إلى المعلم
أكتب لك أيها المعلم وأنت الذي تحملٌ على عاتقك مسؤوليتين مرتبطتين ببعضهما , فإن أهملت واحده منهما ضاعت الأخرى حتماً.
المسؤولية الأولى (التربية) وهي تربيه الطالب على الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة حتى يكون مثالاً للشاب المسلم .
إحرص كل الحرص أن يكون لك غاية في مهنتك التعليمية , وهي تعليم طلابك تعليماً صحيحاً يفيدهم في دنياهم وآخرتهم , إياك ثم إياك أن يكون هدفك الراتب , أخلص العمل جله ودقه لله سبحانه ، ثم اعلم أن طالبك يراقب تصرفاتك ،كلامك مهما كان فإنه سيستقر في قلبه, إحرص على أن تضبط نفسك وأن تثقّفها في تخصصك، وكن واسع الإطلاع في مادتك , والمعلم الذي يقرأ الكتاب ليلاً ثم يأتي صباحاً ليقرأه ويشرحه لطلابه فهو مقرئ وليس بمعلم.
إحرص كل الحرص على أن تكون عادلاً بين طلابك حتى لا تتسبب في العداوة
بينهم ، أيها المعلم أنت رسول وستحمل الرسالة, فاحرص على أن تكون رسالتك ( المعرفة والعلم والأخلاق الحسنة)
أحمد شوقي يقول في مطلع قصيدةِ
(قم للمعلم وفّه التبجيلا_*** كاد المعلمٌ أن يكون رسولا)
طلابك سيختبرونك فتنبه لذلك , سيختبرون صوتك , ثقافتك ، إنطباعاتك ، لاتنفعل فيشمتون بك ويزدرونك ، لاتقل سأثبت شخصيتي بالقوة والشدة, لا إياك أن تفهم أن الشخصية وقوتها تكمن في ذلك , فعلاقتك مع طلابك ليست علاقة صراع تحاول كسر شوكتهم أو تنتصر عليهم , قوة الشخصية في تمكنك من مادتك والإجابة على استفسارات طلابك في أواخر الحصة الدراسية حتى لايضيع الوقت,لأن الإستفسارات في الدرس يشوّش على باقي الطلاب ويقطع أفكار المعلم , إذا أخطأت في معلومةٍ صححها فإن تصحيحك لها أمانه تحملها على عاتقك ,بل العكس تماماً سيحترمك طلابك ويتناقشون معك دائما,وحتى تبلغ بطلابك إلى قمة المجد ,اصبر عليهم فإن التربية والتعليم تحتاج إلى الصبر , فالتعليم جذوره مٌرة وثماره حلوة, حبب التعليم في نفوس طلابك واغرس فيهم روح الأمل والعزيمة.
