أبو داهش أم جبل منعاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
\" خاطرة \"
\" أبو داهش أم جبل منعاء؟ \"
بقلم الأستاذ / محمد بن فراج
البروفسور عبد الله أبو داهش قامة أدبيه وفكرية وتاريخيه يتجاوز قمم جبال منعا شموخ.. والحديث عن هذا الرجل بالنسبة لي ممتع ومفيد ولن آتي بجديد إذا قلت أنه علاّمة الجزيرة الجديد وعلاّمة الجنوب.. رجل لا يحب المديح والإطراء, على خلق عظيم وتواضع ترى فيه صورة العالم الرشيد, يبهرك بحديثه اللبق وابتسامته البشوشة ومنطقه النظيف.. أقول ذلك لمعرفتي التامة بالرجل منذ أن كنا طلبه في مدرسة السبت وحتى مغادرتنا المنطقة إلى الرياض لطلب العلم والسعي في دروب الحياة.. وقد رأيت في الأستاذ الدكتور عبد الله صفات قل ما تجدها في أي شخص منها عدم حب الظهور وعدم الانحناء لكلمات المديح الرنانة وتفرغه الكامل للبحث والتوثيق والتدريس لأكثر من (40) عام أمد المكتبات بمئات الكتب والبحوث والدراسات عمل في كثير من الهيئات العلمية الكبرى تخرج من على يديه العديد من الدارسين والباحثين وطلبة العلم سافر إلى اليمن في وقت كانت وسائل المواصلات فيه الحمير والبغال في سبيل البحث العلمي قطع مسافات طويلة على رجليه للبحث في المواقع التاريخية..نحت الصخور بأنامله لاستخراج المواد التاريخية والأدبية والفكرية في جنوب الجزيرة وبالذات في المخلاف السليماني.
قدم بلدته تنومة في أجمل صورها وصاغ تاريخها وعرّف به جمع الكثير من المخطوطات النادرة وجعلها متاحة لمن يريد الاطلاع عليها لا استطيع أن أحصي ما قدمه عن تاريخ وآداب جنوب الجزيرة العربية من العصور الجاهلية إلى يومنا الحاضر صاحب همة عالية وجلد منقطع النظير في البحث العلمي حكم لكثير من الجهات العلمية أقام العديد من المحاضرات والأمسيات الأدبية والفكرية والتاريخية.. تخجل عندما تقابله لتواضعه الذي ينم عن تواضع العالم العفيف النادر وجوده في عصرنا الحالي.. ووطننا بحاجة ماسه إلى الدكتور عبد الله وأمثاله إذ أن العالم لا يتقاعد مهما كان سنه والبروفسور عبد الله لا زال يملك الكثير والكثير وقد استفدت منه استفادة عظيمة في كثير من اموري وعرفت عن طريقه تاريخ منطقتي وأسرها وروادها ولديه صفات أخلاقيه أتمنى أن أكون مثله في كثير من المواقف أهمها الصبر والتحمل والجدال بلطف وأدب والتواضع الجم وحسن ودماثة الخلق .
إن البروفسور عبد الله يوازي جبل منعاء في نظري شموخ وكبرياء قامة علميه نادرة الوجود أسأل المولى الكريم في هذا الشهر الكريم أن يهبه الصحة والعافية وأن يطيل في عمره ويحفظه لا بنائه وأسرته وأهالي تنومة ليكون عونا لهم بعد الله في رفعة وطنهم وشموخه والحفاظ على مكتباته التاريخية والأدبية والفكرية وبورك شخصه وعطاءه وكل عام وأنتم وأبو داهش بخير .