×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الإخوان والتاريخ الموشّح بالكوارث

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
في خضم الأحداث الجارية على الساحة الدولية والعربية اردت أن استعرض تاريخ الإخوان . . ؟ وما قدموه للإسلام وما أخروه في عجالة لمن ليس لديه فكرة عن هذا التاريخ ولمن يتعاطف ويدافع وينافح وهو غير مدرك لكثير من الأمور التي لن ينساها التاريخ نقول:
تأسس ما يسمى بال( الإخوان المسلمون ) في مدينة الإسماعيلية بقيادة حسن البنا المدرس بوزارة المعارف العمومية في شهر مارس من عام ١٩٢٨م كحركة دينية، سياسية، واجتماعية. وعلى مر السنين انتشرت الحركة فى العديد من البلاد الإسلامية وتمكنت من الاستمرارية برغم محاولات تصفيتها في مصر في أعوام ١٩٤٨م و ١٩٥٤م و١٩٦٥م حتى تمكنت من تكوين حزب سياسي منظم في ابريل ٢٠١١ ، باسم ( حزب الحرية والعدالة ) . ولقد بدا حسن البنّا تكوين الحركة مع ستة من موظفي شركة قناة السويس للمطالبة بتطبيق ما سموه بالشريعة الإسلامية لمواجهة حكم بريطانيا الاستعماري. وفي البداية كان تركيز الحركة على التعليم واعمال الإحسان لكن سرعان ما امتدت نشاطاتها للعمل السياسى والحركة الوطنية المصرية عن طريق مفهوم جديد للإسلام للتنسيق مابين التراث والمعاصرة . وفي غضون عامين من ولادتها تأصلت علاقاتها السرية بالنازية الألمانية والتي رسمت دورها خلال الثلاثينيات من القرن العشرين وخلال سنوات الحرب العالمية الثانية بالتعاون مع الحركات الإرهابية متعددة التوجهات وفي عام 1948م ضبطت سلطات الأمن المصرية الوثائق السرية لمنظمة (الإخوان) والتي تضمنت تفاصيل للهيكل القيادي والخلايا السرية وأسماء الأعضاء بمختلف المحافظات وتم التحفظ على تلك الوثائق والمستندات في أعقاب سلسلة من الحرائق والتفجيرات وكذا الاغتيالات السياسية. وبعد شهر واحد من ضبط الوثائق أمر رئيس وزراء مصر ( محمود فهمي النقراشي ) بالقضاء على المنظمة وتم اعتقال ٣٢ من قياداتها وإغلاق مراكزها بكافة مديريات مصر. وفى ٢٨ ديسمبر ١٩٤٨م قام طالب الطب البيطري والجهادي بمنظمة الإخوان ( عبدالمجيد احمد حسن ) باغتيال النقراشي انتقامًا من محاولته القضاء على المنظمة. وفي مطلع عام ١٩٤٩م انتقم انصار النقراشي باغتيال البنّا وتولى بعده قيادة المنظمة احد أعوانه المدعو ( حسن إسماعيل الهضيبي). وشهد عام ١٩٥٢م قبل ثورة الجيش في ٢٢ من يوليو أحداث جسام كان أشهرها (حريق القاهرة) والتي قامت المنظمة بتدميره حيث دمرت نحو ٨٠٠ مبنى في قلب عاصمة مصر والتي التهمت كبار الفنادق والمطاعم ودور العرض السينمائي والمسارح والمراكز الثقافية والمستشفيات وظلت حالة الفوضى سائدة في أنحاء مصر حتى قام الجيش بحركة يوليو ١٩٥٢م فتولى السلطة مجلس قيادة الثورة. وادت محاولة الإخوان لاغتيال جمال عبدالناصر قائد الثورة المصرية في عام ١٩٥٤م إلى انهيار التعاون بين الضباط الأحرار وتنظيم الإخوان وتم اعتقال قيادات الإخوان واودعوا السجون وعلى رأسهم الكاتب ( سيد قطب ). وفي عام ١٩٦٤م تم إطلاق سراح سيد قطب صاحب المؤلفات التي يعتبرها المتطرفون أساس الفكر الإخوانى وصلب حركتهم. وبعد عام أو يكاد اعتقل سيد قطب وشقيقة محمد قطب بتهمة محاولة قلب نظام الحكم واغتيال قيادات الثورة المصرية. وأعدم سيد قطب مع ستة من قيادات تنظيم الإخوان في ٢٩ أغسطس ١٩٦٦م. ولب افكار سيد قطب يتلخص في أن المجتمع الإسلامي ليس إسلاميا بل هو مجتمع جاهلي ان لم يحقق إسلامه بطريق العنف