الصديق الصدوق

الصداقة عهد ووفاء وميثاق غليظ وأفق عريض فلا تفقد صديقك الذي اودعته جل أسرارك عندما أحجمت عن إيداعها لاقرب الناس إليك فضلا عن غيرهم من الناس بحكم تنافر النفوس وتباين المكانة وتأرجح الأحوال وكثرة البنين والأموال ..الصديق هو من تبث اليه آلامك وتسر له آمالك هو من يصدقك القول والفعل والنوايا وهل الصداقة إلا الحياة والأمد الذي قطباة الامل والالم وفي منتصفه تقف الصداقه تجاذبك صدق البقاء والوفاء على كلتا الحالتين فالصداقة حالة انسانية*راقية وسامية سمو النجوم في أعماق الكون... الصديق هو من يفقدك عند الموت وهو من يعتصر الالم فؤاده حزنا على فراقك وهو من يبقى على عهد الصداقة صدقا وهو من يستمر في الدعاء لك بعد مماتك حتى مماته وهو من يذكرك بكل جميل وهو من يحفظ لأبنائك ود أبيهم ومن يراك في وجودهم... الصديق هو من يستعجل دفنك عند مماتك إكراما لك والآخرون يستعجلون دفنك تغييب لك ولذكراك وتخلصا من تبعات وجودك بينهم نعم حافظ على صديقك كائنا من كان ... أعجمي كان أو عربي .. وارع وده وتحمل زلاته فهو من اوستودعك اسراره واستودعته أسرارك وهو من وقف بجانبك عندما تخلى الآخرون عنك من أولى القربى ومن كان يعرفك وتعرفهم على هامش التعامل الانساني.. فالآخرون سيذكرونك لايام قلائل ثم يودعونك ذاكرة النسيان الابدي او ستصبح مجرد ذكرى عابره غير محددة المعالم والسمات
..اما الصديق فهو توأم الروح حبا ووفاء وصدق وأمانه وبذل وعطاء ..
يوما ماء سيتخلى عنك اهلك وأحبابك وسيسقطونك من ذاكرتهم ومن حساباتهم .. ولن تبكي عليك السموات والارض ..فقط هو الصديق من سيبكي عليك بحرقة ويسوقه الحنين اليك ... فلا تسقطه من اعتباراتك من أجل قريب حاقد ولا من اجل خليل جاحد ولا من أجل منافق كاذب ولا من أجل متملق يروم المصالح
...فيا صديقي الصدوق انت تاج لا يكتمل وقار ذاتي الا به فسلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا...

محمد احمد الشهري
خميس مشيط
aryaam22@hotmail.com