×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

سماسرة الفكر المنحرف

لا تخطيء عين الناظر في هذه الأيام ما تعرضت له بلادنا على أيدي بعض أبنائها المغرر بهم؛ من محاولة لزعزعة أمنها، والسعي إلى القتل والتخريب والتدمير، وقد جعلوا أنفسهم أداة في ايدي أعدائنا يطعنون بها خاصرة الوطن، ولا شك أن هذه الأعمال المشينة التي يقوم بها هؤلاء؛ إنما تعود في أصلها إلى الانحراف الفكري، الذي يُعتبر أُسّ كل بلية، وأمّ كل رزية، فهو الينبوع المغذي للضلال والانحراف والأفكار الهدامة؛ التي تحرك الشخص نحو سفك الدماء، وترويع الآمنين والتدمير والتفجير؛ لذا من الواجب علينا أن نعتني بفكر أبنائنا، وأن نحصن عقول شبابنا؛ كي لا يقعوا ضحية للانحراف الفكري، وفريسة لهذه الجماعات الضالة، لأن الأفكار هي بداية التغيير في سلوك الفرد، فعندما تتغير الأفكار والاتجاهات والآراء، يزداد احتمال تغير السلوك، لاسيما أن أرباب هذا الفكر لديهم قدرة على التضليل، وخداع صغار السن والجهلاء من العامة، وتشويه الحقائق وقلب المفاهيم وتبرير الغايات، فتراهم يميلون إلى اللغة الإنفعالية وتضخيم الأمور، وبث التشاؤم وتسليط الضوء على الأخطاء؛ من أجل إقناع الجماهير بضرورة التغيير، وهذا التغيير يتمثل في جلبهم إلى ميادين الفتن، وتهييجهم ضد ولاة أمرهم وعلمائهم، حتى يخلقوا فوضى تمكنهم من الانقلاب وصناعة الثورات؛ التي يتم من خلالها القضاء على الأمن، وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وتدمير الممتلكات، ويغرسون في عقول أتباعهم أن الحكومات غير شرعية وأن أنظمتها وضعية يجب مواجهتها والخروج عليها وقتالها. وفي المقابل يُحاط قاداتهم ورموزهم بهالة من الأوصاف والألقاب؛ كالمجاهد والبطل والشجاع والتقي، بينما يصفون من يرفض الانصياع لتأثيرهم بالخائن والعميل والمتصهين، وكل ذلك من أجل جلب الأتباع ونبذ المخالفين. إن الفكر المنحرف يقوم على المكر والخديعة، وإثارة الأكاذيب والوقيعة بين الناس، واستثمار طاقات الشباب وحماسهم الديني، ومما ينبغي أن يواجه به سماسرة الفكر المنحرف هو : تكثيف الدور التربوي والتوعوي في المجتمع، خاصة في نفوس الناشئة من أبنائنا، وتحصينهم ضد الاطروحات المضللة، لاسيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي يستغلها من يريد أن ينال من أمن واستقرار الوطن، ويعمل من خلالها على عسكرة المجتمع، ولكي نحافظ على أمننا الفكري، وثروتنا البشرية المتمثلة في شبابنا الذين هم عماد المستقبل، ينبغي علينا أن نكون أكثر جراءة على التصدي لسماسرة الفكر المنحرف، ومطاردة فلوله الذين يتحصنون خلف ستار الدعوة، ويلتحفون ثياب التدين للتغرير بشبابنا الذين لايُدركون مزالق الأوهام وألغام الطريق .

علي بن سالم الزويكي
 0  0  1468