أيها الآباء – اصنعوا ترفيهكم بأنفسكم
حب التغيير طبيعة بشرية، والخروج من دوامة الروتين اليومي أمر حتمي، وإلا كانت السآمة، والرتابة والملل هي البديل، وإذا وجد الملل في بيت، نتج بالتزامن معه ما يعرف بالفراغ، والفراغ هو أس أكثر المشاكل التي نجدها لدى الشباب والفتيات، والتي تنعكس سلبا على استقرار الأسر.
ولأننا مقبلون على إجازة هي الأطول في تاريخ الأعوام الدراسية الماضية، بحسب الأرقام، فلابد للأسر أن تنتبه لهذا الأمر، وتضع له خططها، وتعد له عدتها، وإلا كان الملل والرتابة التي ذكرتها في البداية.
إن ترك حبل الأسرة والأبناء على غاربهم في الإجازة، قد يفضي إلى نتائج وخيمة، خاصة مع السيل الكبير من البرامج وقنوات التواصل الاجتماعي، التي تأكل وقت الجيل وتفتك به، الأمر الذي يهدر أعمار شبابنا وفتياتنا، فيما لا طائل من ورائه في الغالب الأعم، وليت الأمر يقف عند هذا! بل إن هناك تأثيرات سلبية وعميقة، تشرخ في قيم الأسرة وتنخر في أخلاق الجيل من خلال هذه الوسائل والقنوات، ناهيك عن القنوات الفضائية التي تأتي على ما تبقى من وقت الجيل إن كان هناك من بقية.
يجب –عيناً- على كل رب أسرة، أن يضع خططه مبكراً، وأن يشرك أسرته معه في التخطيط لهذه الأوقات وملئها بما ينفع، ولكن بالمقابل ليس من الحكمة أن يضع خطةً صارمة مليئة بالبرامج الجادة، والعملية فقط، إذ ليس هذا محور طرحي هنا، فمن حق الأبناء أيضاً أن يتمتعوا بإجازتهم، وإنما حاولت أن أوجه الطرح تجاه "الترفيه" الذي بدأ يخرج كمصطلح حديث، فالهدف إذاً هو كسر الروتين بما يحقق المراد من تغييرٍ لجو الأسرة بأنشطةٍ مباحة وفيها قدر من التسلية والخروج من الروتين المعهود.
إن طبيعة بلادنا حماها الله متنوعة بما يسمح لنا بصناعة محتوى "ترفيهي" هادف لأسرنا بأنفسنا، وعدم انتظار من يصنع لنا هذا الترفيه، بقالب غير القالب الذي ارتضيناه لأسرنا وأبنائنا، فمناطقنا الجبلية التي تتسم بأجواء عليلة أثناء الصيف، ومناظر جميلة، تعتبر فرصة للآباء والأمهات، ولن أخوض في تفاصيل هذه البرامج، ولن أضع العراقيل أمام الآباء من قضايا السكن والبنية التحتية ونحوه!، بل سأجعل ذلك متروكا لكل أب أن يناقشه مع أسرته، وأن يوجد الحلول، فهو المسؤول وحده أولاً وأخيرا عن أسرته!، أما أن يتركهم للوقت، وللصيف بحجة عدم أو ضعف الإمكانات، فهو بهذا يستسلم ويترك العجلة تنحرف بالأسرة عن مسارها الصحيح. ولو أنه اقتطع منذ بداية العام ميزانية خاصة لهذا "الترفيه" لما احتاج أن يطرح هذه الأمور كعوائق الآن.
لم لا يكون ضمن برامج الصيف زيارة لمكة والمدينة؟، ولو زيارة عابرة!
لم لا يكون هناك خيمة للعائلة بحيث يجتمع فيها الأبناء مع أبناء العم والإخوة مع الإخوة من نفس العائلة، لتوثيق أواصر المحبة والصلة ومعرفة أحوال بعضهم البعض؟ وقد يخصص في هذه الخيام أوقات للعوائل أيضا، بحيث تكون في أحد المنتزهات أو أملاك العائلات الخاصة، وهي ولله الحمد متوفرة في قرى الجنوب وكثيرة.
من الذي قرر أن زيارة البحر لا تكون إلا في الربيع؟
ومن الذي حكم على الأسر في الصيف أن يكونوا مكبلين بقيود المناسبات الاجتماعية المتواصلة؟
أين الرحلات العائلية البرية التي يصاحبها أنشطة اجتماعية للشباب مثل الطبخ وتجهيز الجلسات وإعداد الضيافة من قهوة وشاهي ونحوهما؟
الفعاليات التي تقيمها لجان التنمية الاجتماعية مشكورة ولجان التنشيط الصيفية والنوادي الصيفية ومكاتب الدعوة..
ألا يمكن أن يكون أحد هذه الفعاليات هو جزء من ترفيهنا على أسرنا؟
ألا يمكن زيارة بعض القرى السياحية التي بدأت هيئة السياحة تهتم بها مثل قرى "القُريَّة" وصدريد في النماص وآل عليان وغيرها؟
جلسات الشواء العائلي في الخلاء والهواء الطلق، مالذي جعلها حكرا على إخواننا من الجاليات العربية؟ ومن الذي منعها عن عائلاتنا؟
لو استرسل كل واحد منا في سرد أماكن وأنشطة الترفيه البريء العائلية لما توقف عند ما توقفت عنده، فكل قرية وكل مدينة يوجد بها وحولها من الأماكن ما يستحق تخصيصه ببرنامج مع الأسرة.
لذلك أيها الأب المبارك، لا تستسلم للوقت، ولا تجعل أبناءك يتطلعون إلى فعاليات غير مناسبة لما قمت بتربيتهم عليه، وأنت وحدك المسؤول أمامهم عن توفير ترفيهٍ هادف، مادامت صناعة الترفيه لدينا قد ولدت مشوهة وافدة لا تعكس تطلعاتنا وتطلعات أبنائنا وأسرنا.
