حميد تهتموني : التربوي العملاق
كان ذلك الرجل الأنيق طويل القامة, نادر الإبتسامة, يتمتع بقوة الشخصية التي تلقي بظلالها على إنضباط الفصل الدراسي الذي يفرض صمت الإستماع وحسن الإستيعاب,كان صوته مميزاً في نبرة تتراقص معها الكلمات حين يبدأ شرح المادة الدراسية,وهو مايضيف جواً من الإحساس بالرغبة في إستقبال المضمون المدعوم بمفردات الإسقاط الابداعي في مخرجات اللغة مع إضافات أكثر تفوقاً من المنهج الذي يتعمد الخروج من تقييده إلى مساحات واسعة من التحليق بنا كطلاب تأخذنا قدرات ذهنية إلى الإستجابة لرحلة علمية ممتعة تجوب بنا خارج المكان هكذا كان الأستاذ الفاضل حميد تهتموني توفيق الذي كان أحد الأساتذة الأفاضل الذين بدأت حياتي الدراسية على أيديهم في المرحلة الإبتدائية بمدرسة سبت تنومة التي أصبحت لاحقاً تحت مسمى المدرسة السعودية مع أنه لم يكن أحداً ينكر سعوديتها!!بقدر ماكانت تحمل إسم المكان الذي يعتبر رمزاً تاريخياً لأقدم أسواق الجنوب التاريخية,وهنا أعود إلى مسار محور الحديث الذي يطول بحجم قامة ذلك التربوي العملاق الذي أعترف أنه كان مؤثراً بالنسبة لي في الصحافة السياسية, حيث كان يتحدث في حصص التعبير أحيانا عن القضية الفلسطينية,وعن أهمية بناء الإنسان العربي بما يتفق مع المبادئ وأصالة المجتمع ,وذلك أمام عالم يتطور في مختلف المجالات كان أكثر قربا من الباحث عن المعلومة حتى وإن كانت خارج المنهج الذي لايرتقي إلى الطموحات.وذلك من أجل رفع المستوى الثقافي للطالب , لنجد في مراحل مابعد تلك المرحلة إن ماكان يمارسه الأستاذ حميد يخضع للنظام الأكاديمي الذي يقوم به كبارالمحاضرين في الجامعات المتقدمة في العالم,لتعود بنا الذاكرة إلى ذلك الرجل الذي سبق عصره في تعليم جيل كان يتطلع إلى الخروج من دائرة المكان الى رؤية , ماوراء الجبال التي تحيط بالحياة والناس خلف مسافات الأبعاد الجغرافية لبلد مازال يخوض معركة بناء الأرض والإنسان ومن ثم كان أكثر نسبة الذين بدأت خطواتهم الدراسية الأولى على يد التربوي حميد توفيق.أكثرتميزاً في مسيرة حياتهم العلمية والعملية, وأفتخر أن أكون واحداً من هؤلاء الذين يتحدثون اليوم عن معلمهم الأول الذي وأن رحل من أكاديميته الإبتدائية في مدرسة سبت تنومة, إلا أنه بقي قصة في ذاكرة التاريخ يطوق بجميله أعناق الرجال.
...........
أيها الأب والمعلم والإنسان الراقي أدباً وعلماً وخلقاً,أنا لن أسألك عن تجربة الزمن, ولكني أسأل وبكل شوق هل يمكن أن تعود لنا يوماً كضيف نرتمي على أكتافه ونقبل أياديه شكراً وعرفاناً؟
...........
أيها الأب والمعلم والإنسان الراقي أدباً وعلماً وخلقاً,أنا لن أسألك عن تجربة الزمن, ولكني أسأل وبكل شوق هل يمكن أن تعود لنا يوماً كضيف نرتمي على أكتافه ونقبل أياديه شكراً وعرفاناً؟