كتابك قيمتك
جعل الله تعالى لهذا الكتاب قيمة وأهمية بالغة ، وجعل العلمَ محفوظاً بداخله ونحن نتعلم منه ، فهو ذو قيمة عالية لدى العلماء وطلبة العلم وباحثي المعرفة والثقافة ، وله مكانة عالية في صدور الناس ، لذلك نجد البعض لا ينفك الكتاب عن يديه .
فهذه رسالة تربوية موجه لأبنائنا الطلاب :
أخي الطالب . . كتابك المدرسي قيمتك ، كتابك المدرسي مستقبلك ، كتابك المدرسي ثروتك ، كتابك المدرسي تربيتك ، كتابك المدرسي دليلٌ على وعيك واهتمامك ، فاجعله يدل عليك .
كتابك المدرسي صديقك فحافظ عليه ، كل يوم تحمله بين يديك ، وفي بيتك تقلبه بيديك وتنهلُ منه العلم ، فبكتابك ترتقي سلم المجد والعلم ، وتسمو به إلى أعلى مراتب المعرفة والثقافة ، وتحصد ثماره التي تنتظرها كل فصلٍ دراسي طوال العام ، لتصاحب كتباً أخرى جديدة .
أخي الطالب . . لا شك أن احترام الكتاب المدرسي والمحافظة عليه واجبٌ شرعيٌ وتربويٌ وأخلاقيٌ ؛ نظراً لما يحويه من آياتٍ قرآنية وأحاديثَ نبوية شريفة وعلومَ ومعارفَ نافعة لا غنى لك عنها ، فهي عصارة لكتب كثيرة .
لذلك نرى ـ وبكل أسف ـ ظاهرة انتشرت بين أبنائنا الطلاب وهي فقدان الوعي والاهتمام بهذه الكتب المدرسية ورميها في الشوارع من السيارات وفي الساحات المدرسية بعد الانتهاء من الاختبارات ، وذلك لعدم وجود الرقيب الذاتي في احترامها والمتابع والناصح لهؤلاء الطلاب من قِبل المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع ذاته ، ونظراً لجهل الطلاب وعدم إدراكهم لأهمية الكتاب .
فلو كانت الأسرة تراعي حقوق الكتاب المدرسي وتعلمه لابنها والاهتمام به وبحامله لرأينا والله جيلاً متعلماً محافظاً على كتابه . . ولكن لا حياة لمن تنادي .
أخي الطالب . . إذا انتهيت من الاستفادة من كتبك المدرسية ، ولم تضعها في مكتبة بيتك فاتركها في حاويات المدرسة الخاصة بها لمن يستفيد منها ، أو تتلف بطريقة كريمة بعيدة عن الإهانة لما تحويه .
ولا تنسى أن توفر الكتاب المدرسي لك كل فصل دراسي نعمة عظيمة من الله تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فغيرنا لمن يجده ، وربما وجده لكن بقيمته أو بقيمة عالية ويشتريه ليتعلم فيه ، وأنت تأخذه بالمجان كما كتب عليه " يوزع مجاناً ولا يباع " والدولة ـ وفقها الله وسددها ـ تدفع عليه أموالاً طائلة من أجل طباعته بكل ألوانه طباعة فاخرة راقية ، من أجل توفيره لك وليسهل الحصول عليه وتدرس فيه وتتعلم منه كل فصلٍ دراسي ، فلا بد أن ترد الجميل ويكون الجزاء من جنس العمل " الإحسان بالإحسان " مثلما وفرته لك الدولة بكل يسر وسهولة أن حافظ عليه .
أخي الطالب . . هذه الكتب المدرسية يجب عليك احترامها والمحافظة عليها ، ومتى انتهت حاجتك لها ضعها في مكانه المناسب احتراماً له وصيانة لما فيه ، لأن محافظتك عليه دليل وعيك .
فلماذا أخي الطالب . . هذا الإهمال لكتابك المدرسي ، ورميه في الشوارع وفي صناديق النفايات أو بجانبها ، وإهانته بشتى الطرق ، وهو الذي أوصلك لهذه المرحلة العلمية التي تعيشها من العلم والثقافة والمعرفة التي يفتقدها غيرك . . وقد وقفت على مواقف متعددة منها . . والله المستعان .
أخي الطالب . . والله إنه من المؤسف جداً أن نرى كتب الطلاب بعد الاختبارات مرمية عند بوابات المدارس وقد تشكلت أكوام ، وكأن الكتاب عبء عليك طوال الفصل الدراسي ، فأتى هذا اليوم الموعود لتلقي به وتلقيه عن كاهلك .
فهذه الظاهرة السلبية السيئة تدل على عدم وعي من رمى هذه الكتب وتخلفه وسوء أخلاقه وسلوكه وطباعه ، وأكثر تخلف شبابنا وطلابنا من عدم معرفته للكتاب ولأهميته وقيمته ، فتجده لا يفقه ما فيه ، جاهلاً بما يحويه ويضمه بين دفّتيه .
فيجب على المدارس ومنسوبيها من المعلمين والمرشدين وكذلك المجتمع بمن فيه من المتعلمين والمثقفين وخطباء المساجد ، وكذلك الأسرة لأهميتها أن يعالجوا هذه المشكلة والظاهرة السلبية كلٌ في مجال عمله ، بشتى الطرق ، ولو كلمات إرشادية قصيرة أو منشورات أو ملصقات بأفنية المدارس لعلها تجد قلوباً وآذاناً واعية .
ولعل الحل الوحيد الذي يخفف هذه الظاهرة السلبية وضع حاويات وصناديق في فناء المدرسة يضع فيها الطلاب كتبهم بعد الاختبار لعدم استفادتهم منها لاحقاً ، والمدرسة تتلفها بطريقة بعيدة عن الإهانة حسب ما ترى . . ومن يطلب العلم يجده فيها ويستفيد منها في أي وقت .
بقلم
الأستاذ التربوي
عيسى بن سليمان الفيفي
20 / 4 / 1438هـ