×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

بيوت من حجارة!!

الحجارة لا تنطق , ولكنهالو نطقت لتحدثت بألم وحزن عن البيوت المُتَخَذَةِ منها سكناً, ولربما جادت بالدمع لفراقِ أناسٍ احتضنتهم عقوداً من الزمن .

الحجارة لا تنطق ولا يمكن لها ذلك, ولكنها وإن لم تتحدث فستبقى لمحة من ملامح الآباء والأجداد . حتى وإن إعترتها بعض آثار الهجر والوحدة وجفاء الأولاد والأحفاد .

بيوت الحجارة مآثر وذكريات لآباء وأجداد مضى على فراقهم ووداعهم عقود من الزمن (أسأل الله العلي القدير أن يرحمهم جميعاً ويسكنهم فسيح جناته).
حينما يكون الحديث عن المآثر والذكريات فحتماً سيكون الحديث مؤلماً .

في زيارة خاطفة لقريتي الصغيرة الحالمة . قرية (القُرَيّةْ) التي نشأت على ترابها وبين أشجارها , وقد تزامنت تلك الزيارة مع إنطلاق المرحلة الأولى من مشروع تأهيل قرية (القُرَيّةْ) الأثرية في تعاون جميل بين بلدية محافظة تنومة وهيئة السياحة والآثار حيث وجدت أن الوقت قد حان لأن يكون موضوع هذا المقال عن تلك القرية العتيقة والأزقة الصغيرة التي ‘متلأت بها أحاديث أجدادنا وذكرياتهم.

وجدت أن الوقت قد حان ليكون الحديث عن أيام رحلت بأصحابها وأبقت هذه الأثار الحزينة,وجدت أن الوقت قد حان لأتحدث عن تلك الحجرات الضيقة التي إحتضنت شيوخاً في زمانهم ولربما لا تتسع لطفل في زماننا.

ما الذي إختلف ؟؟
مابال زماننا !
لماذا في هذا الوقت إتسعت الحجرات وضاقت القلوب؟

من يتأمل في تلك الحجرات الضيقة والنوافذ الصغيرة يعلم أن القلوب هي من تفتح الآمال وتصنع المساحات الشاسعة , ومن من يتمعن في تلك الألوان العتيقة يعلم أن لديهم من الجمال وسعة الصدر ما نفتقده , بل ما نتمناه في بيوت إتسعت حجراتها وزادت مساحاتها.

أي نفوس طاهرة وأي أخلاق كريمة قطنت هذه المآثر والحجرات ,نفوس متسامحة يسودها التلاحم والحب .

رحم الله من سكن هذه البيوت القديمة وجعل منازلهم في الفردوس الأعلى من الجنة .

إن ماتقوم به حكومتنا الرشيدة في الآونة الأخيرة من إستعادة للآثار وإعادة بعث الروح في هذه الذكريات لشي جميل ,ووجب أن نذكر هذا الشي , بل وندعو الله أن يحفظ حكامنا وقيادتنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ,كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخي وصديقي الأستاذ عمر بن عبدالله آل عبدالله رئيس المجلس البلدي بمحافظة تنومة وهو أحد المهتمين بالتراث العمراني وهو المتابع لهذا المشروع فأعانه الله وسدده ,,,
 0  0  1881