الثقافة والإعلام وفوضى التكريم
مجتمعنا بكل معاني الأسف يعيش حالة من التخبط الثقافي والإعلامي وفقدان البوصلة الثقافية والإعلامية حتى أصبح هناك تناقضات بين ثقافة معرفية وإعلام مستنير لصنع الوعي وبعد النظر الذي يضبط إيقاع المجتمع وتوازنه ويقيّم الأمور بما تستحق ويتفهم حركة المجتمع وتطوره وتعاطيه مع الأحداث من حولنا وسدا منيعا لتلويث عقيدتنا الإسلامية وقيمنا الفاضلة وجر المجتمع الى صراع بين طبقات النخب الثقافية التي أصبحت تقود الى تفكك فكري وثقافي وطبقي حتى اصبح لدينا مثقف تغريبي وغني متعالي لا يبالي، وفقير مهمش مازال يعاني واختلت لدينا معايير دعم وتكريم بناة الوطن من مهندسين وأطباء ومخترعين ومعلمين وأساتذة جامعات وكتّاب وادباء واداريين تميزوا كل في مجاله لدفع عجلة تنمية الوطن الى المستقبل المنشود ولو تتبعنا حركة النوادي الادبية لوجدناها ايضا تعيش حالة من الانعزالية فروادها لا يتجاوزون أصابع اليد ونشاطها يدور حول الرواية والقصة التي لا تخدم القيم والفضيلة بل تدور حول المرأة والجنس.
وهناك من يدعي انه مثقف وتدور ثقافته حول اللام القمرية والشمسية فيقيم الأمور من وجهة نظره ومن مخزونه المعرفي المتواضع وهناك من يطبل له و يتعاطى معه وها هي لجان تكريم الفائز الأول في مسابقة الشعر الشعبي بملغ 5000000 ريال دون النظر للنفع العام في مجال تنمية الوطن وتطوره في حين كرم الفائز الاول بأفضل بحث علمي على مستوى الوطن بمبلغ 100000ريال وينساق على كل المخترعين والمبدعين وهذا خير مثال للتردي الثقافي والإعلامي والفكري وغياب التنسيق ، والحقيقة انني لا اتحامل على الشعر الشعبي فهو رافد من روافد الثقافة لكنه ليس في المقدمة والمفروض ان يكون كل القائمين على التكريم على مستوى الوطن يعملون تحت مظلة وزارة الثقافة والاعلام بدلا من هذه العشوائية في قائمة التكريم .
إن عشوائية التكريم تفقد المكرم قيمة التكريم وتقتل المنافسة الشريفة التي تخدم المجال العلمي والفكري لتنمية المجتمع وتطوره ، انه يتوجب على وزارة الثقافة والاعلام ان تكون الموجّه الرئيسي في كل مجالات التكريم على مستوى الوطن الرسمية والأهلية ليكون هناك معايير تطبق على كل المكرمين لكي لا يفقد التكريم قيمته المادية والمعنوية، فليس من اللائق ان يكرم المخترع في مجال الطب والهندسة والصناعة والاختراع والبحوث العلمية والتي تصب في بناء الدولة وتنميتها بثمن بخس في المؤخرة خلف من يمجد القبيلة والأشخاص في شعره للتكسب كما هو حال الشعر الشعبي الذي يركز على القبيلة وإشاعة التمايز بين القبائل والافراد والتراشق بالمدح والقدح.
لقد تردى بنا المستوى الثقافي والإعلامي حتى وصل بنا الحال كما يلاحظ على الذين لم يتعبوا في جمع هذا المال المهدر والإسراف والتبذير في غياب الوازع الديني وصحوة الضمير وفقدان الرقيب انها ثقافة تحط من قيمة المجتمع السعودي وهذه المزادات التي بدأت غزونا
بدءا من الإبل حتى مزادات الديكة والقطط والكلاب تقليد غربي بدأنا نتشرَبه ونتقبله حتى أصبح امرا واقعا وجزءا من ثقا فتنا تحت نظر وزير الثقافة والاعلام، والسؤال ماذا بعد يا معالي الوزير؟؟!! والله المستعان
صالح حمدان