جاستا : سيثبت كفاءة الدبلوماسية السعودية!!
ظهر المتحدث باسم البيت الأبيض (جوس أرنست) في أعقاب إعلان الكونجرس الأمريكي لما يسمى بقانون (جاستا) والذي يعنى بحق أسر ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة دول صنفت حسب ذات التشريع على أنها راعية لتلك الأحداث بتصريحات مثيرة تضمنت وصفه لمن صوت وقرر هذا التشريع بأنه عمل أقرب ما يكون لعبث طلاب مدرسة ابتدائية لا يدركون عواقبه الوخيمة على الولايات المتحدة كونه سيجعل الولايات المتحدة ودبلوماسييها في خطر إذا ما تم إقرار قانون يشابه «جاستا» في بقية الدول.
جاء ذلك بعد رفض الفيتو الرئاسي وإعادة تصويت الكونجرس بجناحيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب لإقرار قانون «العدالة ضد الإرهاب» والذي يسمح بمحاكمة الدول بعد نزع السيادة لتوزيع الإتهامات ومحاكمة تلك الدول وربما تجاوز ذلك إلى استثمارات هذه الدول داخل الولايات المتحدة وسط تغافل القانون ومن أقره عن أسر ضحايا حرب العراق والتي وثقها الجنود الأمريكان باعترافات موثقة تثبت تصفيتهم أطفال ونساء وشيوخ لا ناقة لهم ولا جمل في فرية أسلحة الدمار الشامل المزعومة!!
في خضم هذه الأحداث ظهر بعض كتاب الرأي وعدد من المراقبين على صفحات الرأي السعودية بوجهات نظر تؤكد أن اقتصاد المملكة العربية السعودية ربما يصطلي بلظى تبعات هذا التصويت والذي يهدف لاستنزاف قدرات الحكومات والشعوب متى ما أقر بشكل نهائي ،هذا القانون الذي يعتبر أهم مرامي السياسة في السنوات المقبلة لدى صناع القرار في الولايات المتحدة ليجعل تلك الأصوات تطرح تساؤلات عن مكانة اقتصادنا في الخارطة الأمريكية وحيثيات شل قدرته عن حجب مثل هذه التطاولات طالما أننا نملك أكبر الأرصدة البنكية والسندات فضلاً عن عملية ربط النفط بالدولار وتعاملات المملكة مع أكبر المصانع بحجم استيراد هائل لعقود طويلة وبهذا يثبت بعدنا عن مركز القرار وغيابنا عن العمق الحقيقي وأن العلاقة مهما كانت قوية بالبيت الأبيض ليست كل شيء طالما هناك الكونجرس الذي يمثل البعد الإسترتيجي وبيده الحل والعقد، إلا أنني مع من يقول إن مثل هذه الظروف تزيدنا تماسكًا مع ولاة الأمر وثقتنا بحكومتنا ليس لها حدود في تجاوز كل العوائق والتاريخ يشهد أن للمملكة قدرة فريدة في تحوير مدلهمات الخطوب لصالحها عبر الأزمنة.