×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

من الظواهر السلبيّة المرفوضه (الحلقة السادسة)

(خوفاً على هويتنا)


توجد بعض الممارسات الخاطئه في مجتمعاتنا ومنها السّلبي والغير مقبول ، نتطرّق في حلقتنا هذه إلى بعض ما ذكرناه وكما يلي :
1- إدخال جُمل وعبارات غربيّة على لغة التّخاطب في اكثر مجتمعاتنا .
2- إدخال بعض المُفردات الوافده من البلدان المجاورة إلى لهجاتنا المحليّه .
3- تراجُع الإهتمام باللغة العربيّة على مستوى التعليم والاعلام .
4- الإصرار والتَّعنّت لإبقاء الأخطاء بحجّة التراث والاعراف والتقاليد .
وللإيضاح من وجهة نظري كمهتم بالجانب الأدبي والإجتماعي والثّقافة بصفة عامه على قدر معرفتي المتواضعة أقول :
أولا / يعمد الكثير من شبابنا من الجنسين وبعض (المُتفرنجين) إلى تلقيح تخاطبهم بمُفرداتٍ انجليزيّة مثل (هاي ، باي ، هللو ، أوكيه ) وبالفرنسيّة (مسيو ، بونجور ، دوكوردو ) وما إلى ذلك ، ولأننا نفتخر كعرب بلغتنا فلا يجب ان نُدخل عليها ما يُعيبها او يفقدها هويتها .
ثانيا / تعمّد استعمال مفردات في غير محلها وهي وافدة علينا إمّا من دول الجوار إقليميّا وعربيّا او من الداخل وهي خاطئة عموماً مثال (قاعد امشي ، قاعد آكل ، قاعد اصلّي ، قاعد أشتغل ، قاعد قاعد .... إلى متى سنقعد) وأيضا (شنهو ، هلا فيك) وغيرها الكثير .
ثالثا / الأخطاء ترِدُ كثيرا في اللهجات المحلّية المختلفة ولدينا كذلك مثلا وضع (ما) في غير محلها فهي اصلاً تستعمل للتأكيد والنفي والتساؤل ، وتتم لدينا في مكان النفي على اساس انها تأكيداً كقول (ما اصلّي ، ما أشرب ، ما أشتغل) وأفضل من هذا ان يقال (أصلّي ، أشرب ، أشتغل) وفي تهامة تستخدم ال (ما) هذه للتساؤل فيقال (ما تقضي ، ما تنوي ، ما معك) وهذه هي ال (ما) الحجازية في مكانها الصحيح ومثل (ما سمعت كقراءة فلان ، وما في الناس مثل فلان) وهذه للتأكيد ، وبالرغم من هذا فقد عرف عن اهل القرى أنهم افصح الناس وخاصّة في هذا الزمان فقد اجمع أدباء وشعراء العربية بقولهم (لولا أهل القرى لضاع معظم اللغة) إلا ان بعض الأخطاء التي توارثها الناس لا ضير ان نسعى لإصلاحها لأنه لم ينزل بها من سلطان .
رابعا / يصرُّ البعض عن جهل او عناد ان لا نتعرض الى اللهجات بقولهم انها لغتنا ، فأقول لا . هذه لهجة وليست لغة فلغتنا هي لغة القرآن الكريم وإن كان بعضهم يعرف الصحيح قال هذا تراثنا ! فأقول هذا التراث لم ينزّل من السماء إنما صنعه الانسان بتعاقب الاجيال ولا عيب في اصلاح الاخطاء بدلا من الاستمرار فيها او تعليم الاجيال وترسيخ مفاهيم خاطئة نحن في غنى عنها بذريعة تراث آبائنا واجدادنا ولم نحافظ على اصل التراث كالرجولة والدين والقيَم والصدق والوفاء والامانة واحترام الكبير والعطف على الصغير والقيام بواجب الجار وصلة الرّحم وطاعة الوالدين ، فعسى ان يكون للتعليم والاعلام الدور الإيجابي في اختيار الكوادر المتميزة وكذلك دَور المثقفين في اي مجال لترسيخ اللغة العربية في المدارس والبرامج الاعلامية فالاخطاء دائما موجوده ولا عيب ان نخطئ بل العيب هو الاستمرار في الخطأ ، ومن الواجب الحفاظ على الثوابت وترك التقليد والاهتمام بهويتنا خشية فقدانها في خضمّ هذا التداخل والتغريب والإختلاط ، وما سبيلنا إلا الصلاح والاصلاح والله الهادي الى سواء السبيل .
*تنومة في 29/9/1437هـ (كل عام وانتم بخير)
 0  0  5585