إلى جنه الخلد آبا علي
إنتقل إلى رحمه الله تعالى يوم الأحد 1437/6/11هـ الصديق الوفي والمربي الفاضل الأستاذ ظافر بن فايز بن مفرح (بن صليم) رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ،
أحببت أن أكتب عنه وأوضح بعض الصداقة بيننا حيث عشت معه أغلب حياتي :
ففي أواخر سنة 1374 وأول سنة 1375 هـ قابلته لأول مرة وعندما قَدِم من تنومة إلى الإحساء للبحث عن عمل وكان عمه عبدالله مفرح صليم يعمل بشرطة سكة الحديد بالأحساء تعرفت عليه وهو شاب في العشرين من عمره تقريباً طويل القامة أبيض اللون نحيل الجسم يظهر عليه أثر السفر الشاق حيث كانت الطرق أنذاك صعبة والمواصلات قليلة إلا من السيارات (اللواري) الكبيرة ,بدأت المعرفة بيننا وأحب بعضنا بعضا من أول وهلة وقد التحق بشرطة الأحساء وأصبحنا نعمل سويا وبدأنا حياة جديدة نسكن معاً ونذهب للعمل سوياً وقد شجعته على الدراسة فرغب في ذلك وكنت قد سبقته في العمل بعامين تقريباً ومضت الأيام والتحقت بمعهد المعلمين سنة 1380هـ وهو في السنة السادسة إبتدائي ثم التحق في العام الثاني بمعهد المعلمين بالأحساء ومعه الأخ محمد بن عايض .
إستقال من العمل بعد سبع سنوات تقريباً تخرج من السنة الأولى معهد ومعه محمد عايض وفي هذه الأثناء إفتتح معهد المعلمين في النماص فرغب في مواصلة دراسته بالنماص لقربه من أهلة فسافر وبصحبته محمد بن عايض وبقيت بالاحساء لإكمال دراستي بالمعهد ,تألمت لسفرهما وحزنت لفراقهما وكان ظافر صديق وفي وأكثر من أخ ,تخرجت من معهد المعلمين بالاحساء سنه 1382 /1383 وعينت مدرساً بالمنطقة الشرقية , تمنيت أن أكون تركت السنة الثانية معهد وسافرت معهما لإكمال دراستي بالنماص لكن المقادير كانت خلاف ذلك بقيت بالشرقية لمدة عام دراسي نقلت بعد ذلك إلى منطقة أبها ,أحببت ذلك لكي ألحق بالصديق الوفي وشاء الله أن أعين مديراً لمدرسة مليح سنة 1384هـ وكان رحمه الله تعالى قد تخرج من معهد النماص سنة 83/1384هـ وعين مدرساً بمدرسة مليح ,لم أكن أعلم بتعيينه في هذه المدرسة من قبل ,وعندما حضرت لمباشرة عملي وجدته في إستقبالي مع المدرسين وليس بالمدرسة أي مدرس وطني سوى أبا علي رحمه الله ففرحت فرحاً شديداً وحمدت الله تعالى أن جمع بيننا مرة آخرى وفي مدرسة واحدة وعمل واحد ,مكثت عاماً في مليح من أحب الأيام عندي وأسعدها,نعم الصديق ظافر وأكرم وأنعم بأهالي قرى مليح فقد وجدنا منهم كل محبة وتقدير وإكرام ومن الطلاب كل جد ونشاط .
ولا أنسى ذلك الرجل الكريم بخلقه وشهامته الذي قام بإسكاني في دار له وأحاطنا بكل عناية وتقدير هو وأخوانه وأولاده, إنه الشيخ عبدالهادي بن محمد بن فرحان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وقد وجدت من الأخ ظافر رحمه الله تعالى كل محبة وتقدير مدة إقامتي في مليح , فكان يلزمنى بالبقاء معه في داره أغلب أيام العطل الأسبوعية ولم تكن العطلة وقتها سوى يوم الجمعة , حيث كانت الدراسة من السبت إلى الخميس , ورحمة الله على والدته الكريمة حيث كانت تطلب منه عدم السماح لي بالذهاب إلى الشعف والبقاء مع ظافر عطلة الأسبوع حيث لم يكن هناك سيارات ولا طرق إطلاقاً ,وفي يوم من الأيام مرضت إبنته البكر وأشتد مرضها ولم يمهلها المرض طويلاً حيث توفيت وهي صغيرة فحزن عليها وحزن عليها أهلها معه فتألمت لحزنه أكثر .
