×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل بالفعل # تنومة_تتراجع ؟

علي بن غالب
بواسطة :
في الأيام القليلة الماضية تفاعل عدد من المغردين على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مع وسم #تنومة_تتراجع ؟ فكيف حكم المغردون أن مدينتهم تتراجع ؟ وكيف تفاعل سعادة الأخ الحبيب والصديق الغالي الأستاذ عمر بن عبدالله رئيس المجلس البلدي مع هذا الوسم؟ وهل قصد المغردون بالفعل اتهام المجلس البلدي بعدم القيام بدوره؟

الحقيقة أن الحراك الحاصل حول الخدمات في تنومة هو في المجمل العام حراك إيجابي، والمياه الراكدة يعلوها "الأسون" أما المياه المتحركة وإن شابها في بداية جريانها شيء من الكدر إلا أن مصيرها الصفاء والنقاء مع مرور الوقت.

وقبل أن أتطرق لبعض جوانب القصور التي رآها المغردون وطرحوها عبر هذا الوسم فإنني أحيي الإخوة المغردين وأحيي كذلك الإخوة في المجلس البلدي على رحابة صدرهم واستعدادهم لتقبل ما يطرحه عليهم من اختاروهم ممثلين عنهم للظفر بخدمات بلدية مقبولة وتلبي احتياجات تنومة وقراها. وعتبي كل العتب على مسؤولي البلدية الذين جعلوا أذنا من طين وأخرى من عجين وكأن الموضوع لا يخصهم على الإطلاق.
إن خدمات البلدية تعتبر من الخدمات الحيوية لأنها تمس كل مواطن ومقيم، على خلاف غيرها من الخدمات التي قد تقتصر على بعض فئات المجتمع دون التطرق لأمثلة، وأظن أن الجميع يستطيع الاتفاق على بعض الجوانب التي تمس المواطن بشكل مباشر في تنومة وقراها المجاورة والتي يرى هؤلاء المغردون – على الأقل من وجهة نظرهم , هم – أن البلدية مسؤولة بالدرجة الأولى عنها، فمن أهم هذه الجوانب والخدمات التي تم التطرق لها في احاديث المغردين :
• خدمات النظافة العامة.
• خدمات الطرق .
• خدمات الإنارة.

وماعدا هذا من الخدمات فأظنها تندرج تحت فئة الكماليات والتحسينيات لا الأساسيات.
إن أي قصور في أي من هذه الخدمات الأساسية سيجعل المواطن يشعر بالخلل مباشرة، ومن أصابه شيء من الضرر بسبب قصور أحد هذه الخدمات لا شك أنه سيرفع صوته ويتكلم، إما في المجالس الخاصة أو العامة، أو حتى قنوات التواصل الاجتماعي، وأما دفن الرؤوس في الرمال وتكرار مقولة " حنا أحسن من غيرنا" فما عادت صالحة فيما يبدو في هذا الزمن، ولو أخذنا أمثلة على هذه الخدمات الأساسية وبعض جوانب القصور فيها لوجدنا التالي:

• بالنسبة لخدمات النظافة العامة، وبالرغم من مرور سيارات البلدية بشكل مستمر ومنتظم على القرى وشوارع المدينة إلا أنه ومنذ أشهر والإخوة في قسم الخدمات بالبلدية يعتذرون عن عدم توفر حاويات جديدة تصرف للمواطنين، لوضع النفايات فيها، وهذا المطلب هو من ألف باء الخدمات البلدية والقصور فيه يمس جميع من تقدم للمكتب ولم يحصل على هذه الخدمة ، وقد التقيت أناسا غيري يطلبون حاويات جديدة من قسم الخدمات والجواب يأتي من مسؤول القسم المختص أنه لا يوجد حاويات، والأفضل أن توفر حاويتك بنفسك ولا تنتظر البلديةّ!!

