قنوات الفساد
"تمردي، كوني حرة بلا حدود، ولتعلمي أن حدود حريتك هو التوازن الطبيعي، الذي أعطاه لكِ الله"، "الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون (كوني حرة)"، "حريتي أن أكون كما لا يريدون لي أن أكون فأنتِ لم تخلقي لتكوني تابعة أو ظلاَ، كوني حرة فحريتك هي سر الوجود". انتهى
العبارات الواردة هنا ليست لمسلسل مكسيسكي أو فيلم يذاع على قنوات أوروبية .. بكل أسف تلك الكلمات الوقحة هي على إحدى القنوات الخاصة المعروفة والمحسوبة علينا كقناة سعودية، على الرغم من أنه لا يتشرف أبناء هذا الوطن بهكذا قناة فهي خزيٌ وعار ودمارٌ وفسادٌ وإفساد للدين والمجتمع.
منذ عدة سنوات وهذه القناة دأبت على محاربة المجتمع السعودي جهارا، بل إنها تتفنن في استقطاب كل من يريد الإساءة للعادات والتقاليد المجتمعية السعودية، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لإبراز كل أمر سلبي في المجتمع وتضخيمه وجعله قضية رأي، بينما تغيب وتختفي في الأمور الإيجابية تماماً.
ليس من حق هذه القناة أو غيرها أن تتحدث بلسان المواطن السعودي أو أن تكون وصية عليه، بل إن من حق كل غيور على دينه ويخاف على أسرته ومجتمعه من الإنحلال ومن هذه الدعاوى الخبيثة أن يكون هناك موقف قوي ورادع من وزارة الثقافة والإعلام بلجم هذه القناة وإيقاف تجاوزاتها ومحاسبة كل من يقف وراء إطلاق مثل هذه الحملات والهاشتاقات، التي تدعو في مجملها أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وزوجاتنا إلى التمرد – وكما ذكر نصا – بلا حدود. تُرى ما هو التمرد: يقال فلان تمرد على أهله: أي عصاهم وتجاوز طاعتهم، ويقال تمرد الشخص على القوم: أي رفض طاعتم ولم يقبل نصيحتهم. انتهى
انظروا إلى ماذا تدعوا هذه القنوات الفاسدة، إنها تدعو نساءنا إلى التمرد، دينيا وأخلاقيا ومجتمعيا وسلوكيا، ولأن هذه القناة والقائمين عليها انسلخوا من الحياء، فهذه الدعاوى بالمناسبة لم تكن منذ هذه اللحظة فقط، فالمسلسلات التي يطلقونها كلها تؤسس لمثل ذلك وغيره، ثم تمادوا عندما لم يتم ردعهم فأصبحوا يطلقونها علناً عبر هاشتاقات مكتوبه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يجب أن تعرف وتفهم تلك القنوات ومن على شاكلتها أن أهل هذه البلاد الطيبة لا يرضون بأن يجتمع في بلاد الحرمين فساد وتحرر وانحلال واختلاف ـ كما يروجون ويخططون ـ خابت مساعيهم بإذن الله، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
نحن لا ندعي بأننا مجتمع ملائكي، لدينا من السلبيات والأخطاء مالله بها عليم، نسأل الله ألا يؤاخذنا بذنوبنا وتقصيرنا، لكننا ولله الحمد مجتمعٌ محافظ تربينا على الفضيلة والأخلاق الإسلامية، يؤلمنا أن نرى بعض الهفوات والقصور في أي جزء من وطننا الغالي، لكننا سنقف وبقوة في وجه كل من يحاول إفساد البلاد والعباد مستمدين القوة من ربنا وخالقنا سبحانه وتعالى مؤمنين موقنين بأن الأمة "لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" هكذا قال قدوتنا صلى الله عليه وسلم.
بصراحة
الحملات المضادة التي أطلقها المغردون على وسائل التواصل الاجتماعي ضد "كوني حرة" أمرٌ يثلج الصدر ويؤكد ـ بحول الله ـ بأن الخير باقٍ في هذه الأمة إلى قيام الساعة.
خاتمة
جنودنا على الحد مرابطون، وعن حياض الدين والوطن منافحون، وعن ذويهم وأسرهم مبعدون.. اللهم أعدهم منصورين واجعل أعدائهم مدحورين مخذولين.. آمين.
عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
الرياض