حملة شبكة “إم بي سي” الدعائية لتحرير المرأة المسلمةتحت عنوان “كوني حرّة”.
ثار جدل واسع في الأيام الماضية، في مواقع التواصل الاجتماعي حول الحملة الشرسة و المتجددة لشبكة “إم بي سي”، تحت عنوان “كوني حرّة”. الحملة التي أرادتها “إم بي سي”، انتصارا لحقوق المرأة كما قالت، اعتبرها دعاة ومغردون “انسلاخا من القيم والأخلاق”.حيث اعتبروها تتنافى مع عادات وتقاليد المرأة السعودية.
ولا غرابة في أن تاتي هذه الخطوة الان ، وهي ضمن سيناريو الحملة القائمة للدعوة الى تحرير المرأة السعوديه من دينها وثقافتها العربيه.
لقد استطاع الغرب خلال العقدين الماضيين ، ان يسخر علم “هندسة المجتمعات” لتفكيك بناء المجتمعات الاسلاميه وتطويع عقول أغلب افرادها ، مستخدما أحد اهم ادواته في ذلك الا وهي مكينته الاعلاميه الضخمه وبكافة اشكالها، وذلك لجعل تلك المجتمعات تتقبل وتؤمن بمبادئ الثقافة الغربيه وشعاراتها البراقه كالحريه والمساواة والديموقراطية المزعومه ، وبذلك استطاع ان يهز ويضعف بنية المجتمعات الاسلاميه القائمه في اساسها على الاسرة كنواة لها ، وشجع على تبني البديل الغربي القائم على الفرد كمحور للمجتمع.
لاشك ان هذا المشروع قد واجه عقبات ، توقف عندها لدراسة كيفية التغلب عليها ومن بين تلك العقبات فكر وعقيدة وثقافة المرأة المسلمه ، والتي بلا شك شكلت لهم عقبة عند محاولة التوسع في تفكيك وتغريب المجتمع السعودي ، لا لشيء اخر الا لكونها تعد حجر الاساس في تكوين الأسرة المسلمه السعوديه ، المحافظة على عقيدتها وثقافتها الاسلاميه.
من جانب اخر ، ساضرب لكم مثال للتوضيح في كيفية تغير وتصحيح القيم المجتمعية لدى بعض طلابنا وطالبتنا المبتعثين للدراسه في الخارج او السائح العربي المسلم بصفة عامه وذلك عندما يعجب بشعارات الغرب كالحريه والمساواة والديموقراطية والقيم الغربيه بشكل عام ، ثم يصدق ويؤمن بها وينجرف خلفها ، الا انه سرعان ما يتخلى عنها عند عودته لوطنه الام ، لأسباب دعت لدراسة هذه الحاله ومعرفة اسبابها والتغلب عليها وذلك لضمان استمرار ونجاح مشروع هيمنة الثقافة الغربيه على الثقافات الأخرى.
لقد كان من ابرز العوامل المصححة لذلك التحول في الفكر الطلابي انف الذكر ، هي البيئة والبنية الأسرية التي عاد لها ، والتي تلعب فيها المرأة المسلمه دور هام للغايه ، خاصة في تكوين وتثبيت المعتقد والعادات والتقاليد والمحافظة على اسس بناء المجتمع. لهذا كان ولابد من التركيز عليها وتطويعها.
من مثل هذه المنطلقات انبثقت الهجمات الشرسه الحالية المنادية بتحرير المرأة المسلمة من معتقداتها وخاصة للمرأة السعوديه ، لما تشكله من عقبات في إحباط نجاح وقبول ثقافة التغريب و ترسيخها في في فكر المرأة المسلمه وبالتالي الأسرة ثم المجتمع ككل.