×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أهمية الخبر الصحفي

إن أهمية الأخبار ليست وليدة اليوم بل هي امتداد للأهمية التي حضي بها الخبر في العصور القديمة فقد كان الناس في ما سبق يحرصون على معرفة الأخبار ويستقونها من مصادرها المتاحة لديهم فكانت أخبار الغرب تنقل للشرق عن طريق التجار البحارة الذين يجوبون البحار وهم الذين وصفوا الغرب ونقلوا أخبارهم إلى الشرق ووسائل نقل الأخبار تنوعت وتطورت من جيل إلى جيل ومن حقبة زمنية إلى حقبة زمنية أخرى , ومن شعراء وسفراء ومنادون يجوبون الأسواق إلى وسائل التواصل الحديثة من أقمار صناعية وانترنت وبالتالي يتضح جلياً أهمية الخبر وتطور وسائلة ويبين دوره وأهميته في معرفة أحوال الأمم والشعوب ويحمل أهمية كبيرة من حيث الإستعداد لمواجهة ما قد يحدث في المستقبل من كوارث وحروب ,ولهذا فإن الخبر الصحفي يشكل قاعدة بيانات مهمة حتى يعطي صاحب القرار التصور الواضح لبناء قرار سليم يرتكز على معلومات تم جمعها مسبقاً.

فالخبر الصحفي هو الوظيفة الأولى للصحيفة وتلعب الأخبار أهمية كبرى في حياة الناس وهي الأساس الذي تبنى علية أحكامهم حول ما يحدث من حولهم , والخبر الذي يلامس هموم المجتمع يكون له تأثير ورد فعل سريع ويتفاعل معه المجتمع بشكر أكبر , وفي ذات الوقت يعد الخبر الصحفي من الخطورة بمكان إذا لم يراعي الدقة والحذر فقد يتسبب في أمور لا تحمد عواقبها على الفرد والمجتمع ولإنسانية بوجه عام , وقد يكون أداة بناء في تسليط الضوء على جوانب التقصير وتصحيح المسار , والإعلام الواعي هو الذي يستطيع التعامل مع الأمور بخلق نوع من التوازن بين حرية التعبير وبين الحدود التي يجب الوقوف عندها , ومن أهم الأساليب لنقل المعلومات والحقائق إسلوب التعليق والتفسير والتعليل والتحليل والتحقيق , ولكن يعد الخبر أهمها جميعاً فالغاية الأولى من الصحافة هي جمع الأخبار التي تمس الصالح العام.

والخبر هو الحجر الأساس في بناء الصحافة قديماً وحديثاً وهو المادة التي تقوم عليها الصحافة بجميع ألوانها المعروفة (كالمقال والتعليق والزاوية والتقرير والتحقيق والنقد), ويعد الخبر الصادق سجلاً للتاريخ في جميع ميادين الحياة الإقتصادية والسياسية و الثقافية والإجتماعية , وعلية يكون تسجيل الأخبار بمثابة تسجيلاً للتاريخ , والأحداث السياسية التي تقع حول العالم في الوقت الحاضر هي جزء من تاريخ العالم , وتحتاج إلى تسجيل , ومن واجب الصحف أن تسجل هذه الأحداث باعتبارها جزءاً من التاريخ بغض النظر عن مدى اهتمام القراء بها , وقد لا يهتمون بها على الإطلاق , ولكن انصراف القراء عن قراءتها أو الإهتمام بها لا يقلل من أهمية تسجيلها من وجهة النظر التاريخية البحتة ,ويقع على عاتق الإعلام مهمة عظيمة في نقل الحقائق بكل صدق وأمانة وتفسيرها على الوجه الصحيح ويأخذ في الإعتبار أهمية تلك الأخبار ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع.

فعلى كل من يكتب خبراً صحفياً أن يعي واجبه الوظيفي من حيث الحرية الممنوحة له وبين المساس بالمصالح العامة للفرد والمجتمع , وكذلك النظر إلى المصالح والمفاسد التي قد تنشأ نتيجة لتلك الأخبار المغلوطة والعارية عن الصحة وفي الجانب الآخر البحث عن الأخبار التي تلامس هموم الأفراد والمجتمع فتكون معول بناء وتساهم في رقي المجتمعات ,وعلى الصحفي أن يضع في الحسبان أن مهنته لا تختلف كثيراً عن مهنة الطبيب من حيث الغاية, فالطبيب قد لا يحسن تشخيص المرض فيصف دواءً لا يوافق موضع المرض وبالتالي لا يستفيد المريض ويستمر يعاني من المرض وقد يزيد الجرعة التي قد تودي بحياة المريض , فالصحفي الذي لا يحسن التعامل مع الأخبار قد يرتكب خطأً كارثياً ويتسبب في قطع العلاقات بين الدول وقد تقوم بسبب ذلك الخبر الحروب والكوارث التي لا يحمد عقباها وقد ينتهك حرمات الأشخاص ويتسبب في إلحاق الضرر بهم سواءً ضرراً مادياً أو معنوياً.
 0  0  6422