الثوري والذي لا يتأتى إلا بالتخلص من قيادات الدول الإسلامية التي لا تنتمي لجماعة الإخوان أصحاب العقيدة الصحيحة في رأية. وعندما تولى أنور السادات الحكم بعد وفاة عبدالناصر في عام ١٩٧٠م بدأ في الإفراج التدريجي عن الإخوان في مقابل مؤازرته في حربه ضد اليساريين والشيوعيين. ومن المؤكد أن وراء تلك السياسة أمريكا وأوروبا الغربية والتي كان من مصلحتها استقطاب الإخوان كسلاح لمواجهة الزحف اليساري إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية من جانب والاتحاد السوفيتي والصين الشعبية من جانب آخر. وانهارت العلاقة بين الإخوان والسادات بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل وظهرت خلال السبعينيات حركة الجهاد وحركة الجماعة الإسلامية، والتكفير والهجرة وتتالت محاولات التخلص من السادات حتى نجحت في اغتيال السادات في عام ١٩٨١م حركة الجهاد بقيادة أعضاء من الإخوان. وفي الثمانينيات من القرن الماضي انضمت جماعات طلابية عديدة لتنظيم الإخوان الذين احتلوا قيادات النقابات المهنية والاتحادات الطلابية والعمالية والعمل الاجتماعي ويعتقد الكثيرون من أن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش قد خططت لتلك الإستراتيجية في عهد بوش لاستقطاب المتطرفين الإسلاميين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وان (كوندا ليسا رايس) قد نصحت حسني مبارك بتليين سياسته مع الإخوان وفي عام ١٩٩٢م بدأت ملاحقة السلطة للإخوان الذين انتشروا في مجالات عديدة من النشاط العلمي والثقافي والتعليمي والصحي بمصر والذي تجاوز ما كان الاتفاق عليه مع الأمريكان. وقد ظهرت أفكار التطرف لتحتل جانب ليس يسيرًا من الثقافة المصرية ففي عام ١٩٩٧م حين أعلن المرشد العام للإخوان ( مصطفى مشهور ) أن الاقباط واليهود لابد ان يدفعوا الجزية لقاء حمايتهم والسماح لهم بممارسة عباداتهم. كما طالب (مشهور) الحكومة بعدم السماح للاقباط بدخول الجيش وذلك لعدم الثقة بولائهم للدولة الاسلامية.
وتسببت مثل هذه التصريحات بتذمر شامل في المجتمع القبطي المصري والتي شعر ببداية عصر من الاضطهاد والتعصب ضد حرية العقيدة.
وفي عام ٢٠٠٠م وصل ١٥ عضو للتنظيم إلى عضوية مجلس البرلمان بقيادة عضو البرلمان ( حمدي حسن ) والذي حاول جهده مقاومة الثقافة المعاصرة والتي اعتبرها معادية للإسلام ونجح عضو آخر بالبرلمان وهو ( جمال حشمت ) في الضغط على وزير الثقافة لمصادرة الكتب التي اعتبرها منافية للعقيدة كما يراها الإخوان. وتعاونت حركة ( كفاية ) في عام ٢٠٠٥م مع تنظيم الإخوان في الاحتجاجات الشعبية ضد نظام ( حسني مبارك ) وخلال الانتخابات البرلمانية في نفس العام رفع الإخوان شعار ( الإسلام هو الحل ) وفازوا بعدد ٨٨ مقعدًا في البرلمان أي ٢٠% من مجمل الفائزين بالعضوية ومن المشكوك فيه سلامة هذه الانتخابات من التزييف والتزوير وبالتالي أحقية الإخوان في هذه المقاعد البرلمانية ومن تاريخ الجماعة نعرف أن حسن الهضيبي خلف البنّا وعقبة عمر التلمساني ثم محمود حامد أبو النصر ثم مصطفى مشهور تم مأمون الهضيبي ثم محمد المهدي عاكف ثم محمد بديع وغداة سقوط حسني مبارك حصلت الجماعة على اعتراف النظام بشرعيتها واعلنت عن ميلاد حزبها ( حزب الحرية والعدالة ) متخذه ما عرف بالنموذج التركي مثالا يحتذى ويحمل تأييد الأمريكان والأتراك على وجه الخصوص والذي يتبعون ما عرف بالإسلام المعتدل تحت قيادة رجب الطيب اوردغان القيادي بالإخوان المسلمين الدولية. استطاعت جماعة