×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

( أولمبياد)

سعد بن مغرم
بواسطة :
على أننا نعيش في المملكة العربية السعودية ,البلد الصحراوي الجاف ذي اللون الواحد في معظم المناطق, إلا أننا نعيش حياة ملونة (فسيفسائية) فيما نتداوله مطعماً ومشرباً وملبساً ومركباً , يبدو والله أعلم أن ذلك تحقيقاً لدعوة إبراهيم عليه السلام حين دعا كما جاء في قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾.

حينما نتأمل طبيعة حياتنا في جميع زواياها نجد العالم برمته حاضراً بين يدينا ولنا ومن أجلنا وكأننا نعيش (أولمبياداً) لا يتوقف من المنتجات والمنافع , بل إن كثيراً من المنتجات لاتنفك تحمل مسمى مصدرها مذكرة لنا صباح مساء بفضل الله ونعمته علينا , قد تكون من جانب آخر وبال على بلدنا ومنتجاتنا وقدرتنا على التصنيع والمنافسة , لكن ما الحل ؟؟!!

إن الناظر لهذه المسألة لتأخذه الحيرة والعجب حتى إنها قد أشغلت علماء التنمية وأخذت حظها من بحوثهم , ففي مثل حال المملكة العربية السعودية يطرح التساؤل الدائم : هل يلزمها تطوير الإعتماد على مصادرها مهما كانت شحيحة ومكلفة ؟؟ أو أن الأجدى الإعتماد على ما عند الغير مقابل تكاليف مادية محدودة!!

عندما يصبح الصباح خذ نفساً عميقاً ثم ابدأ برصد كل ما يقع تحت يدك ويطوله نظرك حتى المساء وستكتشف أنك إنما تضع خارطة العالم نصب عينيك , فقد تبدأ بالقهوة (الفرنسية) أو (الأمريكية) في أواني الخزف (الصيني) وان كنت من المحافظين على الثقافة العربية الأصيلة فستتناول القهوة العربية (الهررية) أو (اليمنية) مع بعض الهيل (الهندي) أو الزعفران (الإيراني) كما يمكن أن تجمع في فطورك مع بعض المنتجات المحلية وغير المحلية كالزبدة الـ (دانمركية) والزيتون ( الأسباني) والعسل (الأسترالي) مع العيش(المصري) أو التميس (الأفغاني) مع المشروب العالمي المفضل الشاي(السيلاني), ولأنك تريد الذهاب إلى عملك وأنت في حلة جميلة من اللباس والروائح الطيبة فستلبس لباسك التقليدي (الوطني) الثوب المصنوع من القماش(الكشميري) ومعه الشماغ (الإنجليزي) منتعلاً الحذاء (الإيطالي) مع رذاذ العطر (الفرنسي) أو الطيب (الكمبودي) . وستمتطي سيارتك (اليابانية) أو (الأمريكية) أو (الأوروبية) ذاهباً لعملك تقعد على مكتبك المصنوع من الخشب (الماليزي) وتزاول بعض متطلبات وظيفتك من خلال حاسبك (الصيني) المدعم بالبرامج (الأمريكية) وتجري بعض الإتصالات الهامة من خلال هاتف المكتب (الفنلندية)أو (السويدية),يجري ذلك تحت نسائم عليلة من المكيف (الوطني) أو (الياباني) ذي التجميع (التايلندي).

خلاصة القول : الأمر لا يدعو للتفكير بقدر ما يدعو للإمتنان والحمد لواهب النعم فلنشكر الله, فبالشكر تدوم النعم.
بواسطة :
 0  0  6172