بقايا الطعام والمشروع الخيري!
منذ أن عرفت نفسي وأنا أشاهد في الشوارع الرئيسة بالمدن الكبرى برادات ماء للشرب تنتشر في الشوارع تحت مسمى "برادات ماء سبيل" أو "مياه صالحة للشرب" وأياً كان المسمى، فقد كان لهذه المبادرات من المحسنين في ذلك الوقت وحتى الآن قصب السبق في إرواء العطشى من عابري السبيل، وهي مبادرة تستحق منا جميعاً الشكر والتقدير للقائمين عليها سواءً كانت مبادرات فردية أو تحت إشراف جمعيات خيرية نراها قد تصدت لهذه المهمة.
إطعام الطعام ليس بأقل من سقي الماء في الأجر والثواب، فقد أثنى الله تعالى في كتابه الكريم على فاعليه بقوله ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾. الإنسان (9).
وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة في الوقت الراهن رأيت بأم عيني في أحد الأحياء الشعبية بإحدى المدن الكبرى رجلاً طاعناً في السن وقد حمل معه كيساً فارغاً وهو يقف بجوار صندوقاً للنفايات ليلتقط منها بقايا الطعام لكي تقتات منها عائلته التي تتكون من عشرة أشخاص بعد أن سألته عن مقصده، وقد كنت لحظتها خارجاً للتو من أحد المطاعم القريبة من ذلك المكان.
في تلك اللحظات انتابني شعور بالذهول وأنا أشاهد الموقف! عندها طرأت بعض التساؤلات :
كم يا ترى عدد المطاعم في كل مدينة ؟ وكم عدد روادها ؟ وما كمية بقايا الطعام النظيف من هذه المطاعم التي ترمى في صناديق القمامة مع القاذورات لتذهب للدفن أو الحرق في مرمى البلديات ؟.
أما في منازلنا فحدث ولا حرج؛ فكمية بقايا الطعام التي تُرمى في صناديق النفايات وتذهب هدراً أضعاف ما نتناوله، والتي تبلغ في كثير من الأحيان حد الإسراف أو التبذير.
إن التفكير في إنشاء ثلاجات لإطعام الطعام بجوار الجوامع والمساجد الكبرى لتكون حلقة وصل بين المعطي والمحتاج هو السبيل الأمثل لإيصال هذه النعمة المهدرة إلى مستحقيها دون أن يراق ماء وجه المحتاج على الأبواب أعطوه أو منعوه.
ويقع على عاتق الموسرين من رجال المال والأعمال بل وحتى المحسنين التفكير جلياً في إنشاء تلك الثلاجات سيما في الأماكن التي تكتظ بالفقراء والمعوزين والعمالة الوافدة لتكون تحت إشراف وإدارة المسجد والذي ينبغي أن ينهض بمهمته عبر المنبر للتعريف بهذا العمل الخيري.
يبقى من لديه فائضاً من الطعام عن حاجته ليقوم بتغليفه وإيداعه في الثلاجة ليصل إلى المحتاج دون سؤال، وفي هذا حفظاً للنعمة من التلف والرمي في النفايات، وحفظاً لكرامة المحتاج المتعفف عن سؤال الناس نفقة طعامه وشرابه، والله تعالى من وراء القصد.
إطعام الطعام ليس بأقل من سقي الماء في الأجر والثواب، فقد أثنى الله تعالى في كتابه الكريم على فاعليه بقوله ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾. الإنسان (9).
وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة في الوقت الراهن رأيت بأم عيني في أحد الأحياء الشعبية بإحدى المدن الكبرى رجلاً طاعناً في السن وقد حمل معه كيساً فارغاً وهو يقف بجوار صندوقاً للنفايات ليلتقط منها بقايا الطعام لكي تقتات منها عائلته التي تتكون من عشرة أشخاص بعد أن سألته عن مقصده، وقد كنت لحظتها خارجاً للتو من أحد المطاعم القريبة من ذلك المكان.
في تلك اللحظات انتابني شعور بالذهول وأنا أشاهد الموقف! عندها طرأت بعض التساؤلات :
كم يا ترى عدد المطاعم في كل مدينة ؟ وكم عدد روادها ؟ وما كمية بقايا الطعام النظيف من هذه المطاعم التي ترمى في صناديق القمامة مع القاذورات لتذهب للدفن أو الحرق في مرمى البلديات ؟.
أما في منازلنا فحدث ولا حرج؛ فكمية بقايا الطعام التي تُرمى في صناديق النفايات وتذهب هدراً أضعاف ما نتناوله، والتي تبلغ في كثير من الأحيان حد الإسراف أو التبذير.
إن التفكير في إنشاء ثلاجات لإطعام الطعام بجوار الجوامع والمساجد الكبرى لتكون حلقة وصل بين المعطي والمحتاج هو السبيل الأمثل لإيصال هذه النعمة المهدرة إلى مستحقيها دون أن يراق ماء وجه المحتاج على الأبواب أعطوه أو منعوه.
ويقع على عاتق الموسرين من رجال المال والأعمال بل وحتى المحسنين التفكير جلياً في إنشاء تلك الثلاجات سيما في الأماكن التي تكتظ بالفقراء والمعوزين والعمالة الوافدة لتكون تحت إشراف وإدارة المسجد والذي ينبغي أن ينهض بمهمته عبر المنبر للتعريف بهذا العمل الخيري.
يبقى من لديه فائضاً من الطعام عن حاجته ليقوم بتغليفه وإيداعه في الثلاجة ليصل إلى المحتاج دون سؤال، وفي هذا حفظاً للنعمة من التلف والرمي في النفايات، وحفظاً لكرامة المحتاج المتعفف عن سؤال الناس نفقة طعامه وشرابه، والله تعالى من وراء القصد.