×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لا حياة من دون ضوضاء

حسين بن شار
بواسطة : حسين بن شار

بقلم / حسين بن شار الشهري
تتسم الحياة اليوم بسرعة الوتيرة وصخب الإيقاع , ويعيشها من يعيشها ولكل شخص أحاسيس , وهذه الأحاسيس متفاوتة , وقد يغلب على البعض الإحساس الرفيع , وذلك الإحساس يكون بأهمية عيش المرء لها بكل ضجيجها وضوضائها .
إن بعض البشر اليوم يعيشون ذلك الصخب بالتنقل من حفل إلى آخر , ومن أمسية راقصة إلى دعوة في حفل ساهر , وهكذا من دون ملل أو كلل .
وقد لايسمح البعض بتقييد الآخرين حياتهم , فهم لا يطيقون أي قيود أو ضوابط , بل أنهم يحبون القفز و"النطنطة" من دون رقابة .
إن الوضع السائد في أركان قريتنا ( الصيفية ) الصغيرة , لا يخلو عن الوضع القاتل في ساحات مدينتنا الكبيرة , فالضوضاء بدأت تأخذ مسارها الجديد إلى ( طرقها ) الصغيرة , والتي كانت تنعم بالهدوء والسكينة على مدار العام , ولا شك بأن الضوضاء هي أحد أسباب التوتر النفسي والقلق في المجتمعات بوجود العوامل المساعدة لذلك , مثل مكبرات الصوت , والمذياع , والتلفاز , وغيرها الكثير من الوسائل المزعجة , وهذا بكل تأكيد يسبب إزعاج كبير لكل سكان المدينة أو الحي , وحتى القرية الصغيرة , ثم ألا يعلم هؤلاء الذين يعملون الضجيج , كم من مريض في بيته يحتاج إلى الهدوء والنوم , أو شيخ مسن يحتاج إلى الراحة , أو طالب علم يحتاج إلى الهدوء من أجل التركيز في علومه ودروسه.
إن الأغلبية من الناس يسألون أنفسهم : لماذا كل هذا الصخب وهذه الضوضاء في مجتمعاتنا المسلمة ونحن أبناء الإسلام ؟ نعم نحن أبناء الدين الذي يحارب مثل هذه الأمور (( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) سورة لقمان .
و في كل الأحوال لابد من ترويض " النفس " وتهدئة رغباتها الجامحة في تحدي الجميع , وليكن ذلك بالتوازن الأسري في تحمل صعوبات " المجتمع " إن لم تصل إلى مرحلة المغريات , والتي يصعب التغلب عليها إلا بالتماشي معها وتحمل ما ينتج عنها مستقبلاً.
بواسطة : حسين بن شار
 0  0  7571