وفي مطلع سنه 1385هـ تم نقلي إلى مدرسة سبت تنومة وتسلم العمل في مدرسة مليح ومضت الأيام وتحسنت الأمور بفضل الله تعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حينما إفتتحت المدراس ومهدت الطرق وأصبحنا كاننا نعيش في قرية واحده وبدأنا العمل كل في مدرسته يشكوا إلي همومه في العمل ومتاعبه وأطرح عليه ما أعانيه من متاعب في العمل وكنا نجتمع من وقت لآخر لبحث أفضل الحلول لتلك المتاعب وخاصة النواحي التعليمية والإدارية ومضت الأيام ومضى الزمن بنا ونقل رحمه الله إلى مدرسة الامام البخاري مديراً لها فقرب بعضنا من بعض وكنا نجتمع لبعض الأمور التي تتعلق بشؤون مدارسنا وإزدادت المحبة متانة بيننا وكنا نسافر سوياً إلى حيث نريد فكان غفر الله له في الموعد حريص على عدم التخلف ,كان محباً للخير ومساعدة المحتاجين وإذا سافرنا كان يحترم رأي الغير ويسابقني على فعل الخير , جواد في السفر كريماً في خلقه عظيماً في تعامله مع الغير يحب البذل للمحتاجين وكنا إذا سافرنا يوصيني بالصلاة في وقتها , وأخيراً نقل إلى مدرسة آل خضاري وتقاعد منها عام 1414هـ وكنت قد سبقته إلى التقاعد سنه 1412هـ وتفرغنا بعد ذلك للسفر وأمورنا الخاصة , مرض وأشتد به المرض وكنت إزوره من وقت لآخر وفي يوم وفاته حضرت الصلاة عليه ودفنه وفي العصر كنت معهم في مخيم العزاء لكنني لم أتمالك نفسي عندما نظرت إلى تلك الدار التي كان يسكنها وكان يستقبلنا فيها وكنا نجد فيها المحبة والتقدير منه ومن أولاده وأهله فغادرت مقر العزاء متالماً لهول الموقف , فلم أعد للعزاء في اليوم الثاني حزينا متألما لفراقه.
رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته وجعل ماقدمه لوطنه ومواطنيه مدة عمله في موازين أعماله الصالحة وعزاؤنا في فراق أغلى صديق أنه ترك خلفه أولاداً كراماً وأهلاً أوفياء لوالدهم ومحبيه , فقد قاموا بخدمته أثناء مرضة على الوجه الذي يرضي رب العزة والجلال .
أسال الله تعالى ان يلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء إنا لله وإنا إلية راجعون ..
أحببت أن أكتب عنه وأوضح بعض الصداقة بيننا حيث عشت معه أغلب حياتي :
ففي أواخر سنة 1374 وأول سنة 1375 هـ قابلته لأول مرة وعندما قَدِم من تنومة إلى الإحساء للبحث عن عمل وكان عمه عبدالله مفرح صليم يعمل بشرطة سكة الحديد بالأحساء تعرفت عليه وهو شاب في العشرين من عمره تقريباً طويل القامة أبيض اللون نحيل الجسم يظهر عليه أثر السفر الشاق حيث كانت الطرق أنذاك صعبة والمواصلات قليلة إلا من السيارات (اللواري) الكبيرة ,بدأت المعرفة بيننا وأحب بعضنا بعضا من أول وهلة وقد التحق بشرطة الأحساء وأصبحنا نعمل سويا وبدأنا حياة جديدة نسكن معاً ونذهب للعمل سوياً وقد شجعته على الدراسة فرغب في ذلك وكنت قد سبقته في العمل بعامين تقريباً ومضت الأيام والتحقت بمعهد المعلمين سنة 1380هـ وهو في السنة السادسة إبتدائي ثم التحق في العام الثاني بمعهد المعلمين بالأحساء ومعه الأخ محمد بن عايض .
إستقال من العمل بعد سبع سنوات تقريباً تخرج من السنة الأولى معهد ومعه محمد عايض وفي هذه الأثناء إفتتح معهد المعلمين في النماص فرغب في مواصلة دراسته بالنماص لقربه من أهلة فسافر وبصحبته محمد بن عايض وبقيت بالاحساء لإكمال دراستي بالمعهد ,تألمت لسفرهما وحزنت لفراقهما وكان ظافر صديق وفي وأكثر من أخ ,تخرجت من معهد المعلمين بالاحساء سنه 1382 /1383 وعينت مدرساً بالمنطقة الشرقية , تمنيت أن أكون تركت السنة الثانية معهد وسافرت معهما لإكمال دراستي بالنماص لكن المقادير كانت خلاف ذلك بقيت بالشرقية لمدة عام دراسي نقلت بعد ذلك إلى منطقة أبها ,أحببت ذلك لكي ألحق بالصديق الوفي وشاء الله أن أعين مديراً لمدرسة مليح سنة 1384هـ وكان رحمه الله تعالى قد تخرج من معهد النماص سنة 83/1384هـ وعين مدرساً بمدرسة مليح ,لم أكن أعلم بتعيينه في هذه المدرسة من قبل ,وعندما حضرت لمباشرة عملي وجدته في إستقبالي مع المدرسين وليس بالمدرسة أي مدرس وطني سوى أبا علي رحمه الله ففرحت فرحاً شديداً وحمدت الله تعالى أن جمع بيننا مرة آخرى وفي مدرسة واحدة وعمل واحد ,مكثت عاماً في مليح من أحب الأيام عندي وأسعدها,نعم الصديق ظافر وأكرم وأنعم بأهالي قرى مليح فقد وجدنا منهم كل محبة وتقدير وإكرام ومن الطلاب كل جد ونشاط .
