناء الوطن عند دولهم وأحقر الناس بين أقوامهم وفِي أنظار أهاليهم وذويهم استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا وبسوء أعمالهم ، نعوذ بالله من سوء حالهم ونسأل الله السلامة مما اصابهم.

وختاما : نجدد البيعة لمليك العصر وسيف النصر ، قايد الحزم قوي العزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود ، كما نجدد البيعة لولي عهده امير الأمراء وسيد الأصفياء لامير محمد بن سلمان على السمع والطاعة في المنشط والمكره وان نكون سلما لمن سالمهما وحربا على من حاربهما فوق كل ارض وتحت كل سماء.
كما ندعو الحي الْقَيُّوم ان يعز ولاة امرنا وينصرهم على من عاداهم. وان ينصر قواتنا المسلحة على حدود بلادنا وقوى امننا في كل مكان من بلادنا وان يثبت اقدامهم ويسدد رميهم ويتقبل شهداءهم ويشفي جرحاهم وان يحفظ بلادنا ومقدساتنا وعلمائنا وشعبنا الوفي اللهم امين.
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم من كل ذنب والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه خادم وطنه : الدكتور المخلص :
عمر بن غرامه العمروي
عصر يوم الجمعة : ٢٤/ ١٢/ ١٤٣٨ من هجرة