• أما خدمات الطرق، فالشارع الرئيسي في تنومة يعاني منذ أعوام من عدم وجود تصريف جيد للأمطار، والمشكلة على حد ما قرأنا وشاهدنا قد تم عرضها ومناقشتها مرارا على أكثر من مجلس بلدي، ولكن يبدو أن المشكلة مزمنة وغير قابلة للحل، ناهيك عن الهدر الذي شاهده أبناء المنطقة في إزالة رصيف قائم واستبداله برصيف مشوه ومعيق لحركة المشاة بدون تناسق في وصلاته المختلفة وأضلاعه المتباينة، ما جعله مثار الاشمئزاز ومحل التساؤل عما إذا كان هناك إدارة للجودة في البلدية أم لا ؟

• ثم في نفس الجانب لو انتقلنا لأحد الطرق التي تقع تحت مسؤولية البلدية وهو طريق محطة التحلية – العوصاء – الذي تم تنفيذ سفلتته قبل أشهر فقط، لوجدنا طريقا مليئا بالحفر، والوصلات التي لم تكتمل، وسوء تنفيذ بشكل يخجل منه كل من له أدنى علاقة بهذا الطريق.
ثم دعونا نعرج على مشاريع السفلتة للطرق الترابية في القرى، لنجد توقفا شبه تام لأي مشاريع سفلتة جديدة منذ أعوام في بعض القرى، فأين هي الخدمات البلدية في هذا الجانب؟

• حسنا، لننتقل لجانب آخر وهو جانب الإنارة، فالبلدية مشكورة قامت بتغطية عدد من القرى بمشاريع إنارة رائعة ومتميزة، ولكن لا يكفي تنفيذ المشروع لنشهد على نجاحه، بل تأتي مرحلة أخرى لا تقل أهمية وتعرف بمرحلة الحفاظ على المكتسبات وهي هنا مرحلة التشغيل والصيانة، وسوف أضرب مثالاً واحداً على مشاريع الإنارة في قرى جبل قريش، حيث يوجد هناك ما يقارب 200 عمود إنارة تم زرعها وإنارتها، يوجد منها إلى لحظة كتابة هذا المقال أكثر من 50 عموداً متعطلاً ومظلما أي ما نسبته 25% وهذا خلل كبير، وفي عرف إدارة المشاريع يعتبر فشلا في إدارة هذه المشاريع التي كلفت الدولة الكثير حتى تنفذ، ثم بعد ذلك تكون مشوهة ومحل استهجان الأهالي فتقفد بريقها وسمعتها التي اكتسبتها في بداية التنفيذ.

إن سياسة الإخوة في البلدية حيال مثل هذه المطالب المتكررة من الأهالي، والمتمثلة في الصمت، تصيب الأهالي بالإحباط وقد يلجؤون لتجاوز بلديتهم لمن هو أعلى منها، للمطالبة بخدمات تليق بهم وبمدينتهم.

أما الإخوة في المجلس البلدي، فأعلم علما يقينا صدق نيتهم أحسبهم كذلك – وهم كأشخاص ممن يفخر بهم أبناء المنطقة، ولا يعني التذمر من الخدمات البلدية أن هناك قصورا في أداء المجلس بالضرورة، فقد يكون هناك إشكاليات غائبة عن عين المواطن فيما يتعلق بصلاحيات هذه المجالس، وهو أكثر ما يتبادر إلى الذهن، وقد يكون هناك عدم تجاوب أصلا من البلدية لما يقترحه أو يرفعه المجلس البلدي، وأنا هنا أحاول أن ألتمس العذر لهذا المجلس الموقر وأعضاؤه الكرام، وقد لمسنا هذا بشكل واضح في تصريحات أحد أعضاء المجلس وشكواه من قصور الخدمات في بعض قرى تنومة، الأمر الذي يدل أنه بالفعل هناك مشكلة في البلدية نفسها، كما أن حضور الأخ الأستاذ عمر بن عبدالله رئيس المجلس في تويتر ومحاولته الرد على أسئلة المغردين وإيضاح بعض الحقائق لهو أمر يثلج الصدر ويدل على قرب المجلس من اهتمامات أبناء المنطقة، وتبقى الكرة في مرمى البلدية حتى تثبت للجميع عكس الوسم الذي أنشأه المغردون #تنومة_تتراجع لتبعث الأمل فيهم حتى يقوموا هم من تلقاء أنفسهم بالتفاعل قريبا إن شاء الله مع وسم #تنومة_تتقدم.
بواسطة :
 0  0  6981