والرسالة التي أردت إيصالها : " بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة"
ولأننا مقبلون على إجازة هي الأطول في تاريخ الأعوام الدراسية الماضية، بحسب الأرقام، فلابد للأسر أن تنتبه لهذا الأمر، وتضع له خططها، وتعد له عدتها، وإلا كان الملل والرتابة التي ذكرتها في البداية.
إن ترك حبل الأسرة والأبناء على غاربهم في الإجازة، قد يفضي إلى نتائج وخيمة، خاصة مع السيل الكبير من البرامج وقنوات التواصل الاجتماعي، التي تأكل وقت الجيل وتفتك به، الأمر الذي يهدر أعمار شبابنا وفتياتنا، فيما لا طائل من ورائه في الغالب الأعم، وليت الأمر يقف عند هذا! بل إن هناك تأثيرات سلبية وعميقة، تشرخ في قيم الأسرة وتنخر في أخلاق الجيل من خلال هذه الوسائل والقنوات، ناهيك عن القنوات الفضائية التي تأتي على ما تبقى من وقت الجيل إن كان هناك من بقية.
يجب –عيناً- على كل رب أسرة، أن يضع خططه مبكراً، وأن يشرك أسرته معه في التخطيط لهذه الأوقات وملئها بما ينفع، ولكن بالمقابل ليس من الحكمة أن يضع خطةً صارمة مليئة بالبرامج الجادة، والعملية فقط، إذ ليس هذا محور طرحي هنا، فمن حق الأبناء أيضاً أن يتمتعوا بإجازتهم، وإنما حاولت أن أوجه الطرح تجاه "الترفيه" الذي بدأ يخرج كمصطلح حديث، فالهدف إذاً هو كسر الروتين بما يحقق المراد من تغييرٍ لجو الأسرة بأنشطةٍ مباحة وفيها قدر من التسلية والخروج من الروتين المعهود.
إن طبيعة بلادنا حماها الله متنوعة بما يسمح لنا بصناعة محتوى "ترفيهي" هادف لأسرنا بأنفسنا، وعدم انتظار من يصنع لنا هذا الترفيه، بقالب غير القالب الذي ارتضيناه لأسرنا وأبنائنا، فمناطقنا الجبلية التي تتسم بأجواء عليلة أثناء الصيف، ومناظر جميلة، تعتبر فرصة للآباء والأمهات، ولن أخوض في تفاصيل هذه البرامج، ولن أضع العراقيل أمام الآباء من قضايا السكن والبنية التحتية ونحوه!، بل سأجعل ذلك متروكا لكل أب أن يناقشه مع أسرته، وأن يوجد الحلول، فهو المسؤول وحده أولاً وأخيرا عن أسرته!، أما أن يتركهم للوقت، وللصيف بحجة عدم أو ضعف الإمكانات، فهو بهذا يستسلم ويترك العجلة تنحرف بالأسرة عن مسارها الصحيح. ولو أنه اقتطع منذ بداية العام ميزانية خاصة لهذا "الترفيه" لما احتاج أن يطرح هذه الأمور كعوائق الآن.
لم لا يكون ضمن برامج الصيف زيارة لمكة والمدينة؟، ولو زيارة عابرة!
لم لا يكون هناك خيمة للعائلة بحيث يجتمع فيها الأبناء مع أبناء العم والإخوة مع الإخوة من نفس العائلة، لتوثيق أواصر المحبة والصلة ومعرفة أحوال بعضهم البعض؟ وقد يخصص في هذه الخيام أوقات للعوائل أيضا، بحيث تكون في أحد المنتزهات أو أملاك العائلات الخاصة، وهي ولله الحمد متوفرة في قرى الجنوب وكثيرة.
من الذي قرر أن زيارة البحر لا تكون إلا في الربيع؟
ومن الذي حكم على الأسر في الصيف أن يكونوا مكبلين بقيود المناسبات الاجتماعية المتواصلة؟
أين الرحلات العائلية البرية التي يصاحبها أنشطة اجتماعية للشباب مثل الطبخ وتجهيز الجلسات وإعداد الضيافة من قهوة وشاهي ونحوهما؟
الفعاليات التي تقيمها لجان التنمية الاجتماعية مشكورة ولجان التنشيط الصيفية والنوادي الصيفية ومكاتب الدعوة..
ألا يمكن أن يكون أحد هذه الفعاليات هو جزء من ترفيهنا على أسرنا؟
ألا يمكن زيارة بعض القرى السياحية التي بدأت هيئة السياحة تهتم بها مثل قرى "القُريَّة" وصدريد في النماص وآل عليان وغيرها؟
جلسات الشواء العائلي في الخلاء والهواء الطلق، مالذي جعلها حكرا على إخواننا من الجاليات العربية؟ ومن الذي منعها عن عائلاتنا؟
لو استرسل كل واحد منا في سرد أماكن وأنشطة الترفيه البريء العائلية لما توقف عند ما توقفت عنده، فكل قرية وكل مدينة يوجد بها وحولها من الأماكن ما يستحق تخصيصه ببرنامج مع الأسرة.
لذلك أيها الأب المبارك، لا تستسلم للوقت، ولا تجعل أبناءك يتطلعون إلى فعاليات غير مناسبة لما قمت بتربيتهم عليه، وأنت وحدك المسؤول أمامهم عن توفير ترفيهٍ هادف، مادامت صناعة الترفيه لدينا قد ولدت مشوهة وافدة لا تعكس تطلعاتنا وتطلعات أبنائنا وأسرنا.
والرسالة التي أردت إيصالها : " بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة"