الزاحفون على الفضيلة

بقلم / زهير عبدالله
يأتي رمضان بروحانيته وترويضه للنفوس على الصبر والفضيلة والسمو ، ومع حلوله تأتي القنوات الفضائية التي تستهدف رمضان بإعداد طوال العام بحشد كل الطاقات البشرية والمادية من خلال مسلسلات درامية تحاول جذب المشاهد بشتى الطرق من خلال مشاهد الإسفاف واستجداء بل و \"تكسب\" الضحك بكل المشاهد والألفاظ الصريحة والمبطنة التي تتجاوز كل الخطوط الحمراء خلال شهر الإمساك.
لقد أصبح النصر والنجاح لدى هذه الفضائيات هو الربح المادي وبأي الطرق ولو كان على أنقاض القيم والمبادئ دون أي شعور بالمسئولية الدينية أو الاجتماعية وكأن هناك حظر ضد الأعمال الجادة أو البانية . إن الأمة بظروفها وجراحها في غنىً عن الحراك السلبي ومعاول هدم جديدة في شهر الإيمان وخطوات أو محاولات اليقظة.
والمشكل أنك عندما تسأل أي فرد أو رب أسرة عن هذه القنوات الفضائية يهاجمها و يصارحك بعدم صلاحيتها وعفنها ولكنه في نفس الوقت يتابعها بل ويحرص على ذلك ؛ نتيجة ثقة إلى درجة الغرور بأن هناك مناعة أو مصدات لديه هو وأسرته !! أمام هذه القنوات المتمردة على القيم .
والخطورة أن هذه القنوات في منهجيتها وعملياتها هذه تعمل على تشكيل الأفكار وترويض النفوس على أقوال وأفعال يطبقها المتلقي دون أن يشعر لاسيما وأن هناك هشاشة في البنية المعرفية لدى كثير من الأسر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وأمام هذا الحال الفضائي وعلى وجه الخصوص الفني والدرامي فإننا بحاجة أولاً : إلى الإقرار جميعاً بهذا الخطر وما قد ينتج عنه من آثار دينية واجتماعية ومقاومة محولات التبرير والتمرير التي يطرحها البعض.
والأهم وضع وتنفيذ حلول علمية وعملية جادة لمواجهة هذه الفضائيات والتي يتحمل مسئولية هذه الحلول العلماء وصنّاع القرار وممولي هذه الفضائيات والمؤسسات التعليمية والإعلامية الملتزمة.
وفي نظري أن من الأهمية القصوى إيجاد البدائل من الفضائيات الجاذبة بجودة ونوعية تعزز فاعليتها وهذا يتطلب توفير الدعم المادي من الممولين الذي يجب استقطابهم .
وأخيراً ... ما أجمل وما ألذ أن يلامس الإيمان قلوبنا في هذا الشهر الفضيل دون أن تقدم العائلة المسلمة تنازلات روحانية من خلال مشاهدة الفضائيات غير الصالحة لبيئتنا الإسلامية والتي لا تحترمهم وتهبط بالمستوى الأخلاقي وتجعلنا نتحسر على أيام أم حديجان ومائدة علي الطنطاوي.