الاخوان الاستحواذ على مناصب فعالة ورئيسية بالبيت الأبيض الأمريكي في إدارة باراك أوباما الراحلة. وحسب ما ذكرته مصادر مجلة (روز اليوسف) المصرية في ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢ فان هذه المجموعة ذات تأثير مباشر على صناعة القرار الأمريكي فيما يتعلق بالإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط عامة والعالم الإسلامي على وجه الخصوص. تشمل القائمة (عارف علي خان) السكرتير المساعد للسياسات بادارة الأمن القومي الأمريكية و ( محمد الأيباري ) عضو مجلس مستشاري الأمن القومي بادارة أوباما. و (رشاد حسين) المبعوث الخاص لمنظمة المؤتمر الإسلامي و (سلام المارياتي) أحد مؤسسي مجلس الشؤون الإسلامية (MPAC) والإمام (محمد ماجد) رئيس الاتحاد الاسلامي لامريكا الشمالية (ISNA) والسيد (ايبو باتل) عضو لجنة مستشاري الرئيس اوباما للجنة العقائدية لتعاون السكان و (علي خان) مؤسس المنظمة الإسلامية العالمية والتي هي احد جماعة الإخوان وهو المسؤول الرئيسي عن (ملف العالم الإسلامي) في البيت الأبيض في عهد اوباما وهو حلقة الصلة بين ادارة الرئيس وثورات ماعرف بالـ(الربيع العربي). وذكرت (روز اليوسف) ان الايباري وهو من اتباع ( سيد قطب ) فيما يختص بفكر الإخوان مازال ينكر علاقته بالوثائق التي تسربت من ملفات الامن القومي الالكترونيه التي يعتقد انه قد قام بتسريبها. كما ذكرت المجلة (دون المرجع او مصدر المعلومات) ان الايباري يلعب دورًا رئيسيًا في استراتيجية مقاومة الارهاب وانه الذي قام بكتابة رسالة اوباما للرئيس المصري السابق حسني مبارك والذي تضمنت نصيحته له بتركه الرئاسه. اما رشاد حسين فهو حلقة الصلة بين البيت الابيض وجماعة الاخوان المسلمين بالولايات المتحدة والتي بدات بمشاركته في المؤتمر السنوي عام ٢٠٠٢م للمجلس الاسلامي الامريكي والذي كان تحت قيادة الارهابي عبدالرحمن العامودي المحكوم عليه الان. والمارياتي من نجوم الاسلام المتطرف البارزين وهو من المؤثرين على صانعي القرار في الوقت نفسه ويدير مساجد الـ(ISNA) والتابعه لجماعة الاخوان وقد اختاره اوباما كمستشار خاص لادارة الامن القومي الامريكي. هذا ويعرف العالم بأسره ان مستشاره هيلاري كلينتون في عهد اوباما هي "هوما عابدين" وهي من اسرة ينتمي افرادها لجماعة الاخوان هذا فيما يتعلق بتاريخها الاسود فيما مضى ومع عهد اوباما لكن الوضع الحالي يختلف مع الرئيس ترمب ومهما حاولت هذه الجماعة اظهار نفسها بأنها في الطريق الاسلامي الصحيح فهي تكذب وتروج لكذبها حتى اعتقد البعض انه صحيح لكنها ترزح تحت وطأة البدع في العقيدة, فهم يحتفلون بالمولد النبوي, والاسراء والمعراج, والبيعة للقيادات الاخوانية التي لا تمت الى مفهوم البيعة في الاسلام بصلة, وذلك بما عرف اصطلاحا بـ"بيعة ذوي الشوكة من ولاة الامر" ثم ان رآي علماء المسلمين في هذه الجماعة المصنفة ارهابيًا كان واضحًا لا لبس فيه, اذ يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:"حركة الاخوان ينتقدها خواص اهل العلم" بينما ان هذه الجماعات لا تسير وفق الدعوه الى توحيد الله والعقيدة الصحيحة لاهل العلم, كما ان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني قال:"انا اقول كلمة حق, لا تجد في الاخوان عالمًا" إضافة الى قول الشيخ محمد بن عثيمين:" ان جماعة الاخوان تسعى الى التلون والخفاء وليس في الكتاب والسنه مايبيح تعدد الاحزاب والجماعات, بل في الكتاب والسنه مايذم ذلك". والاخوان هم مهد