×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم

في مقال رائع للدكتور ياسر الحربش تناول فيه ما وصل إليه بعض شبابنا بالإضافة إلى بعض من تشرب ثقافة القفز على القيم والأخلاق والآداب المنضبطة من تحول مريع في التعامل مع الآخر في الداخل أو الخارج سواء كان هذا الآخر فردا أو جماعة وقد أثارني هذا المقال الخطير الذي واجهنا بالحقيقة المرة الصادمة والتي تطورت لتكون طبعا يمارس في المجتمع السعودي حتى أصبحنا مضرب المثل في هذا لسلوك الغير منضبط لشبابنا سواء في تجاوز إشارات المرور الممنوع منها أو المحظور و تخريب وتكسير للممتلكات العامة والخاصة وخصوصا في الحدائق العامة والمتنزهات والسرعة المتهورة والتفحيط والسرعات التي تتجاوز كل أنظمة المرور وما ينتج عنها من قتل وسفك للدماء البريئة حتى بلغت نسبة الحوادث المميتة في المملكة أعلى نسبة في العالم أما التحرش الجنسي فقد تحول إلى ظاهرة تجتاح المجتمع بشكل يبعث على الخوف والقلق ومصدر كل ذلك ضعف الرقابة وسوء التربية وضعف الأنظمة وسوء التطبيق أيضا بالإضافة لانعدام الرادع القوي لمثل هذه التجاوزات المخيفة التي تسيء للمجتمع السعودي في الداخل والخارج وهذا العنوان الذي اخترته من مقال الدكتور ياسر الحربش كمؤشر لسقوط المجتمع في أتون هذه التجاوزات واللامبالاة بنتائجها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع حتى التعامل اللفظي السيئ أصبح متداولا في الطرقات وفي المقاهي وفي التجمعات والأسواق وفي المدارس والجامعات وكما قال شوقي :
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم : فأقم عليهم مأتما وعويلا

ولخطورة هذه الظواهر المخيفة ارفع صوتي عاليا لوزارة الداخلية والقضاء لتفعيل الأنظمة وتغليظ العقوبة لحماية المجتمع وقطع دابر هذه التصرفات الدخيلة التي بدأت تجتاحنا وهذه السلوكيات الغير منضبطة وأعيدوا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هيبتها وحصانتها لتؤدي دورها وفقا للأوامر الإلهية والهدي النبوي لحماية الأخلاق والقيم والأعراض والفضيلة أيها العقلاء تنبهوا لخطورة تبعات هذه الظواهر وهذه السلوكيات وما سوف تجره على الوطن من مشاكل وويلات وحوادث وكما قال أحدهم :
وتتابع القطرات يأتي بعده : سيل يليه تدفق الطوفان

حتى شبابنا في الخارج بكل أسف البعض منهم يسئ ليس لسمعته فحسب بل لسمعة كل الوطن لانعدام الانضباط النفسي والسلوكي والظهور بأزياء تتنافى مع المظهر العام في تلك البلدان ويقدموا صورة تتعارض مع أخلاقنا وقيمنا الرفيعة وهذا نتيجة لانعدام المراقبة والمتابعة والمحاسبة
إن على مؤسسات الدولة بداء من وزارة الداخلية والتعليم والجامعات والقضاء والهيئة والإعلام بكل أطيافه اتخاذ كافة التدابير للمحافظة على هيبة الدولة واحترام الأوامر والأنظمة والمظهر العام للشباب وخصوصا أن ظاهرة التغريب في اللبس أصبحت تخدش الحياء وتسقط قيمة احترام الذات لهذا لابد من تطبيق أقصى العقوبة بحق هؤلاء وهؤلاء وكما قال أحد الحكماء :
فقسا ليزدجروا ومن يك حازما : فليقس أحيانا على من يرحم

وفي الختام أسأل الله سبحانه أن يحفظ شبابنا وأمتنا من إتباع الهوى والتغريب وأن يحفظ علينا الأمن والسلام والوئام والحمدلله رب العالمين


صالح حمدان
 0  0  1364