×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

السعوديون دواعش

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري


"داعش معششة في كل بيت وفي معظم العقول والنفوس والدولة وصاحب القرار لم يعطوا الأمر ما يستحقه من اهتمام ومعظم أفراد الهيئة خاصة فكرهم داعشي". (انتهى كلامه)
هذا كلام أحد أؤلئك الإعلاميين الذين ابتلينا بهم في مجتمعنا وهو المدعو قينان الغامدي، حيث اتهم المجتمع السعودي اتهام صريح وخطير بأن داعش في كل بيت من بيوت وطننا الغالي، أي أن جميع أبناء وطننا رجالا ونساء كبارا وصغارا دواعش، فأي إساءة أكبر من هذه الإساءة؟ وماذا نتوقع أو ننتظر من هذا وأمثاله ممن يسمون أنفسهم كتاب أو منظرين لخدمة دينهم ووطنهم؟ بل إن هؤلاء هم أشد خطراً على الدين والوطن من الأعداء أنفسهم.
ولم يتوقف عند هذا الحد وحسب بل كان رده أشد وأنكى على أحدهم حينما قال له "هل كل من أفتى بأن الموسيقى حرام داعشي" رد عليه بقوله "نعم داعشي ومتخلف ولا بد من طرده من الحياة". (انتهى كلامه)
هؤلاء هم من يتصدرون الصفحات اليومية والقنوات الإعلامية، هؤلاء هم من يدّعون بأنهم مثقفون، هؤلاء هم من يتبجحون بأنهم حريصون على الوطن، هذا نموذج وقليل من كثير من الإعلاميين الذين يسيئون للدين أولا ثم للوطن ثانيا، عبر إطلاق مثل هذه السموم والأفكار الخبيثة التي قد تصل إلى الناشئة فتكون سببا في تدميرهم.
وبالتأكيد هذا وأمثاله هم من كانوا وما زالوا يقفون وراء إضعاف دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشتى الطرق والوسائل، ويتضح ذلك جلياً من خلال تصريح أعلاه حينما ذكر بأن معظم أفراد الهيئة فكرهم داعشي، نعم لا ننكر بأن لدى بعض أفراد الهيئة أخطاء يجب معالجتها وتصحيحها، لكنها تكاد لا تذكر أمام الإنجازات الكبيرة والعظيمة التي قامت بها الهيئة منذ قيامها، فيكفي فقط أن نذكر جزء يسير من تلك الإنجازات وهو أنه في عام واحد فقط بلغت القضايا الأخلاقية التي ضبطتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (390117 قضية) أي بنسبة 85 %، حُول منها فقط للجهات المختصة ما نسبته 6.4 % (24919 قضية)، والباقي (365198 قضية) حُلت داخل مراكز الهيئات وأنهيت بالستر.
وقد سبق هذه الإساءات، ما قاله قبل أيام من إساءة في حق المعلمين والمعلمات، حيث وصفهم بالكسالى والمتسيبين، وضحالة الثقافة وضعف التأهيل، وأنهم أكثر رواتبا وتشكيا، وأقل عطاء، فبالله هل هذا كلام إنسان مثقف يعي ما يقول ويدرك بماذا يتحدث.. عجبا!
أما أبناء الوطن فليسوا بحاجة إلى أن نذكر ماذا يفعلون وماذا يقدمون لوطنهم، فالأطباء والمهندسون والمعلمون ورجال الأعمال والمزارعون و.. و.. .. إلخ، كلهم يخدمون وطنهم كلٌ بطريقته، عدا عن أؤلئك الأبطال المرابطين على الحد الجنوبي والذين ضحوا وما زالوا كذلك رفعة للدين وحماية للوطن وأبنائه.. فما هو نصيبك أنت من بين هؤلاء؟
إننا في عهد سلمان الحزم ـ حفظه الله ـ ولا مجال للمسيئين لديننا أو وطننا أو علماءنا، وكلنا أمل أن يتم إيقاف هذا وأمثاله عند حدهم، فهم مصدر إساءة وضرر على الوطن أكثر من نفعه.




عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  646