ولا أنسى ذلك الرجل الكريم بخلقه وشهامته الذي قام بإسكاني في دار له وأحاطنا بكل عناية وتقدير هو وأخوانه وأولاده, إنه الشيخ عبدالهادي بن محمد بن فرحان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وقد وجدت من الأخ ظافر رحمه الله تعالى كل محبة وتقدير مدة إقامتي في مليح , فكان يلزمنى بالبقاء معه في داره أغلب أيام العطل الأسبوعية ولم تكن العطلة وقتها سوى يوم الجمعة , حيث كانت الدراسة من السبت إلى الخميس , ورحمة الله على والدته الكريمة حيث كانت تطلب منه عدم السماح لي بالذهاب إلى الشعف والبقاء مع ظافر عطلة الأسبوع حيث لم يكن هناك سيارات ولا طرق إطلاقاً ,وفي يوم من الأيام مرضت إبنته البكر وأشتد مرضها ولم يمهلها المرض طويلاً حيث توفيت وهي صغيرة فحزن عليها وحزن عليها أهلها معه فتألمت لحزنه أكثر .
وفي مطلع سنه 1385هـ تم نقلي إلى مدرسة سبت تنومة وتسلم العمل في مدرسة مليح ومضت الأيام وتحسنت الأمور بفضل الله تعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حينما إفتتحت المدراس ومهدت الطرق وأصبحنا كاننا نعيش في قرية واحده وبدأنا العمل كل في مدرسته يشكوا إلي همومه في العمل ومتاعبه وأطرح عليه ما أعانيه من متاعب في العمل وكنا نجتمع من وقت لآخر لبحث أفضل الحلول لتلك المتاعب وخاصة النواحي التعليمية والإدارية ومضت الأيام ومضى الزمن بنا ونقل رحمه الله إلى مدرسة الامام البخاري مديراً لها فقرب بعضنا من بعض وكنا نجتمع لبعض الأمور التي تتعلق بشؤون مدارسنا وإزدادت المحبة متانة بيننا وكنا نسافر سوياً إلى حيث نريد فكان غفر الله له في الموعد حريص على عدم التخلف ,كان محباً للخير ومساعدة المحتاجين وإذا سافرنا كان يحترم رأي الغير ويسابقني على فعل الخير , جواد في السفر كريماً في خلقه عظيماً في تعامله مع الغير يحب البذل للمحتاجين وكنا إذا سافرنا يوصيني بالصلاة في وقتها , وأخيراً نقل إلى مدرسة آل خضاري وتقاعد منها عام 1414هـ وكنت قد سبقته إلى التقاعد سنه 1412هـ وتفرغنا بعد ذلك للسفر وأمورنا الخاصة , مرض وأشتد به المرض وكنت إزوره من وقت لآخر وفي يوم وفاته حضرت الصلاة عليه ودفنه وفي العصر كنت معهم في مخيم العزاء لكنني لم أتمالك نفسي عندما نظرت إلى تلك الدار التي كان يسكنها وكان يستقبلنا فيها وكنا نجد فيها المحبة والتقدير منه ومن أولاده وأهله فغادرت مقر العزاء متالماً لهول الموقف , فلم أعد للعزاء في اليوم الثاني حزينا متألما لفراقه.
رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته وجعل ماقدمه لوطنه ومواطنيه مدة عمله في موازين أعماله الصالحة وعزاؤنا في فراق أغلى صديق أنه ترك خلفه أولاداً كراماً وأهلاً أوفياء لوالدهم ومحبيه , فقد قاموا بخدمته أثناء مرضة على الوجه الذي يرضي رب العزة والجلال .
أسال الله تعالى ان يلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء إنا لله وإنا إلية راجعون ..
صديقه/ إبراهيم بن عايض آل عاطف
مدير ثانوية أبي بكر الصديق سابقاً
تنومة الشعف حي النسيم
مدير ثانوية أبي بكر الصديق سابقاً
تنومة الشعف حي النسيم