الايدلوجيه الجهادية الجانحه والمتطرفه في اغلب دول العالم, حيث قامت في السنوات الاخيرة الماضية بالتفريخ في العديد من البلدان مستغلة الاوضاع المتقلبة في اغلب الدول والبلدان تحت مظلة متغيرة من بلد لأخر, بعد ان وجدت من يبيع ويشتري معها في مصر, والاردن, والسودان, والكويت حيث لهم تمثيل مهم للبرلمان, كذلك سوريا, واليمن, وبلدان المغرب العربي, تحت مسميات مختلفة مثل (حماس) في فلسطين والجزائر والجبهة الوطنية الاسلامية في السودان, والحركة الاسلامية لنيازي ورباني في افغانستان, وحركة النهضة والتيار الاسلامي بتونس, وحزب العدالة والتنمية في تركيا, والمغرب اضافة لجماعة العدل والاحسان التي تنشط بالمغرب, رغم مايشاع عن ان عناصر تنظيم الاخوان (مهيكلون ومنظمون) الا ان ذلك غير وارد في واقع الامر, اذ ان هنالك انشقاقات كبيرة, وتغيير في اجندتهم من موقع لاخر دون مراعاة للمصالح العليا للبلد الذي يحلون فيه, ومايحدث الان في دولة قطر هو اكبر دليل على ذلك فهي شبه محتله من قبل شرذمة الاخوان المارقه بقيادة كاهنها (القرضاوي) رغم سعي هذه الحركة في السنوات الاخيرة, الى احياء فكر جديد يظهر به المؤسسين الاوائل للحركة, وهو ما اشتغل عليه التنظيم في البلدان العربية الذي وجد فيها, وحتى في الغرب (اوروبا وامريكا) وسعى نحو تحقيق هدفهم وهو وضع الشريعة كقاعدة عليا في الارض التي يسيطرون عليها, والذي يؤدي في نهاية المطاف الى استعادة الخلافة المزعومة لهم كما هو سعيهم وتخطيطهم وكما جاء في كتاب زعيمهم الروحي (القرضاوي) الذي جاء بعنوان "اولويات الحركة الاسلامية في المرحلة القادمة" والمنشور عام1990م حيث قدم الكتاب كيف استعادة "نظام الخلافة الاسلامي" وخلاصة القول ان حركة الاخوان ماهي الا نظام حزبي, سياسي, هدفه القتل والتدمير والتفجير, للوصول الى غاياته واحلامة, وقد وضحت الرؤيا وتبلورت حول هذه الحركة وافكارها والتي وجدت من يغذيها ويحتضنها ليس حبًا فيها بل لتلاقي مصالح واهدافًا سياسية موعودة كما هو الحال الان في (قطر, وتركيا , وايران) ومن لهم مصالح في ذلك ووجب على العالم كله ومن لدينا ممن يتعاطفون مع هذا الفكر الماكر من حركيين, وسروريين ان يقلعوا عن عادة الادمان هذه, ويعلنون صراحة موقفهم من هذه الشرذمة التي لا تهدف لسلامة الاسلام وسماحته, بل الى القتل والتدمير والتفجير, وزرع الفرقه بين ابناء العالم الاسلامي, حتى كرهت الناس في دينهم الصحيح لذلك صارت الظاهرة الاخوانية تنجب الجدل الديني والفرقه السياسية, والخيانات, وفتح الطريق للسطو على مقدرات العرب, وتفتيت مجتمعاتهم, وكان المجتمع السني محافظًا وهادئًا حتى تدفعت مليارات قطر والاخوان و(قناة الجزيرة) وقامت المنظومة المشبوهه بفضح الفكر الفوضوي, داخل الفكر الديني, وتم لهم تثوير الدين وتسميم الربيع العربي, بالتحريض الطائفي, والسياسي, وقدمت الدوحة الدعم حتى بالسلاح, وصار الاسلام السني يشبه الاسلام الشيعي ملوثًا بالسياسة, لذا علينا ان نعيد حساباتنا معهم ومع من يتعاطف معهم ايًا كان فالاخوان منافقون, وانتهازيون, وان قطع الدعم المالي عنهم وتم اغلاق قناة الفجور (الجزيرة) المشبوهه ومطاردة قاداتهم ورموزهم اعلاميًا فسيأتي تحجيمهم وعودة العالم العربي الى طبيعته المستقره اذا تظافرت الجهود العربية والاسلامية والدولية لدرء خطر هذه الحركة وغيرها من الحركات التي تسيء للسلم العالمي وللدين الاسلامي فهل من مدّكر.

العقيد م/ محمد بن فراج الشهري
بواسطة : ابو فراج
 0  0  764