خاطرة في وداع خالي علي عبدالخالق رحمه الله

خاطرة في وداع خالي

البقاء لله . .
ما من حياة دائمة ..
وسوق الموت دوما قائمة ..
وكل حي زائل وموتنا ظاهرة حتمية ..
ليس لها بدائل..

رحلت يا فخر الرجال ، رحلت وتركت حسنات جمة ،
رحلت يا شيخ المعضلات المهمة،
رحلت بعد أن رقيت مكان عالي ، فكان لك من اسمك نصيب،
رحلت يا صاحب المواقف الشهمة والحديث الراسخ،
رحلت فقيد السخاء والكرم والجود والشجاعة و الرجولة،
كنت تكرم ضيفك يوم غلب على الدهر الفقر الجوع ، إلى أن توفاك الله،
كانت تأتيك الركبان من كل مكان وتقوم بواجبهم خير قيام،
كنت تعطف على الأيتام وتساعد المساكين بالخفاء،
فأنت أكبر وأجل من عبارات المدح والثناء.

لقد رحل وترك مآثر كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، وفي رجال الحجر من هو اقدر مني على وصفها، ولكنني سأذكر موقفين اثنين:
الأول يدل على علو الهمة وهو ما يذكره جماعته عنه من مسابقته لاستنزال الضيوف من القبائل المارة بقريته وهو لم يتجاوز الثانية عشر
من عمره ليتبعوه إلى دار والده رحمه الله ليكرمهم ويقوم بواجبهم.
الثاني من تشجيعه لأصحاب المراكز المتميزة من أبناء المنطقة - وهم كثير ولله الحمد - فكان يحتفي بهم كأنهم إخوانه وأبناءه ويساعد من
يحتاج منهم للمساعدة ، يذكر لي احد حملة شهادة الدكتوراه من أبناء تنومة انه لم يستطيع الحصول على وظيفة معيد بالجامعة بعد البكالوريوس
لكي يتمكن من تحقيق حلمه ومواصلة دراساته العليا إلى أن جمعته مناسبة بالفقيد رحم الله وعلم حرصه على مواصلة دراساته فكان أن اتصل
بمدير إحدى الجامعات وحصل له على وظيفة معيد بالجامعة والتي ابتعثته حتى حصل على الماجستير والدكتوراه.

رحلت وأنت مثال لرجل الدولة المخلص لوطنه كما وصفك الأمير خالد الفيصل في جريدتي البلاد والوطن بأنك كنت صاحب دور مميز في كثير من
المشاريع الحيوية في عسير كواحد من الرجال الذين بذلوا جهود مخلصة لوطنهم ومجتمعهم.

من المملكة إلى ألمانيا ... سارت بك ركابك ،،
إلى بلد ليس بلدك ... والى ناس ليسوا من اهلك،،
إلى هناك.. سارت ركابك كي تعلمها إحدى سجاياك، الهدوء والسكينة
وكيف أن الرجل إذا تغشاه الكرب ومسه النصب.. يترجل عن هذه الدنيا بهدوء
اعلم انك قرأت قول الله سبحانه وتعالى: (وما تدري نفس بأي أرض تموت)
فما كنت تدري أنك ستموت بعيدا عن تنومة ... التي أخلصت لها ولأهلها
بعيدا عن ديرة الكرم بني شهر التي رفعت بها بيت الجود والكرم
ولكن الله طيب اختار لك الطيب ،،
فقد صلت عليك الجموع في بيت الله الحرام
ودفنت في ثرى أم القرى
عذراً خالي إن خانني التعبير ...
عذراً والدتي إن لم تسعفني قريحتي في إجادة الوصف والرثاء ...
عذراً لأهله وجماعته وبني شهر كافة ففقيدكم يستحق ما هو أبلغ من اسطري القليلة ...
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار وأفسح له في قبره ونور له فيه واجمعنا به في مستقر دار كرامتك.
اللهم ارحمه وجميع موتى المسلمين.

اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا فيها وإنا لله وإنا إليه راجعون..

الدكتور
فهد شار الشهري