×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الشنفرى ليس صعلوكاً (1)

يقول في لاميته المجيدة الفريدة لامية العرب : فَغَـبَّت غِشَاشَـاً ثُمَّ مَـرَّتْ كأنّـها مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِلُ

استطاعت مملكة حِميّر القضاء على ممالك اليمن القديم الأربعة. مملكة سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في المرتفعات والتهائم. وضمها في مملكة واحدة. وكانت مملكة ذات قوة وباس وسطوة ومراس. أحكمت قبضتها على البلاد والعباد في فترة عصبية وطائفية. فقدموا لها الأبناء رهائن مقابل الولاء. وهذه أحد أساليب الحرب المعروفة في ذلك الزمن.

نشأت وثنية ثم تحولت إلى اليهودية ثم تحولت إلى النصرانية. ولم يكن المسيحيين فيها بالبراءة التي صورتها بعض المصادر. بل كانوا يريدون إبادة اليهود من اليمن. فهم أحرقوا معابدهم. ودعموا حملة حبشية عسكرية نصرانية على قبائلهم. حتى تصدى لهم يوسف اسأر التبع الحميري اليمني .وردهم بحرب إبادة في أحداث جسيمة. وقصة أليمة. في حفرة عظيمة. سُميت بقصة أصحاب الأخدود. نسبة إلى الأخدود الذي أشعل فيه النار وأحرق فيه المؤمنون بالدين الجديد.

ارسلت بعثاتها ووفودها فيما بينها وما بين الدول والقبائل الأخرى وسط وشرق وغرب وشمال جزيرة العرب. وحضر ممثليها في مناسبات تنصيب زعمائها وفرسانها. وحاربت المناذرة والثائرين في مأسل الجمح عام 516م. وشنت حملات على يبرين شرق الجزيرة العربية واليمامة والخرج. واشتبكت مع قبائل في أرض نزار وأرض غسان شمال شرق مكة.

والذي حملني على ذكر خبر مملكة حمير. هو ذكر الشنفرى في لاميته لركب من أحاظة مجفل. وأحاظة مخلاف قبلي ينسب لجد أحد القبائل الحميرية في اليمن.

- عبدالله بن معدي الخشرمي
 0  0  1267