كفى عبثاً.. لا نريد ترفيهاً
على قدر ما تأملنا تألمنا، فكنا نؤمل بأن في استحداث هيئة الترفيه فائدة للوطن وأبنائه، فإذا بآخر باكورتها تنظيم مهرجان ما سمي بـ "كوميك كون" بجدة قبل عدة أسابيع، أساء لبلاد الحرمين ولم يكن الوطن والمواطن بحاجة لمثل هكذا ترفيه مغلف بـ "موسيقى" ونسوةٌ ظهرن يتمايلن يمنة ويسرة.. أهذا هو الترفيه المزعوم؟
أسئلة مهمة تحتاج إلى إجابات أهمها وأبرزها: لماذا تتحول المشاريع التي تتبناها الدولة ويبني عليه كل ابن من أبناء الوطن أحلام وآمال إلى كابوس مزعج ينتظر الخلاص منه؟ هل المشكلة في المشاريع أم فيمن يقوم على تنفذ هذه المشاريع؟ أم أن القائمين عليه أصلاً لا يعرفون معنى "ترفيه" فضلاً عن إيجاد الوسائل المناسبة والتي لا تتعارض مع ديننا وخصوصية بلادنا كونها مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين؟ أم أنه لكثرة وسائل الترفيه التي وفرتها "الهيئة" في فترة زمنية وجيزة لم يعد أمامهم إلا هذا النوع من الترفيه؟
المخجل والمحزن في آنٍ واحد أن هيئة الترفيه بعد المهرجان المذكور وما أعقبه من سخط شعبي، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهورها بمظهر البريء وكأن هذه الفعالية أقيمت دون علم وتنسيق مسبق ومعرفة كاملة بكل برنامج المهرجان، حيث أعربت عن أسفها لما حدث من مخالفة من الجهة المنظمة وسيتم إصدار عقوبات على الجهة المنفذة.
هل يعقل ألا تكون "الهيئة" على دراية بفعاليات المهرجان وفقراته؟ وإن كانت تعلم فما الذي كانت تتوقعه من مهرجان يكون ضمن فقراته موسيقى وما صاحبها من تراقص واختلاط، وضمن أي بند من بنود الترفيه هذه المظاهر!؟
إذا كان هذا هو الترفيه الذين يزعمون أو هكذا يريدون إيصال البلاد والعباد له فلا نريده، فلسان حال الكثير ـ ولله الحمد ـ من أبناء الوطن المحبين لدينهم والذين نظرتهم أبعد وأشمل من مجرد تراقص وتمايل وإحضار شخصيات لا يأبه لها في بلادها "كفى عبثاً.. لا نريد ترفيهاً".
بصراحة
انتهت هيئة الترفيه قبل أن تبدأ، فمنذ اللحظة الأولى لانطلاقها بدأت باستقطاب فرقة آي لومينيت النيويوركية في جامعة الأميرة نورة بالرياض وحضرت الموسيقى الصاخبة وما صاحبها، ثم قبل عدة أشهر حاولوا استقطاب ممثل أمريكي، لولا لطف الله، وقد استغل هذا الأمر من قبل الإعلام الإلكتروني المغرض الحاقد بعبارة مسيئة تقول نصاً "ألغي العرض بعد شكاوى من إسلاميين متشددين".
تلك هي نظرتهم عن الغيورين عن الدين من أبناء الوطن، وصدق الله حيث قال "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" (البقرة 120).
خاتمة
في الوقت الذي يقبع فيه جنودنا الأبطال على الحد الجنوبي مدافعين عن أمن الوطن وأهله، تاركين أهلهم ومضحين بأرواحهم، على النقيض من ذلك نرى من يسعون بكل ما أوتوا من قوة للنيل من ديننا بالمهرجانات الموسيقية والتراقص والاختلاط وغيرها، وهم كذلك وأمثالهم من يسعون جاهدين لنشر دور السينما في بلاد الحرمين الشريفين.. اللهم احفظ وطننا من كل سوء ومكروه ورد كيد الكائدين والحاقدين والمغرضين والعلمانيين والليبراليين في نحورهم ياقوي ياقادر.. آمين.
عامر الشهري
Am_Alshry@hotmail.com