×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ما بال المسؤولين لا يحسنون الخطاب مع المواطن ولا يحترمون مشاعره؟

لا أريد أن أعمم لكن الحقيقة المرة أن غالبية كبار المسؤولين سواءً كانوا وزراء أو نواب وزراء أو مدراء ورؤساء هيئات يتحدثون عن المواطن بفوقية وبتعالي وربما بدونية وتنقصهم بعض المعلومات التي تتعلق بواجباتهم الوظيفية وتنقصهم أيضا الشمولية لهموم الوطن والمواطن , ولو تتبعنا بعض التصريحات وبعض اللقاءات لوجدنا ما يدمي القلب فهناك من يقول للمواطن (كفاية د لع ) أومن يقول (بلا مواطن بلا بطيخ) أومن يقول (إن إنتاجية الموظف السعودي ساعة) فقط وآخر يسأل من أي منطقة أنت فيقول المواطن البسيط جدا من منطقة (.....) فيضحك بازدراء من تلك المنطقة وأهلها وكأن هذه المنطقة من كوكب آخر عجبي !!!! والقول الصادم للمواطن السعودي المتفائل ما أدلى به نائب وزير الاقتصاد والتخطيط بأن المملكة (سوف تتعرض للإفلاس) وكأن المملكة دولة فاشلة ولم يعي نائب الوزير أن المملكة دولة نفطية كبيرة وإنتاجها يغطي احتياجاتها وأن المملكة السادس في العالم في إنتاج الغاز وأن لدينا صناعات متقدمة للبتروكيماويات وأن لدينا مناجم الذهب والفضة وأن أرض المملكة تختزن داخلها العديد من المعادن الهامة والنادرة بفضل الله وكرمه وأن لدينا الحج والعمرة ولدينا قوة جذب سياحي وأن المملكة ضمن أقوى( 20) دولة اقتصاديا في العالم ورقم(7) ضمن الدول الأقوى عسكريا في العالم وأن اقتصاد المملكة من أقوى اقتصادات العالم فكيف نكون دولة مفلسة أيها النائب الحاضر الغائب , ثم لماذا لم يحضر وزيرك بدلا منك لكان أجدى وأنفع.

لقد أثار لقاء الساعة (8) للمذيع الشهير داوود الشريان مع وزير المالية ووزير الخدمة المدنية ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط ضجة كبيرة على ساحة الوطن واستنكار لتلك التصريحات الغير مسؤولة وكان الطرح لهذا البرنامج مطبوخا ربما لأن الإجابات كانت شبه مخططة وتستهدف في مجملها الطبقة المتوسطة والفقيرة فمثلا وزير الخدمة المدنية عندما قلص ساعات الإنتاج من وجهة نظره الغير مستندة على أي دليل رقمي للموظف وهو بالقطع يقصد موظفي الطبقة المتوسطة والفقيرة بساعة عمل واحدة فقط وقد نسي أنه موظف أيضا والسؤال كم هي ساعات الإنتاج اليومي لمعا ليه وإن كان فضيلة الشيخ الكلباني قد حددها ب(5) دقائق وهي مقاربة عادله مع ساعة عمل للموظف سواء كان هذا الموظف مدني أو عسكري وهذا يؤكد إن معاليه ينظر للموظف بنظّارة سوداء , ووزير المالية يتحدث وكأنه منظر ولم يقدم رؤيا متفائلة بل كانت نظرته سوداوية مما سبب للمواطن صدمة نفسية ولم يتعرض لظروف المواطن المالية ومعاناته في توفير حياة كريمة لأسرته وأن حذف البدلات لن تكون مؤثرة على معيشته وإن كانت 50% من راتبه ولم يبدو عليه أي اهتمام بمعاناة المواطن من حذف هذا البدل أما نائب الوزير فهو القشة التي قصمت ظهر البعير لكنه كما يقول خانه التعبير ولم يعتذر ولم يقدم أسفه للحكومة وللوطن والمواطن لهذا الاتهام الخطير بالإفلاس لبلد كبير بحجم المملكة العربية السعودية.

ومما يدعو للدهشة أن المذيع اللامع الشريان يؤمن على كل ما صرح به ضيوفه الكرام دون أي اعتراض أو مدا خلة كما يفعله عادة مع ضيوفه في هذا البرنامج وقد أصبح لدى المواطن قناعة أن أغلب المسؤولين ما همهم إلا التوقيع على الورق الرسمي واستقبل وودّع وحضور المناسبات الرسمية ويدخل في هذا السياق أعضاء مجلس الشورى الموقرين , ولقد جانبهم الصواب في التعامل مع إستراتيجية (2030) ولم يقدموا رؤيا واضحة وكأن همهم الأوحد البدلات وما يتبعها من تبريرات.

وقبل الختام اللهم أحفظ بلدنا المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وجيشا وشعبا من كل مكروه وانصر جنودنا المرابطين على حدود الوطن واهزم عدونا شر هزيمة ورد كيده في نحره واجعل يا الله هذا البلد آمنا مطمئنا كما وعدتنا يا ربنا وسائر بلاد المسلمين اللهم واكفنا شر المخذّّلين المتواجدين بين ظهرانينا والله المستعان.


 0  0  4917