×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لماذا الهيئة؟

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
لماذا الهيئة؟



هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت وما زالت الشغل الشاغل لبعض القنوات الإعلامية وإعلامييها المحسوبين علينا بكل أسف، وكأن مجتمعنا لم يعد لديه مشكلة فقط سوى وجود الهيئة، أما "التعليم" وما يخصه من معلمين ومعلمات ونقل وخلافه فتسير الأمور كما ينبغي، وأما "الصحة" بتفاصيلها ومستشفياتها وكادرها الطبي ففي أفضل حالاته.
وقس على ذلك بقية الجهات الخدمية والمرافق الحكومية الأخرى "إسكان" و"نقل" وطيران وحماية مستهلك و.. و.. إلخ، كلها ـ بحمد الله وفضله ـ تقدم خدماتها وواجباتها بأفضل حال للمواطن، مشكلتنا الأساسية والأزلية والغصة التي في حلق البعض منا هي "الهيئة".
في الأيام الماضية صدر قرار مجلس الوزراء بتنظيم عمل الهيئة، وأعتقد أن الجميع قد يكون متفق من حيث المبدأ ومضمون القرار في التنظيم، فأي عمل يحتاج إلى أن يكون منظم بعيدا عن الاجتهاد والارتجالية حتى يتم تلافي الأخطاء والسلبيات التي يستغلها الإعلام للنيل من الهيئة.
وأمام هذا كله نأمل ألا يكون هذا القرار لتحجيم دور الهيئة في اجتثاث الفساد من أوساط المجتمع، والقبض على السحرة والمشعوذين وكل من يريد الإضرار ببلادنا، فلغة الأرقام توضح بجلاء أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قامت وتقوم بجهود كبيرة جدا في حماية وطننا من الشرور والمنكرات والسحر والشعوذة والإلحاد، وغيرها.
وإذا أردنا استعراض جزء يسير من هذه الأرقام وتلك المجهودات الكبيرة لهؤلاء الرجال فبحسب الإحصاءات فإن الهيئة باشرت حوالي (370 ألف قضية ابتزاز) عُولج منها بالمناصحة ما نسبته 92 %، كما تم إبطال (2221 عملاً سحرياً)، كما تم ضبط (205 مصانع خمور) وقبض على حوالي (377 شخصا) جُلهم من الوافدين، إضافة إلى أنه وخلال خمسة أشهر فقط أتلف حوالي (428301 لتر) من الخمور، ولنا هنا أن نتخيل لو أن هذه الكمية تم تداولها وتوزيعها على أبناء وطننا كيف سيكون تأثيرها؟ وكيف سيعم ضررها الوطن والمواطن.. فهل من مدرك؟
ولن نذهب بعيدا ففي العام الماضي 1436هـ، وبحسب تقرير الهيئة الذي تم مناقشته في مجلس الشورى، فقد باشرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر (290 ألف) قضية، أنهت منها (270 ألفاً)، و(248) أنهيت بالمصالحة والتعهد.
لا نشك بأن أعداء الدين والوطن من الروافض والعلمانيين، ومن يتربصون بوطننا، قد أفرحهم هذا القرار – أي تنظيم عمل الهيئة – وقد استغل لمحاولة الشوشرة والبلبلة وزرع الفتنة في المجتمع، وهذا ما يجب التنبه له، وأما الهيئة فستبقى – بحول الله – ما بقيت الدولة قائمة.



بصراحة
- في سوريا يبقى الحال كما هو عليه، المدنيون يقتلون والعالم يتفرج، وفي اليمن خيم الصمت على العالم والحوثيون يحتلون الدولة وينكلون بالشعب، وعندما تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة بناء على طلب الحكومة واقترب الحسم تحركت الأم المتحدة عبر مبعوثها، والآن الحوثيون يماطلون والأمم المتحدة صامته، باختصار هم لا يريدون للأزمتين أن تُحل.
- في وطننا هناك جهات حكومية أو غيرها أهملت وقصرت في أداء واجبها تجاه الوطن والمواطن، ومع ذلك لم يكن هناك حملة شرسة بقدر ما هي موجهة ـ ومنذ فترة وليست الآن ـ ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فهل ندرك المغزى من هذه الحملات المسعورة؟



خاتمة
اللهم بلغنا رمضان ونحن في أحسن حال، واحفظ وطننا، وانصر جنودنا المرابطين.. آمين.



عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  1216