×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

من الظواهر السلبيّة المرفوضة ( الحلقة 5 )

من الظواهر العجيبة الغريبة التي تدب في مجتمعاتنا تفشي شبه الإفتاء في الأمور الدينية والطبية والاقتصادية والسياسية يأتي ذلك عن طريق بعض المولعين بحب الظهور وتصدر المجالس لبعض ( المتحذلقين ) بعد أن يكون قد حصل على قليل من المعلومات تعليماً أو تعلماً أو سماعاً أو قراءةً أو تصفحاً للنت واستقاء من بعض الندوات والمحاضرات و لمجاراة الثقافة والتثقف التي تتردد على الاسماع أصبحت هذه الفئة من الناس دون أن تُسأل تتصدى لكل حديث في أي مجال فتطلق تصويباتها وتحليلاتها في أي موضوع يُدار الحديث عنه أو تعليقاً على أي خبر يصدر أو يُنشر مثال ذلك :
1- يُصوب أو ينفي و يعلق على ما يصدر من وسائل الإعلام سواء كان الموضوع عن مصدر موثوق أو عكسه
2- يتدخل وبدون علم في أي شيء يدور إعلامياً أو محلياً عن بعض الأمراض والأدوية
3- يحشر نفسه وبصوت عالٍ وبحدة متناهية بالتعليق على ما يصدر إعلامياً عن أمور السياسة والاقتصاد
4- القيام ببث معلومات مغلوطة عما يسمعه أو يقرأه من بعض الوسائل الإعلامية والترويج للإشاعات إما بجهل أو تجاهل وبغباءٍ شديد .

لذلك فإنه من المؤسف حقاً أن تقوم بعض من شرائح المجتمع بممارسة ما ذكرناه آنفاً في المجالس الخاصة وبعض الندوات وهي غير مؤهلة لتصدر الإفتاء في المواضيع الطبيّة والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بل إن هذه الفئة لا تتوفر لديها حتى الأبجديات لنقاش هذه المواضيع التي تمس حياة المجتمع بشكل عام ، وإن من يتصدر لمثل هذه الأمور لا يحالفه التوفيق في إقناع أصحاب العقول الراجحة لكن الخشية من أن يتأثر به من كان قريباً من تفكيره وقلة درايته وسذاجته المزمنة .
وهؤلاء سواء كانوا جماعة أو أفراداً مصابون بداء حب الظهور ليقال ذاك متحدث وذاك مثقف وما إلى ذلك ، وإذا قُدر لأحد أن يتداخل مع أيِّ منهم لمناقشته يتذمّر ويخالطه الغضب لأنها لا تتوفر لديه ثقافة الحوار ولغة التفاهم وربما يُصرّ على حجته حتى وإن كانت واهية .
ولأننا مجتمع يحترم التخصص ويثق بما يصدر عن الجهات او الأشخاص الذين يمتلكون حق الإقناع والإفهام والتنوير بما يصح ومالا يصح فإننا نرفض هذه التصرفات الفردية أو الجماعية التي لا يُطلب منها الإجابات أو الإفتاء والتي لا يخص أغلب المتحدثين عنها أي أمر منها من قريب أو بعيد وتحت طائلة الثقافة والتثقف وإن كان العلم بالشيء أفضل من الجهل به إلا أنه لا يحق لأي كان الافتاء أو الإجابة بما لا يعلم حتى يكون للتخصص احترامه وهيبته ومصداقيته وما سبيلنا إلا الصلاح والإصلاح وبالله التوفيق .
 0  0  2004