إدارة المدارس بين المدير والقائد!
بالأمس القريب كانت وزارة "المعارف" تلاها تغيير المسمى "وزارة التربية والتعليم" واستقر بها المطاف إلى "وزارة التعليم"، أما على مستوى المدارس فقد طال التغيير في المسمى "مدير المدرسة" فأضحى " قائد المدرسة" فماذا بعد؟.
يبدو أن التغيير المستمر في المسميات هو سِمَة وزارتنا الموقرة، فالتغيير كما يفسره كثير من التربويين ظاهرة صحية، إيماناً منها بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!.
ولكن ما هو التغيير الذي نريد؟ وهل التغيير الشكلي في الأسماء والمسميات يعني الوصول إلى الهدف المنشود؟.
نعود إلى الموضوع "عنوان المقال" وهو ما يتعلق بالمدير أو القائد بعد تغيير المسمى ونتساءل :
ما هي مواصفات المدير "القائد" الذي نريد؟.
وما هي معايير إدارات التعليم في اختيار القادة ؟.
تتباين بين البشر السجايا والأخلاق، كما تختلف الظروف المحيطة بهم في كافة المستويات الوظيفية والبيئية والمجتمعية والأسرية، ما ينعكس سلباً أو إيجاباً في نظرتهم للحياة وعلى مستوى الأداء في العمل الوظيفي المناط بهم.
ينظر بعض مديري المدارس مع الأسف عند توليهم لشؤون المدرسة بأن كافة منسوبيها "معلمين وموظفين" أُجراء لديهم، في حين ينظر لها الآخرين بأنهم موظفون معهم، وبين "عند" و "مع" فارق كبير.
فالقسم الأول من هؤلاء القادة بحسب المسمى الجديد يتبنى نمط الإدارة " الديكتاتوري أو السلطوي" ظناً منه أنه بهذا النمط سوف ينال الهيبة والتقدير والوقار من منسوبي مدرسته، يهمه تطبيق النظام بحذافيره، ولا يترك شاردة ولا واردة حتى يسأل عنها، دون مراعاة لظروف الآخرين، فهو لا يقيم لهم وزناً، ولا يشاورهم في صغير أو كبير، ويعتقد أن ما يتبناه هو عين الصواب، كلامه في الغالب إصدار الأوامر، ولا يقبل إبداء الرأي، ونهجه المتبع" أنا ومن بعدي الطوفان" يرى بهذا السلوك أنه يكسب رضا المسؤول ليحظى بشرف المكوث على كرسي الإدارة ما شاء الله له أن يكون! لهذا ومن على شاكلته نقول تذكر قول الله تعالى" ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". فالمُنبَت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
أما القسم الثاني فله نظرة أخرى، فهو يتبنى نمط الإدارة "الديموقراطي أو الشوري" ولا يرى له فضل عليهم بالكرسي الذي يتربع عليه، لعلمه سلفاً أن الكرسي دوار، وأن العمل الجماعي والعلاقات الوطيدة مع منسوبي مدرسته سوف يكون دافعاً لهم بالنهوض بالمدرسة تربوياً وتعليمياً، فهو لا يرى له عليهم مِنَّه، ويعتقد أنه خادم لهم وميسر لعملهم، يشاورهم في صغير الأمر قبل كبيره، يشعرهم باهتمامه، ويتحسس مشاكلهم، ويسعى في قضاء حاجاتهم، ويسأل عن أحوالهم، ويتبسط معهم، هذا القائد يعي مدلول الآية الكريمة في قوله تعالى" وشاورهم في الأمر". فهو لا يقطع أمراً دونهم.
نعود ونتساءل عن معايير اختيار القائد، وهل تأخذ إدارات التعليم مدى رضا العاملين بالمدرسة عن القائد في الحسبان من خلال مؤشرات الأداء؟. أم أن الأمر لا يعدو تعيين قائداً للمدرسة لتولي المسؤولية كيفما اتفق؟.
ولوزارة التعليم الموقرة نقول: إن معايير ترشيح مديري المدارس تتطلب المركزية في اتخاذ القرار للحد من دخول عنصر "الواسطة والمحسوبية" عند الترشيح من إدارات التعليم، ولضمان عملية الفرز من خلال محكَّات ومعايير محددة، كما يتطلب الموقف التعليمي توحيد النمط في الإدارة المدرسية دون أن يتاح لمدير المدرسة التعسف في اتخاذ القرارات ومخالفة النظام الذي يَدَّعي تطبيقه، وهذا النمط الموحد يستدعي التدريب الكافي لمديري المدارس بانتظام خلال العام الدارسي لضمان قيادة مدرسية رشيدة.....والله الموفق.
