×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

من حديث النفس

في ذات مرة وفي ظلمة ليل حزين انتابني الحنين فلذت بجدار البيت العتيق بيتي الذي عشت فيه مرحلة الطفوله وشئ من الشباب ثم اقتربت شيئا فشيئا حتى وصلت الى مكان كانت* توقد فيه النار في غسق الليل يسمى (الصلل) والمذياع هناك في الركن المقابل*كان يصدح بصوت فيروز تارة وتارة رباعيات الخيام وتارة أخرى عزف ناي ينتزع الآهات من الصدر انتزاعا *حتى أخال ان الروح سلبت* من الجسد المتداعي للهلاك وبقيت في زاوية من زوايا الألم هيكل عظمي مكسو بجلد ابلاه الزمن فكان قصة وحكاية تتبادلها النفوس المتعبه*وفي الزاويه المحاذيه لموقد النار اعتادت قطة تسكن البيت الجلوس بالقرب من* هذا المكان فتظفي على المكان شيء من الانس فأشعر بالطمأنينه وراحة البال فأمكث طويلا أتأمل المكان والزمان علني اتنفس حلم الخروج من الواقع الذي فقدت فيه اولئك الذين كانوا يجلسون حول ذلك الموقد* (الصلل )ثم اسدل الموت الستار على أرواحهم في فصل مؤلم من فصول الحياة ... ثم انبش ذاكرتي المتآكله عند ذلك الموقد (الصلل) وكيف كانت بدايات الآمال * فتكونت صورة غابرة* جمعت مابين طفولتي وشبابي وشيخوختي وانكسارات آمالي ...هي حكايتي التي ارويها كلما مر يوم من العمر حنينا الى تلكم الايام الهادئة التي لم تكن تعرف للضوضاء وصخب الحياة أي حال.. فما اجملك أيها الموقد رغم دموع الحنين وآهات الانين التي توغلت في شعيرات الجسد فبات مظنى وليس به حراك..


محمد احمد الشهري
خميس مشيط
 0  0  1115