×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

زراعة الشجرة في النشاط المدرسي!

أسبوع الشجرة هو أحد الأسابيع التي لطالما تردد صداها على مسامعنا في الإذاعة المدرسية لعقود من خلال التوعية بأهمية الشجرة في حياة الناس دون أن نرى شيئا على الحقيقة.
في مدارسنا اليوم مليون طالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية يمكن لكل منهم أن يزرع شجرة في فترة أسبوع ضمن حصص النشاط المدرسي التي أقرتها وزارة التعليم مؤخراً.
فالتطبيق العملي للنشاط يشعرك بالانتماء للمكان(تربية)، كما يشعرك بأهميتك كعضو فاعل في المجتمع باعتبار أنك شريك يمكن أن تقدم لنفسك وللمجتمع وللوطن الشيء الكثير(تعليم) عندما تتاح لك الفرصة في عملية مشاركة مجتمعية ضمن خطة عمل منظم على مدار العام.
لك أن تتخيل ذلك الطالب الذي زرع شجرة بعد عشر سنين وقد رأى أن تلك الشجرة التي زرعها قد أينعت إن كانت مثمرة، أو أورقت إن كانت شجرة دائمة الخضرة وهو يراقبها كل لحظة، وعند مروره من ذات المكان يفتخر بما زرع، فكم يا ترى عدد الأشجار المزروعة بعد عشرة أعوام ؟ وكيف ستبدو طبيعة الأراضي البور والجبال المشكوفة بعد هذه المدة من زراعة الأشجار؟ .
أعتقد أنه لن ينسى أحد من أولئك الطلاب مكان الشجرة التي زرعها، ولن يحول بين معرفتها زمان أو مكان، بل سوف يذكر لمن جاء بعده من الطلاب مكان تلك الشجرة ونوعها وتاريخ زراعتها، وسوف يكون أحرص على سلامتها من غيره فقد أشعرته بالانتماء.
كنت في زيارة للأردن في أحد الأعوام ورأيت مجموعة كبيرة من الطلاب تنتظم في مجموعات عمل، وقد أخذ كل منهم مكانه من أحد الجبال، فسألت من كان برفقتي فأخبرني أنهم طلاب المدارس في العطلة الصيفية يزرعون الأشجار في أعالي الجبال وسفوحها، أيقنت بعدها سبب وجود تلك الطبيعة الخضراء في عموم الجبال لديهم رغم أن طبيعة بلادهم كبلادنا، إلا أنهم زرعوا ولم نزرع.
هناك جهات حكومية ممثلة في الزراعة والبلديات تقع عليها مسؤولية التعريف بالمكان المناسب للزراعة في البيئة المحيطة المجاورة للمدارس، وتحديد نوع الأشجار المناسبة للزراعة لكل بيئة على حده، وتنظيم استقبال الطلاب على مدى أسبوع، وإحضار الشتلات المراد زراعتها، ومتابعة سقي الأشجار بعد زراعتها، ويقع على عاتق الطلاب زراعة الأشجار، وكتابة تقارير مصورة عن الأشجار التي تمت زراعتها وتوثيق العمل بالمدارس، ونشر التقارير عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية.
ممارسة التشجير هي تعليم ميداني تجريبي من خلاله يعرف الطالب أجزاء الشجرة، ومكان وكيفية زراعتها، ونوعها، والاسم العلمي والدارج لها، ووظائفها، فالتجريب يكفي ويغني عن ألف محاضرة، علاوةً على نوال الأجر والثواب امتثالاً لأمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حثنا على زراعة الأشجار بقوله" إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".
 0  0  6048