يبدو أن التغيير المستمر في المسميات هو سِمَة وزارتنا الموقرة، فالتغيير كما يفسره كثير من التربويين ظاهرة صحية، إيماناً منها بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!.
ولكن ما هو التغيير الذي نريد؟ وهل التغيير الشكلي في الأسماء والمسميات يعني الوصول إلى الهدف المنشود؟.
نعود إلى الموضوع "عنوان المقال" وهو ما يتعلق بالمدير أو القائد بعد تغيير المسمى ونتساءل :
ما هي مواصفات المدير "القائد" الذي نريد؟.
وما هي معايير إدارات التعليم في اختيار القادة ؟.
تتباين بين البشر السجايا والأخلاق، كما تختلف الظروف المحيطة بهم في كافة المستويات الوظيفية والبيئية والمجتمعية والأسرية، ما ينعكس سلباً أو إيجاباً في نظرتهم للحياة وعلى مستوى الأداء في العمل الوظيفي المناط بهم.
ينظر بعض مديري المدارس مع الأسف عند توليهم لشؤون المدرسة بأن كافة منسوبيها "معلمين وموظفين" أُجراء لديهم، في حين ينظر لها الآخرين بأنهم موظفون معهم، وبين "عند" و "مع" فارق كبير.
فالقسم الأول من هؤلاء القادة بحسب المسمى الجديد يتبنى نمط الإدارة " الديكتاتوري أو السلطوي" ظناً منه أنه بهذا النمط سوف ينال الهيبة والتقدير والوقار من منسوبي مدرسته، يهمه تطبيق النظام بحذافيره، ولا يترك شاردة ولا واردة حتى يسأل عنها، دون مراعاة لظروف الآخرين، فهو لا يقيم لهم وزناً، ولا يشاورهم في صغير أو كبير، ويعتقد أن ما يتبناه هو عين الصواب، كلامه في الغالب إصدار الأوامر، ولا يقبل إبداء الرأي، ونهجه المتبع" أنا ومن بعدي الطوفان" يرى بهذا السلوك أنه يكسب رضا المسؤول ليحظى بشرف المكوث على كرسي الإدارة ما شاء الله له أن يكون! لهذا ومن على شاكلته نقول تذكر قول الله تعالى" ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". فالمُنبَت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
أما القسم الثاني فله نظرة أخرى، فهو يتبنى نمط الإدارة "الديموقراطي أو الشوري" ولا يرى له فضل عليهم بالكرسي الذي يتربع عليه، لعلمه سلفاً أن الكرسي دوار، وأن العمل الجماعي والعلاقات الوطيدة مع منسوبي مدرسته سوف يكون دافعاً لهم بالنهوض بالمدرسة تربوياً وتعليمياً، فهو لا يرى له عليهم مِنَّه، ويعتقد أنه خادم لهم وميسر لعملهم، يشاورهم في صغير الأمر قبل كبيره، يشعرهم باهتمامه، ويتحسس مشاكلهم، ويسعى في قضاء حاجاتهم، ويسأل عن أحوالهم، ويتبسط معهم، هذا القائد يعي مدلول الآية الكريمة في قوله تعالى" وشاورهم في الأمر". فهو لا يقطع أمراً دونهم.
نعود ونتساءل عن معايير اختيار القائد، وهل تأخذ إدارات التعليم مدى رضا العاملين بالمدرسة عن القائد في الحسبان من خلال مؤشرات الأداء؟. أم أن الأمر لا يعدو تعيين قائداً للمدرسة لتولي المسؤولية كيفما اتفق؟.
ولوزارة التعليم الموقرة نقول: إن معايير ترشيح مديري المدارس تتطلب المركزية في اتخاذ القرار للحد من دخول عنصر "الواسطة والمحسوبية" عند الترشيح من إدارات التعليم، ولضمان عملية الفرز من خلال محكَّات ومعايير محددة، كما يتطلب الموقف التعليمي توحيد النمط في الإدارة المدرسية دون أن يتاح لمدير المدرسة التعسف في اتخاذ القرارات ومخالفة النظام الذي يَدَّعي تطبيقه، وهذا النمط الموحد يستدعي التدريب الكافي لمديري المدارس بانتظام خلال العام الدارسي لضمان قيادة مدرسية رشيدة.....والله الموفق.