الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف وجهودها المميزة في الحج .
المتأمل فيما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يدرك بجلاء ذلك الدور العظيم الذي تؤديه، وأهمية هذه الشعيرة التي تحييها وأثرها في مكافحة الجريمة وحفظ الأمن بنوعيه الاجتماعي والفكري بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتذكير بشعائر الله ليتنبه الغافل وينشط المتكاسل، ولهذا كانت عناية الإسلام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عناية فائقة، لما لها من أثر عظيم في نشر التوحيد والعقيدة الصافية النقية ونبذ البدع ومحاربة الشرك بكل أنواعه وعبادة الله وحده لاشريك له، وما تمت هذه الفضيلة للأمة إلا بعد تحقيق الصفات المذكورة في قوله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) سورة آل عمران : 110[ ذكر الطبري – رحمه الله – في تفسير هذه الآية أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : في حجة حجها رأى من الناس منكرا فقرأ الآية السابقة ثم قال : " من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها " وقد اهتمت المملكة العربية السعودية – حرسها الله – بجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اهتماماً بالغاً لإيمانها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة لابد منها لحماية المجتمع واستقامة حاله، وقد أقام حكام هذه البلاد المباركة - رحم الله من مات منهم وحفظ الأحياء ومتعهم بالصحة والعافية – جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشيدوا بنائه انطلاقاً من عظم قدره وعلو شأنه، ويتضح ذلك جلياً فيما يلقاه جهاز الهيئة من دعم سخي ورعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن ولي عهده وولي ولي عهده – حفظهم الله .
ومن وقف على جهود الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحج يجد عملاً منظماً، وجهداً مباركاً يعكس صورة مشرفة عن سماحة الإسلام وييسر على حجاج بيت الله فهم مناسكهم وأدائها وفق الطريقة الشرعية الصحيحة، وذلك عبر إهداء الكتب والمطويات بجميع اللغات والعروض المرئية عبر شاشات تلفزيونية ولوحات ارشادية للتحذير مما قد يقع من مخالفات وبدع تفسد على الحجاج حجهم, ويقوم على هذا العمل عدد كبير من الأعضاء الذين اختيروا بعناية فائقة، ويتمتعون بامكانات عالية ويحملون شهادات ومؤهلات تمكنهم من التعامل مع الحجيج بالرفق واللين وفق هدي سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه, وينتشرون في عدد من المراكز التوجيهية التي تعمل على مدار الساعة، مما ساهم في توجيه الحجاج إلى اتباع هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والبعد عن البدع والخرافات ومنع مظاهر الشرك التي قد تقع في بعض المواقع من المشاعر، كمكتبة الحرم وغار حراء وشاخص عرفات ومسجد جعرانة، وغيرها من المواقع التي يعتقد بعض الحجاج أن لها قدسية معينة , وتولي الرئاسة العامة التوعية والتوجيه والإرشاد أولوية هامة في موسم الحج، وذلك خدمة لضيوف الرحمن بمختلف جنسياتهم ولغاتهم, حيث تقوم بالإضافة إلى ما سبق بالتعاقد مع عدد كبير من المترجمين بمختلف اللغات لتوجيه الحجاج وإرشادهم بالتعاون مع الجهات الأخرى العاملة في موسم الحج , ولاشك أن هذا العمل الضخم لم يكن ليتحقق لولا فضل الله تعالى وتوفيقه للقائمين على هذا الجهاز المبارك، وعلى رأسهم معالي الإستاذ الدكتور/ عبدالرحمن بن عبدالله السند الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يتابع العمل لحظة بلحظة، ويذلل كل الصعاب ويدعم ويشجع ويؤازر ويتواجد بشكل مستمر في المراكز التوجيهية طوال موسم الحج، مذكراً أبنائه الذين يباشرون هذا العمل الجليل بفضل الصبر والاحتساب والتحمل، وهذا الدعم السخي الذي يجده العاملون في الرئاسة العامة، وفروعها المنتشرة في جميع أنحاء المملكة من معاليه , كان له الأثر البالغ في تحسين الأداء وجودة العمل ودقة الإتقان والحرص والمثابرة وما ذاك إلا لما يتمتع به معاليه من قيادة حكيمة وعلم غزير ساهم في أن تكون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهده رائدة في شتى المجالات الدعوية والتوعوية وفق الأنظمة المنظمة لعملها، ووفق المنهج الشرعي الصحيح الذي تقوم عليه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية .
أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لكل خير وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وأن يحفظ هذا البلد وولاة أمره وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار .