عيد الجلاء
انا لا اتحدث عن عيد جلاء الاستعمار الفرنسي للجزائر بلد المليون شهيد ولا عن سوريا مهد الحضارات ومنبع الثقافات ولا لبنان بلد الأرز وقبلة الفن بل اتكلم عن إستعمار من نوع آخر إستعمار شديد الوطأة* أرهق الأمه أيما إرهاق وجعلها تسير للخلف بخطى حثيثة حتى كاد أخرها يعانق أولها ،،،، نعم الاستعمار والاحتلال هما تغيير لثقافة الأمه وعقيدتها ولكن قد تستفيد هذه الامم من الاستعمار بعض محاسن الغرب من ابداع ونظام ثم ان هذا الاستعمار قد زال وأي احتلال لا محالة سيزول يوما ما حتى وان طال به الزمن الا انه زائل فليس هناك من أمة الا وتنشد الاستقلال عن أي وصايه او احتلال* ،،، ولكنني في هذه المقاله اتكلم عن احتلال واستعمار أشد فتك من ذلك الا ستعمار المتعارف عليه الا وهو الاستعمار الفكري الذي لا يقبل التغيير والتطوير الى الافضل وزرع قيم حضارية محافظه ترقى بفكر الانسان حتى يرقى بأمته ،،،نعم انني أحلم في ان يأتي يوما ما احتفل فيه بعيد جلاء كل الثقافات والعادات الرجعيه والتخلف عن ركب الحضارات الى ماهو أفضل لحياة الانسان وسلوكه ،،، إن عيد الجلاء في مفاهيمي هو أن نستطيع ان ننتفض على كل موروث وكل سلوك لا يرتقي بالانسان فنجليه عن واقعنا المؤلم ،،،اريد ان يكون لي وطن لا كل الأوطان بل يفوقهم تقدما وحضارة في شتى مجالات الحياة،،* أريد أن أرى الإنسان إنسان لا كائن يشبه الإنسان،فهل هناك من يعمل على فكرة التغيير والتطوير الى الأحسن،،،آمل ذلك ،،،
محمد أحمد الشهري
خميس مشيط